(كبّس.. تربح) أسلوب عصري جاذب للتسوّل، كيف تتسول إلكترونياً، وكيف تصنع أموالاً إلكترونية، وكيف تحول القلوب والورود إلى دولارات؟ أسلوب يتبعه العديد من الناس ابتداء بالعاطلين من العمل وليس انتهاء بالكثير من المشاهير ممن خفت بريقهم وتعطلت أسواقهم إلى العديد من الأشخاص الذين يهمهم الترويج لأفكارهم ومنتجاتهم والربح منها.
كثير من التطبيقات طالعت شاشاتنا المحمولة مؤخراً وننتظر ربما المزيد من “التيك توك” إلى “البيغو لايف” وغيرهما الكثير، ويبقى السؤال: من الجهة الممولة والمسؤولة عن تحويل ما يسمى الـ(هدايا) والملصقات إلى أموال ومن هو المستفيد؟
شركات ممولة
استفسارات عديدة يجيب عنها الأستاذ الجامعي المهندس التقني أحمد علي، مؤكداً في حديث لصحيفة تشرين ” لمى سليمان”، أن هناك شركات مسؤولة عن التمويل، لها مقرات في مدن كبرى، فعلى سبيل المثال الشركة الممولة لليوتيوب وصانعي المحتوى أو من يلقبون أنفسهم بالـ(يوتيوبرز) تقع في كاليفورنيا. وتتيح هذه الشركات الربح بفيديوهات تقوم بتصويرها، وذلك عن طريق إعلانات معينة يتم إظهارها أثناء عرض هذه الفيديوهات للترويج لشركات معينة.. فعلى سبيل المثال تتلقى (يوتيوب) أرباحها من شركة “أدسينس Ad sense” التي يقوم يوتيوب بعرض إعلاناتها أثناء الفيديوهات، وبدورها الشركة الممولة نفسها تحصل على أموالها من خلال الترويج لبعض منتجات الشركات الأخرى من سيارات وجوالات وسواها، وتكون بذلك الأرباح تسلسلية وبنسب معينة من الشركات الأصغر إلى يوتيوب إلى صانعي المحتوى، ويبقى الرابح الأكبر في التسلسل هو الشركات المروجة لمنتجاتها والتي تحصل على النسب الأكبر من خلال بيع الكثير منها بعد تعرف الناس عليها، ويأتي في المقام الثاني يوتيوب و”أدسنس” لكونهما الوسيط الذي يتم الترويج من خلاله، وأخيراً صانعو المحتوى الذين يحصل كل منهم على نسبة محددة تختلف من شركة إلى أخرى ما بين يوتيوب وتيك توك وغيرهما.
هدايا إلكترونية
وبالنسبة لشراء الملصقات التي يتم تحويلها إلى أموال مثل (الفراشة وغيرهما)، فأوضح علي أنها هدايا إلكترونية، لكل منها سعر معين ويتم شراؤها عن طريق بطاقات الدفع الإلكترونية مثل (pay pal ) أو فيزا أو غيرها من البطاقات، والتي تعود ملكيتها للمشاهدين الذين اعتاد معظمهم على إضاعة الوقت والتسلية عن طريق متابعة البث المباشر لبعض المشاهير وصانعي المحتوى، حيث يقومون بشراء هذه الهدايا الإلكترونية الموجودة في التطبيقات ومن ثم إرسالها أثناء عملية البث المباشر لتتحول بشكل تلقائي إلى حساب صانع المحتوى.
وتبقى فكرة الترويج هي الدافع الأول لصانعي المحتوى وكذلك الشركات، لكونها الأساس الذي يبنى عليه الدعم المالي الذي يتم تداوله بين كل حلقات السلسلة.. إذ يعمد بعض صانعي المحتوى للترويج لفكرة معينة بهدف الحصول على مشاهدات أكثر، وبالتالي تسهيلات أكبر من الشركات، وبالطبع التوسع أكثر ليشمل افتتاح أفرع للشركة ذاتها في بلدان أخرى.
