هل ستتحول سورية إلى زراعة القهوة.. تغيرات حادّة في رزنامة الحياة ..وخبير يدفع بتفاصيل جاذبة

الخبير السوري:

هل يقودنا التغير المناخي والارتفاع المستمر بدرجات الحرارة بشكل غير مسبوق لدرجة تجعل مناخنا استوائياً وبالتالي يفقدنا محاصيل كالتفاح مثلاً ويفرض علينا محاصيل أخرى كزراعة القهوة والأناناس مثلاً..؟

سؤال مؤرق لكل متابعي الشأن الزراعي وإستراتيجياته يجيب عليه مدير الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية الدكتورمنهل الزعبي، ويوضح بأنه سابقاً أجريت دراسات على زراعة نبات القهوة والشاي ولكن هذه المحاصيل مازالت لا تتلائم مع بيئتنا، وبالإمكان نجاح زراعتها ضمن بيوت محمية، لكن بالمقابل تكلفتها عالية وزراعتها ليست اقتصادية مقارنة بأماكنها الأصلية، ولذلك يفضل التوجه دائماً نحو زراعات تناسب بيئتنا المحلية رغم أن الزراعات الاستوائية نجحت في المنطقة الساحلية فقط.

ويلفت الزعبي في تصريح لصحيفة تشرين ” حسام قره باش”، إلى قيام مركز البحوث بإنشاء محطة خاصة بهذه الزراعات في طرطوس خاصة، وقد جرت زراعتها وتتم دراسة احتياجاتها المائية والسمادية، لافتاً إلى أنها أصبحت متوافرة في الأسواق إنما ذات تكلفة مرتفعة، متوقعاً بكثرة إنتاجها حين زراعتها ورخص أسعارها مقارنة بتكلفتها وهذه مشكلة أيضاً حسب قوله.

ويشير إلى أن موضوع التغيير المناخي له أثر سلبي إنما ليس بذلك التشاؤم الكبير الذي يقودنا إلى فقدان محاصيل وزراعات معينة، نافياً ما يرَّوج بأن مدينة دمشق ستجف وتصبح بلا مياه عام 2050، رغم ما للتغير المناخي من سيناريوهات تأثير محتملة إنما ليس لهذه الدرجة السيئة التي يتصورها البعض، معتبراً أن منطقتنا شهدت تغيراً مناخياً منذ 30 سنة، إلى الآن وبدرجات حرارة مرتفعة باستمرار وقلة كميات الأمطار.

مؤكداً في الوقت ذاته أنه ليس بذاك الشكل المخيف الذي يتكلم عنه البعض، والجفاف القادم على سورية ودمشق أيضاً ليس صحيحاً، لأنه ببساطة كمثال تمر علينا حالياً سنتان من الجفاف ثم تأتي سنة يتم فيها تعويض الفاقد المائي من الأمطار لعشر سنوات مضت.

وأضاف: علمياً معدل الأمطار عندنا ثابت، لكن المشكلة في توزع الأمطار بين منطقة وأخرى، وإذا افترضنا أن متوسط موارد مياه الأمطار السنوية عندنا 46 مليار متر مكعب ثابتة إنما تكون الهطلات واحدة لكن توزعها من المنطقة الخامسة بالبادية باتجاه المنطقة الساحلية، ولذلك بشكل عام نقول يوجد سوء توزع بالأمطار نتيجة المناخ المتغير والمؤثر سلباً في بلدنا.

[ جديد الخبير ]