التسويق على الطريق الواصل بين رجل الأعمال السوري و ” بيت حماته”..طبل و زمر وهيك صرنا شغلة؟!!

كتبت نهى علي:
اختار رجل أعمال أن ينشر الإعلانات الخاصة بمنتج جديد أراد الترويج له، على شبكة الإعلانات الطرقية الواصلة بين معامله والحارة التي تسكن فيها “حماته”.
هي نكتة.. لكنها ذات دلالة عميقة، تخص هشاشة ثقافة التسويق التي ما زالت تستحكم ببعض أو الكثير من رجال أعمالنا، وهذا خلل هم من يدفع فاتورته وليس سواهم.
وبما أن المعارض أحد أهم أدوات التسويق، ليس من الصعب استنتاج أننا لم نوفّق بعد في التمييز إن كانت معارضنا كرنفالات اجتماعية أم حدثاً اقتصادياً بخلطة تنموية شاملة، فما يبدو واضحاً ويأخذه علينا احترافيو التسويق، أننا نسوّق لمعارضنا الاقتصادية كمن يدعو إلى ورشة عمل، أو إلى حفلة عرس جماعي.. أي تخبو البصمة الاقتصادية الحقيقية وتغيب في ضجيج تسويق معرض وكأنه مقصود لذاته، أي معرض وليس إلا..
لا نقصد معرضاً بعينه، لكن ما نعرفه أن المعرض – مطلق معرض – بحد ذاته هو تسويق لمنتج أو قطاع أو اقتصاد بأكمله.. هذا ما يجب أن نروج له و نستعرضه بكثافة في حملات التسويق لنخبر كل مهتم وكل مدعو – خصوصاً الضيوف من الخارج – بأنهم سيكونون على موعد مع سلسلة من المستجدات على مستوى الإنتاج أو الخدمات.. وسوف يتضمن المعرض ما يستحق منهم السفر للاطلاع وإبرام الصفقات ورسم تصورات جديدة لمستقبل تعاطيهم معنا تجارياً أو استثمارياً، أي لدينا ما سنعرضه أمام الجميع، و نفترضه مغرياً وجاذباً لهم، ونخطئ عندما نتجاهل ذلك ونذهب إلى تسويق المعرض كمناسبة أو حدث.
مهم جداً أن تركز حملات التسويق للمعرض، على تسويق القطاع أو القطاعات المستهدفة، ما الجديد في إنتاجنا الزراعي.. وما جديدنا على مستوى الصناعة التحويلية… ما هي القوانين والقرارات والتسهيلات الجديدة التي تهم من يتطلع إلينا من الخارج، وسلسلة من المعطيات والأرقام والوقائع التي يجري ضخها في سياق الترويج للمعرض، فالمعرض هو مناسبة تنطوي على الكثير من التفاصيل لعناوين عريضة سوقنا لها، هي ما يشدّ الزائر وما يحدوه لاتخاذ قرار السفر إلى سورية للاطلاع على كل جديد جرى تجميع عينات منه في حيز مكاني كبير أو صغير لصنع معرض.
المعارض فرصة راقية للتسويق ليس لمجرد منتج.. بل لبلد يفاخر بأنه يعاود إنعاش مكونات اقتصاده بنية بنية وحجراً حجراً، وليس طبلاً و زمراً و دبكة وضجيجاً على وسائل الميديا الجديدة…الثورة

[ جديد الخبير ]