يأمل الكثير من المواطنين في مختلف مناطق محافظة حماة، أن ينخفض سعر زيت الزيتون ليستطيعوا شراء الحد الأدنى مما يلزمهم منه من دون أي معاناة أو منغصات، في هذا الموسم الذي تشهد فيه المحافظة إنتاجاً وافراً يختلف عن كل المواسم السابقة.
وأوضح العديد منهم، أن سعر كيلو الزيت المتوافر من الموسم الماضي حالياً بالأسواق نحو 90 ألف ليرة، والمغشوش بنحو 75 ألف ليرة!
ولفتوا إلى أن هذا الغلاء الفاحش فرض عليهم الشراء «إذا ما احتاجوا بأقل من الحدود الدنيا، ولتنكيه الطعام أو السَلَطة أو الفتوش فقط، وبنحو 5 آلاف ليرة أو بـ10 آلاف بأحسن تقدير»!
أما عن واقع الزيتون في حماة لهذا الموسم، فبيَّنَ عدد من المزارعين بالمنطقة الغربية لـ«الوطن» أنهم جنوا محصولهم مبكراً خشية عليه من السرقة أولاً، ولنضجه القسري ثانياً، موضحين أن موعد القطاف المحدد من وزارة الزراعة هو الـ10 من الشهر الجاري، ولكنهم قطفوه مبكراً لكيلا يخسروه.
وبيَّنت مديرة مكتب الزيتون بوزارة الزراعة عبير جرهر لـ«الوطن»، أن حماة تتبوأ المرتبة الأولى من بين المحافظات بإنتاج الزيتون في هذا الموسم، المقدر بنحو 92 ألف طن، منها 18 ألف طن للمائدة أي ما نسبته 20 بالمئة، ونحو 73500 طن للعصر، ومن المتوقع أن ينتج عنها نحو 11774 طناً من الزيت.
وأوضحت أن حماة هي الأولى في هذا الموسم بالإنتاج لاهتمام المزارعين بحقولهم، وليس بالمساحة المزروعة بالزيتون لافتة إلى أن واقع المحصول جيد في هذا العام بالمجمل، ولكن ثمة حالات نضج قسري وإصابات بآفة «عين الطاووس» بالمنطقة الغربية من المحافظة، ما اضطر لتحديد موعد قطاف مبكر فيها عن بقية مناطق المحافظة، حتى لا يخسر المزارع محصوله، ويستطيع أن يجنيه بجودة جيدة.
وعزت ذلك إلى الظروف الجوية التي سادت المنطقة الغربية، وعدم تقديم الخدمات المطلوبة للأشجار.
وأشارت إلى أنه كان من الممكن السيطرة على تلك الأمراض من خلال إدارة الخدمات المناسبة وتقديمها من قبل المزارعين، ولكن للأسف لم يقدمها المزارعون لكونها مكلفة جداً، وإن قدموها فبالحدود الدنيا.
وأما في المنطقة الشرقية من المحافظة، فثمة إصابات بـ«حفار ساق التفاح»، وخصوصاً في سلمية وما حولها، وسبب ذلك اعتماد أصناف من الزيتون حساسة للإصابة بهذا المرض، إضافة للتغيرات المناخية وبشكل خاص «الجفاف»، وعدم قدرة المزارعين على تقديم الري التكميلي، فالصنف حساس والظروف مساعدة على الإصابة.
من جانبه، بيَّن مدير زراعة حماة أشرف باكير لـ«الوطن» أن إجمالي المساحة المزروعة بالزيتون في مجال عمل وإشراف زراعة حماة نحو 430 72 هكتاراً، وعدد الأشجار نحو 12 مليوناً و720 ألفاً و545 شجرة، والمثمر منها نحو 11 مليوناً و417 ألف شجرة.
وأشار إلى أن حماة تشتهر بزراعة عدة أصناف من الزيتون تناسب ظروفها الطبيعية والمناخية، من أهمها القيسي والصوراني ويشكلان نسبة 70 بالمئة يضاف لهما الخضيري والدعيبلي والصفراوي.
ومن جهته، بيَّنَ مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أمير عيسى لـ«الوطن» أن المساحة المزروعة بالزيتون في المناطق الآمنة بالغاب نحو 2585 هكتاراً، وعدد الأشجار الكلي نحو 666039 شجرة، المثمر منها 459611 شجرة وهي تتوزع في أقسام سلحب وعين الكروم وشطحة وجب رملة.
وعن وضع المحصول لهذا الموسم ذكر أنه بشكل عام جيد، ولكن لوحظ وجود حشرة حفار الساق في بعض المناطق، وسجلت حالات بسيطة من الذبول في بعض الحقول.
وفيما يتعلق بالمعاصر وعملها، ذكرت مديرة مكتب الزيتون بزراعة حماة سوسن القيسي لـ«الوطن»، أن 64 معصرة تستعد لاستقبال إنتاج المزارعين بمختلف مناطق المحافظة، مشيرة إلى أنه تم تحديد أجرة عصر الكيلو بنحو 600 ليرة.