أجواء حرب تنذر بالأصعب… 14 شركة طيران تنسحب من لبنان: أزمة في «تذاكر المغادرة»

الخبير السوري:

رغم أن مطار رفيق الحريري الدولي لا يزال مفتوحاً أمام شركات الطيران والمسافرين، إلا أن تأثير الأجواء المتوترة واضح عليه خلال الأيام الأخيرة.

ورغم صمت المديرية العامة للطيران المدني حول عدد الركاب القادمين والمغادرين، يمكن بسهولة ملاحظة الانخفاض في أعداد المسافرين سواء في صالات الانتظار أو في الساحات الخارجية. وفقاً لتقديرات جان عبود، رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر، شهدت حركة الطيران تراجعاً بنسبة تتراوح بين 30% و40%.

تتحدث مكاتب السفر عن انخفاض في الطلب على القدوم إلى لبنان، في حين تزايدت طلبات المغادرة، خاصة مع انتهاء العطلة الصيفية ورغبة البعض في تسريع مواعيد رحلاتهم خوفاً من تطور الأوضاع نحو الأسوأ وإغلاق المطار. أحد المسافرين الراغبين في المغادرة تحدث عن صعوبة حجز المقاعد، مشيراً إلى أن المقاعد المتاحة لحجزه طارت سريعاً، وطلب منه مكتب السفر انتظار الرحلة التالية.

في المقابل، رفض فادي الحسن، المدير العام للطيران المدني، تقديم أي تفاصيل عن الوضع الراهن، مكتفياً بالإشارة إلى أن هناك تعديلات يومية على جدول الرحلات بسبب التطورات المستجدة، مع إلغاء بعض الرحلات بينما تستمر أخرى في العمل بشكل طبيعي.

من جانبه، أفاد جان عبود بأن حوالي 14 شركة طيران قد أوقفت رحلاتها إلى لبنان، من بينها شركات كبرى مثل تاروم الرومانية، الخطوط الجوية الكويتية والسعودية والسويسرية، وإير فرانس، بالإضافة إلى لوفتهانزا وصن إكسبرس الألمانيتين.

من جانب آخر، واصلت الخطوط الجوية التركية تشغيل رحلاتها حتى فترة قريبة، حيث كانت تعد واحدة من الشركات الرئيسية التي تغطي احتياجات العديد من المسافرين الذين يستخدمون تركيا كنقطة عبور إلى الدول الأوروبية والأميركية. ومع ذلك، توقفت رحلاتها مؤخراً بسبب التصعيد الإسرائيلي الأخير.

وتراجعت أيضاً الخطوط القبرصية عن قرارها باستئناف الرحلات، حيث مددت تعليقها حتى الرابع من الشهر المقبل على الأقل.

تختلف تواريخ عودة رحلات الطيران إلى لبنان وفقاً لتقديرات كل شركة. بعض الشركات أرجأت رحلاتها حتى العام المقبل، فيما أجلت أخرى إلى شهر أكتوبر، بينما اكتفت بعض الشركات بتعليق رحلاتها لبضعة أيام أو أسابيع.

أما شركات الطيران التي لا تزال تعمل في مطار بيروت، والتي يبلغ عددها حوالي 12 شركة، فقد خفضت من عدد رحلاتها. على سبيل المثال، قللت الخطوط الجوية الإثيوبية رحلاتها إلى رحلة واحدة يومياً بدلاً من ثلاث، بينما قلصت شركات مثل الاتحاد الإماراتية والخطوط القطرية والمصرية رحلاتها إلى رحلتين يومياً بدلاً من ثلاث. في المقابل، تواصل فلاي دبي والعربية الإماراتية رحلاتهما إلى لبنان بشكل طبيعي.

وتتخذ شركات الطيران العاملة حالياً قراراتها بشكل يومي بناءً على تطورات الأوضاع. على سبيل المثال، تم إلغاء رحلة للخطوط الإماراتية كانت متجهة إلى بيروت قبل أيام وأعيدت إلى مكان انطلاقها، وهو ما حدث أيضاً مع رحلة الخطوط القطرية.

في ظل هذا المشهد، تتحمل شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) العبء الأكبر، حيث تضاعف رحلاتها لتغطية النقص الناتج عن انسحاب شركات الطيران الأجنبية، خاصة بعد توقف الخطوط الجوية التركية. وقد قامت الميدل إيست بزيادة عدد رحلاتها إلى تركيا، لا سيما إلى إسطنبول، دون تشغيل طائرات إضافية، حيث يعمل حالياً 14 طائرة فقط من أسطولها الذي يضم 24 طائرة في الأجواء اللبنانية.

[ جديد الخبير ]