تجاهلت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية، واقعها الصعب وحالة السكك مقطّعة الأوصال التي لم تفلح المؤسسة في إنجاز الترميمات اللازمة لها، ولا للعربات والرؤوس القاطرة، تجاهلت كل ذلك ووقعت في غواية الحديث عن القفز بخطوة مديدة فوق كل المشهد المظلم، باتجاه الفضاء الالكتروني والتعامل بأدوات ” ديجيتال”.
فقد أكدت المؤسسة على لسان مديرها العام مضر الأعرج، أن العمل جارٍ على استكمال مشروع تنفيذ منظومة برمجيات الدفع الإلكتروني لعمليات نقل البضائع، ومشروع أتمتة نظام حجز التذاكر المركزي واعتماد الدفع الإلكتروني فيه.
وأشار إلى أهمية الأتمتة والتحول الرقمي والسعي لزيادة الإيرادات وإعادة دراسة وتصويب إدارة الموارد البشرية والاستفادة المثلى من الكفاءات والعمل بروح الفريق الواحد والتقييم الدوري لخطط العمل ونسب الإنجاز وأولوية المشروعات التي تحقق إيرادات مباشرة والاهتمام بموضوع الاستثمارات ودراسة إمكانية الاستثمار المشترك مع القطاع الخاص لتخفيف العبء عن كاهل وميزانية الدولة.
ودون تطرّق إلى الوضع الصعب للمؤسسة، انتقل المدير الأعرج ليؤكد أن المؤسسة نقلت حتى الآن بضائع بحوالي مليون طن وحققت إيراداً مالياً تجاوز 122 مليار ليرة..بالتالي يبقى السؤال هو: لماذا البحث عن شركاء استثماريين إن كانت المؤسسة تحقق عائدات تشغيلية…طبعاً لن نسأل عن أي تشغيل و على أية خطوط تم تحقيق هذا العائد..؟!!
ويشير المدير العام في تصريحات نفلتها عنه صحيفة الوطن، إلى الحديث عن متابعة تنفيذ خطة المؤسسة وفق الأولويات التي وضعتها في تنفيذ برامجها التشغيلية لقطاع السكك الحديدية، على صعيد تأهيل وصيانة الخطوط الحديدية وخطوط المحطات والتفريعات والجسور والعبارات والمعابر، وتعمير وإعادة تأهيل القاطرات والشاحنات ومجموعات القطار «ترين سيت» وتوريد القطع التبديلية اللازمة لها..لكن مالذي تم تنفيذه من هذه الخطّة فيبقى كم ” المعنى في قلب الشاعر”.
المهم أن المدير العام يطلب – في ذات التصريح – من جميع العاملين في المؤسسة تسريع وتيرة العمل ومضاعفة الجهود لرفع الجاهزية الفنية ومتابعة تنفيذ الخطط الموضوعة بما يحقق إيرادات كفيلة بالاكتفاء الذاتي للمؤسسة واستمرارها بمرحلة الربح التي بدأتها عام 2023 وذلك بعد 12 عاماً من الخسارة.