فضيحة الموز.. حكاية تشف وخذلان بلا حدود

خاص – الخبير السوري:

لم تكتمل فرحة السوريين بمحصول  غير تقليدي ولا أساسي في حياتهم، فلعلّهم بالغوا في الاحتفاء بإنتاج الموز السوري بوفرة، و بتوطين زراعته ..ربما للانتصار على “عصيان” المنتجات التقليدية، والتشفّي من “حلفاء البيئة السخيّة” ..كالبطاطا التي جحدت بهم في أحلك ظروف الفاقة والفقر، والتفاح الذي انبطح أمام جائحات تلو الجائحات، و خذلهم  غير آبه بود عميق قديم، والثوم الذي امتطى أجنحة الرياح وطار إلى موائد أثرياء لن تكون تجشؤاتم المفعمة برائحته، منفرة -لأنهم أثرياء – وليس إلا.

الموز ..ورقة افترضها فلاح الساحل رابحة، وصفق لها مستهلك طالما أصرّ على أن يكون محتفياً بكلّ مايبرق في بلاده.. وإن لم يكن ذهباً، و تعمد أن يكون شغوفاً بمدّ لسانه سخريةً من كل طيف خط الاستواء و مجاله الحافل بالموز و”أخواته”.
احتفوا بالموز ..ولم يحسبوا حساب خذلان ينتظرهم .. اكتشفوه متأخرين في علاقة وزارة زراعتهم – حارسة أحلامهم – مع الحقول.

فياله من خبر صادم…شتول مدسوسة تسللت إلى مزارعهم، بلا رقيب أو حسيب، وهم يشرعون بوابات أرزاقهم لبدائل وجدوا فيها قشة النجاة من إخفاقات وخسائر متوالية، لاسيما “صدمة ” الحمضيات التي بات لها سفراً خاصاً كئيباً تتداوله أجيال تلو أجيال.
لطالما طالب الخبراء و المتخصصون، ومعهم الإعلام، وفي مقدمهم المزاعين،  بأن تفرد وزارة الزراعة عنايتها الفائقة فوق حقولهم، لأنها بيت الخبرة وبين الدفء في أعرافهم..إلا أن أصوات الجميع ضاعت و تشتتت وسط ضجيج التصفيق لخطط مصاغة بعناية لغوية خاصة، تنطوي على مفردات جاهزة للتلحين، كاد معدوها أن يغنوها غناءّ.

أخفقت وزارة الزراعة..فأخفقت المزارع التكثيفية، ومني الفلاح بندامة الكسعي، بعد أن استأصل جذور الزيتون والليمون، بحثاً في أعماق الأرض عن بديل يقيه شرور الفقر وضياع المال والآمال..

لم تعد وزارة الزراعة بحاجة إلى حشد المؤيدين لفكرتها بفرض ضميمة “ضريبة” على صادرات الموز السوري، لأن لاصادرات ستواجه ضميمتها بعد أخبار المرض الفتاك..
فأي نسخة جاهزة من المبررات ستختارها الوزارة هذه المرة..الطقس..أم الحصار…أم جهل الفلاح؟
وإن اجتمعت كل هذه المسوغات.. سنبقى نستفسر عن بقايا “حذاقة” و شطارة مستعارة.. لدى وزارة اختصرت ذاتها بمركز أممي غادر سورية مكاناً..و أبقاها هدفاً لن يكله ولن يمله..

[ جديد الخبير ]