كشف مصدر في جمعية الصاغة وصنع المجوهرات السورية، أن هناك ارتفاعاً قادماً بأسعار الذهب، موضحاً أن الارتفاع غير المسبوق بسعر الذهب محلياً يعود للارتفاع الكبير بسعر الأونصة الذهبية عالمياً التي سجلت مؤخراً رقماً خيالياً.
وأفاد المصدر وفقاً لصحيفة تشرين ” هناء غانم”، بأن التوقعات تشير إلى أن هناك ارتفاعاً خلال الفترة القادمة بأسعار الذهب، ولكن لا يمكن التنبؤ بحجم هذا الارتفاع أو بسعر معين، لافتاً إلى وجود إقبال على شراء الذهب باعتباره الوسيلة الآمنة للحفاظ على المدخرات.
وبيّن المصدر أن هناك اقبالاً على شراء الذهب عالمياً من الشركات وأصحاب رؤوس الأموال نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة في البنوك العالمية والإعلان عن إفلاس عدة بنوك في الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي تسبب برفع سعر الذهب نتيجة زيادة الطلب لكونه الملاذ الآمن في ظل المخاطر البنكية الحالية.
الدكتور والباحث الاقتصادي عابد فضلية أكد، أن التوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي والمحلي تقول إن الادخار بالذهب هو الخيار الأفضل لحماية المدخرات، لأن أسعار الذهب سوف تصعد عالمياً، والذهب حافظ على قوته الشرائية أفضل بكثير من الدولار، ومع التضخم من المتوقع أن يزداد هذا التفاوت بين الذهب والدولار.
لكن حسب فضلية فإن الادخار بالذهب يجب أن يكون مشروطاً بأن يكون المبلغ كبيراً ولسنا بحاجة لاستخدامه على المدى المنظور، هنا يعد الاستثمار بالذهب أفضل من الادخار بالدولار أو حتى العقار، خاصة خلال الأزمات المالية، علما أن الدولار هو العملة النقدية التي تحقق عوائد أعلى وأسرع، لكن الادخار بالدولار فيه الكثير من المخاطر وهو مخالف للقانون ولا يجوز التلاعب بالقطع الأجنبي.
أما الادخار الآخر المعروف في سورية فهو في امتلاك العقار، لكن حاليا قد يكون غير مجد، علماً أن أسعار العقارات بارتفاع مستمر، لكن هناك حالة كساد في أسواق العقارات وستبقى مستمرة لفترة ليست قصيرة.. لذلك نجد أن الادخار بالذهب هو الملاذ الآمن في أوقات الأزمات الاقتصادية، حيث يزداد الطلب عليه وبالتالي ترتفع قيمته، مشيراً الى أنه عادة يفضل الناس الاستثمار في الذهب لأنه يعد ملجأ وملاذاً آمناً يحمي من أخطار انهيار الأسواق المالية خاصة في الأوقات التي تظهر فيها عوامل عدم الاستقرار، واليوم لا يزال الذهب ذا أهميةٍ استثماريةٍ كبيرة، فهو يعد أداة مثالية لحفظ الثروة وتنويع المحافظ المالية على المدى الطويل، ما يجعل من ادخار الذهب أمراً مفضلاً لدى الكثيرين، فالعالم يشهد إقبالاً متزايداً على شراء واقتناء الذهب، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى المزيد من الارتفاع في سعر المعدن الأصفر بناء على مبدأ العرض والطلب .
وأضاف فضلية: إنه من الدوافع التي تدفع المواطن لادخار الذهب هو بقاء الثروة في متناول اليد وتحت السيطرة التامة لصاحبها، كما أنه يعد أحد الأصول العالية السيولة، ويمكن تحويله إلى نقد في غضون فترة زمنية قصيرة جدًاً، لذلك فإن الذهب هو الرهان الرابح في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.