تغيير للمعالم أم لحفظ ماء الوجه

نسيم عمران – الخبير السوري
 أيام مُتسارعة تذهب في عناوينها نحو المجهول بطرفيه ، المجهول الأوّل وهو المرسوم بيد آلة لا تعرف في سجلّاتها إلّا الدّمار والخراب ، والذي يطوي في ذكرياته واقعاً بُني على القتل وتهجير أصحاب الأرض والسّيطرة والاحتلال ، بدأ في فلسطين واستمرّ نتيجة الخنوع والهوان وقبول أبناء العربيّة به ، وأيّده متخاذلون تحت شعارات السّلام والأمان ، مُتناسين تجربة آبائهم وأجدادهم والتي تقول إنّ الكرامة لا تؤخذ إلّا بالقوّة وباحترام الذّات .
– بينما على الطّرف الآخر نجد المجهول الذي يخصّنا نحن _ الشّعب المُدافع عن وجوده وأرضه وحقوقه المشروعة في الحياة أولاً ، وفي العيش بكرامة ونبل وشهادة _ مجهول نعرف أين بدأ وكيف سينتهي ولو بعد حين ، نعم مجهول نصنعه بالنّضال والشّهادة تحت راية الحقّ والنّضال .
 ربّما نحن الآن أمام مُعادلات جديدة وواقع جديد وخاصّة بعد الاستهداف الهمجي المُستمر بحقّ شعب غزة ولاحقاً في سورية وأخيراً بحقّ شعب لبنان المقاوم ، فما حدث من تطورات آلمتنا في أثرها وكشفت لنا نوعاً جديداً من وحشيّة الحرب أمام دولة مُستحدثه لا تعرف إلّا القتل ، لن يثني عزيمتنا ولن يُسكت أصواتنا وسلاحنا في وجه العدوان ، بل سيزيدنا قوّة وإصراراً على مُتابعة رسالة الحرّيّة والثّبات بالعِلم أولاً وبالعدّة والعتاد ثانياً ، فنحن من صنع الحضارة ونحن من احتواها ونحن من نشرها ، وهم يعلمون ذلك ، ويعرفون أنّهم وافدون على أرضنا وحضارتنا، وأنّ مجهولهم إلى زوال .
 إذاً فليتحضّر المعتدون لأشهر عنوانها (( حجارة من سجيل )) و طوفان آخر كطوفان سيّدنا نوح وكطوفان شهر تشريني جديد ، فالعبرة في الأيام القادمة ستكون ، والمُراهن على بثّ الخوف في قاعدتنا فهو واهن ومخدوع ، وما حدث وسيحدث سيكون الواقع الجديد بأيدينا نحن ومجهولنا نحن .

[ جديد الخبير ]