بانتظار البيان الوزاري لحكومة الجلالي .. ساعدونا على التراجع السلس كي لا يكون السقوط ..

كتب الاعلامي أسعد عبود لموقع سيرياستيبس :

  السقوط الحر يحدث اصطدام و هو خطر .. و لعله لا زال يهددنا بجد … رغم قولة قائل أو قوالين : لو كنا سنسقط ل سقطنا من قبل اليوم .. نقولها احيانا .. و قالها احدنا أو قالها غيرنا ، هي لا تعدو كونها مجرد كلام بسيط و استنتاج يعول على الصبر دون توظيف لهذا الصبر .. و بالتالي ما زلنا معرضين للسقوط .. ما زالت بلدنا و اقتصادنا عرضة للسقوط .. !؟

نحن إلى اليوم وبشكل ما نقاوم .. كثيرا ما نهوي و نكاد ننهار و نسقط .. لكن كأننا نهرب من السقوط .. بمقاومة آنية محلية لا يبنى عليها استراتيجيا .. و تكاد تكون مجهولة الاسباب و الدوافع و العوامل المؤثرة .. و لكم في حركة سوق العملة السورية خير دليل .. فهي تظهر دون ريب مقاومة فعلية و مستمرة .. و إن اشتدت من حولها العواصف .. دون أن يعني ذلك الصمود الذي يعول عليه .. هي و رغم شبه ثبات في اسعارها .. أكيد مؤقت .. لم تستطع أن تفرض كلمتها في السوق … و ما زال الدولار الاميركي الجاذب الأول لرغبة الاقتناء و احيانا التداول صونا للقيمة ..

أكثر من ذلك فإن دراسة و تشريح اسباب و عوامل هذه الحركة في سعر الليرة السورية ، غير متوفر بالمطلق تقريبا .. سعر الليرة اليوم احسن دون أن يؤكد التحسن .. !! ولا يحظى هذا الاحسن بثقة كبيرة لدى المتعاملين .. نحن في نهاية فصل الصيف .. وهو يشكل عامل استراحة بالنسبة للاستيراد .. ولصالح التصدير ربما .. رغم أن التصدير من سوق يشكو ارتفاع الاسعار بما يصعب على المواطن الحصول على حاجاته لا يشكل مظهرا اقتصاديا ايجابيا يعتد به .. لكن من دون أي شك .. بعض التصدير الذي يشهده الفصل الراهن ولا سيما من المنتجات الزراعية و الصناعات البسيطة المرتبطة بهذا الانتاج .. أضف إلى ذلك أنّ الصيف يشهد عودة مسافرين مقيمين في الخارج .. لإمضاء اجازة مع ذويهم و في بلدهم .. و لعل في هذه الزيارة للعمالة السورية المهاجرة يكمن السبب الرئيسي في تحسن سعر الليرة .. و مهما كان السبب هو جيد .. و الجيد فعلا أن يؤخذ هذا التحسن بالدراسة و المعرفة لمحاولة تنميته ..

نحن نقاوم … الليرة تقاوم سورية تقاوم .. لما لا ينفي أبداً امكانية السقوط ولا يقلل من آثاره .. نقاوم ماذا ..؟! نقاوم ما يصعب حصره من عوامل الضغط و التشوهات .. ومن بين هذه العوامل ، وفي مقدمتها القرارات و النصوص و الصكوك التي تحيط بالأعمال و التجارة في سورية و من داخل سورية .. يعني هي ليست فقط العوامل الخارجية و الحصار و العقوبات .. بل تلك التي يعمل بها في الداخل .. تصوروا أطنان ورق مطبوع عليها القرارات و البلاغات التي تعمل لحماية النظام الاشتراكي ..

عيب … !! لنبدأ بالتراجع الإرادي المنصوص عليه .. و لا نكتفي بسياسة غض النظر .. !! غض النظر كي يكون لصاحب القرار ان يستحضر ما يشاء من هذه النصوص و الصكوك يحاسب الناس على اساسها .. و حماية للتحويل الاشتراكي مثلا … !! هذا ما يهدد بالسقوط .. و ما يمكن ان ينجم عنه ما لم نحقق التراجع السلس المدروس عن كل تلك النصوص و البلاغات و حتى القوانين و شروحها و تعديلات ها .. شيء لا يحتاج ابدا لثورة .. بل فقط جرأة و جدية والبدء .. لكن ليس قبل البيان الوزاري الذي يمكن ان يوضح موقف الحكومة من مجمل هذه الامور … و نحن ننتظر .

[ جديد الخبير ]