بعد ساعات من إعلان استشهاد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، صعّدت المقاومة من هجماتها على القواعد الأميركية في سورية، حيث استهدفت قاعدة معمل غاز “كونيكو” شمال دير الزور مرتين متتاليتين بالصواريخ والطائرات المسيرة، دون ورود معلومات حول حجم الخسائر.
وعلى الرغم من رفع القواعد الأميركية في سورية لحالة التأهب، وتسيير طائرات مسيرة ومروحيات في الأجواء، إلا أن فصائل المقاومة تمكنت من خرق هذه الاحتياطات والوصول إلى تلك القواعد وضربها.
وعلى إثر ذلك، شن الطيران الحربي التابع لـ”التحالف” الأميركي عدوانًا جويًا على مدينتي البوكمال ودير الزور، في محاولة لردع الهجمات ومنع توسعها في المنطقة.
وأكدت مصادر ميدانية لـ”الأخبار” أن الطيران الحربي والطائرات المسيرة الأميركية استهدفت سبعة مواقع للفصائل المتحالفة مع الجيش السوري في دير الزور وريف البوكمال على الحدود السورية العراقية، موضحة أن الغارات طالت منطقة التنمية والرادارات في هرابش، وموقعًا بمحيط مطار دير الزور، ومقرًا في شارع بور سعيد في دير الزور، وثلاثة مواقع في قرى الهري والسويعية والحزام بريف البوكمال.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من هذه الغارات هو محاولة ردع المقاومة عن تصعيد متوقع لها بعد اغتيال السيد حسن نصر الله.
ومع ذلك، توقعت المصادر أن تشهد الأيام المقبلة تصعيدًا من المقاومة ردًا على حادثة الاغتيال، ورفضًا للإعلان العراقي – الأميركي حول الاحتفاظ بالوجود الأميركي في سوريا حتى نهاية عام 2026.
ووصفت الإعلان بأنه محاولة أميركية للمماطلة وكسب الوقت بعد حالة ضبط النفس التي التزمت بها المقاومة منذ أشهر، بانتظار تنفيذ اتفاق بين العراق والولايات المتحدة على الانسحاب من العراق وسوريا.
وكان العراق والولايات المتحدة قد أعلنا، في بيان مشترك، عن اتفاقهما على إنهاء مهمة “التحالف الدولي” لمحاربة “داعش” في العراق خلال 12 شهرًا، على أن يكون الموعد النهائي نهاية سبتمبر من العام القادم.
ووفق البيان، فإن المهمة العسكرية لقوات التحالف في سوريا ستستمر حتى سبتمبر 2026، بهدف منع عودة التهديد الإرهابي إلى شمال شرق سوريا.
شهدت القواعد الأميركية في سوريا حالة استنفار واسعة، حيث قامت الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية بتعزيز قواعدها هناك كخطوة استباقية لاحتمال توسع الحرب الإسرائيلية على غزة تجاه لبنان، وتأثير ذلك على قواعدها في سوريا.
وظهر هذا التوجه بوضوح في شهر سبتمبر، من خلال استقدام خمس دفعات من الأسلحة برا عبر نحو 190 شاحنة، بالإضافة إلى 18 دفعة من الأسلحة جوًا، وتنفيذ أكثر من 14 تدريبًا عسكريًا في سوريا.
كما شهدت القواعد الأميركية خلال اليومين الماضيين استنفارًا واسعًا، حيث رفعت جاهزية الدفاعات الجوية، وأطلقت مناطيد مراقبة، وسيرت دوريات جوية بالطائرات المروحية والمسيرة، بالإضافة إلى دوريات برية في محيط قواعد حقلي “العمر” و”كونيكو” بريف دير الزور.
كذلك قامت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمداهمات في محيط معمل غاز “كونيكو”، واعتقلت سبعة أشخاص بتهمة التحضير لهجمات على القواعد الأميركية في ريف دير الزور.
ويبدو أن واشنطن باتت تخشى جدياً من تحضير المقاومة لمرحلة جديدة من التصعيد ضدها عبر هجمات برية على قواعدها ودورياتها في المنطقة.