إرسال الأموال
وبالنسبة لكيفية إرسال القيم المالية، فهي تختلف حسب خصوصية كل موقع، فهناك بعض المواقع تقوم بإرسال الأرباح بشكل مباشر إلى الحساب الشخصي عبر البطاقة الإلكترونية لصانع المحتوى والتي يقوم مسبقاً بتحديدها مثل الباي بالـ(pay pal) أو الفيزا أو محفظة “بايير” أو أي نوع آخر من البطاقات، وذلك عند وصوله إلى نسبة معينة من المشاهدات أو التفاعلات أو النقاط والملصقات حسب التطبيق الذي يستخدمه، لكن أغلب البلدان العربية ومن ضمنها سورية لا تدعم هذه الميزة أبداً، وبالنسبة لصانعي المحتوى في المناطق التي تحظر استخدام هذه البرامج أو المحافظ الإلكترونية، يتم الحصول على الأرباح عن طريق الوسطاء الخاصين لهذه التطبيقات في المناطق غير المحظورة والدفع يكون حسب عملة البلد الموجود فيها صانع المحتوى وبنسبة ٥٠ % بين صانع المحتوى والشركة أو ٤٠ إلى ٦٠% بينهما.
ويؤخذ على بعض التطبيقات-حسب علي- الصعوبة في الشروط التي وضعتها الإدارة لتحقيق الأرباح من التطبيق، حيث ستحتاج إلى الصبر والوقت لتحقيق أقل مستويات الأرباح. وفي بعض الحالات قد يكون المشترك مطالباً بالدفع والشحن لتسريع عملية الربح. لذلك يجب الحذر وعدم الاستسلام للوعود المغرية بالربح الكبير فور التسجيل في التطبيق.. فعلى سبيل المثال في برنامج البيغو لايف، يُزعم أنه يمكنك تحقيق 5000 دولار فور التسجيل، ويمكن زيادتها إلى 10000 دولار من خلال دعوة أصدقائك لاستخدام التطبيق.
وعلى ما يبدو، فإن الهدف الأساسي من دعوة الأصدقاء هو زيادة نسبة المشاهدة لديهم، وليس ضمان تحقيق أرباح كبيرة فوراً.
ويلفت علي إلى أن بداية العمل تكون بشكل عقد بين يوتيوب مثلاً، الذي يمتلك مندوبين له في كل دول العالم، وصانع المحتوى كوسيط مباشر للربح وليس مع الشركة المروجة كـ”أدسنس” على سبيل المثال، وبالنسبة للبلدان المحظورة مثل سورية وروسيا بعد الأزمة مع أوكرانيا، هناك شركة وسيطة بين يوتيوب وصانع المحتوى بنسبة تصل لـ٤٠% من الأرباح أو أكثر.
وهناك بالطبع شروط أساسية لتفعيل أي قناة بخيار تخصيص القناة للربح، ومنها أولاً أن تحقق القناة ٤٠٠٠ ساعة مشاهدة لمجموع المشاهدين، ربما ليس بشكل متواصل وإنما على فترة زمنية محددة ولعدد من الفيديوهات المعروضة، إضافة إلى اشتراك ١٠٠٠ مشترك خلال سنة كاملة من بدء نشر الفيديوهات على القناة، وحين تحقيق الشرطين يمكن رفع استمارة إلكترونية للشركة الوسيطة في البلدان المحظورة أو لشركة يوتيوب مباشرة في البلدان غير المحظورة، إضافة إلى شرط آخر، وهو أن يكون المحتوى المقدم في القناة خلّاقاً وحديثاً وليس مسروقاً من فكرة سابقة، وحين تحقيق الشروط السابقة وحصول الاستمارة على الموافقة يتم تخصيصها للربح وتبدأ زيادة الأرباح تباعاً من دون الوصول إلى سقف محدد.
ومن الجدير بالذكر أن الربح يختلف حسب لغة المحتوى، لكون المحتوى نفسه بالمدة نفسها وعدد المشاهدات حتى تختلف قيمته إذا كان باللغة العربية عنه إذا كان باللغة الإنكليزية، فيحصل المحتوى الإنكليزي على عشرة أضعاف الأرباح عن فارق أي محتوى بلغة أخرى حتى لو حصل على نسبة المشاهدات نفسها.
ويؤكد علي أنه من الجدير بالاهتمام أن يتم التفريق بين محتوى يوتيوب وبرامج «البثوث» المباشرة والتعارف الصوتي للحصول على هدايا.. ففي حالة يوتيوب يكون للشخص قناته الخاصة التي يقوم فيها بنشر الفيديوهات بالمحتوى الذي يحب حسب الشروط التي ذكرت سابقاً، وتحصل على أرباح في حال أي مشاهدة وفي أي وقت وتختلف في سياستها عن برامج البثوث التي تحصل على هدايا وملصقات أثناء عملية البث المباشر.