تنتشر ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، أقل ما يمكن القول عنه إنه جائر، تزامناً مع موجات متلاحقة من الحرّ.
معروف أن تركيب هذه الألواح أو الطاقة البديلة يتطلب رصد مبالغ كبيرة، تفوق قدرة الأغلبية العظمى من المواطنين، علماً أن هذه الألواح تحتاج إلى بطاريات كبيرة ذات قدرة عالية على الشحن تسمى بطاريات الليثيوم، وتتباين أسعارها حسب طاقتها، لكنها باتت الحل الوحيد لأغلب المواطنين.
ويوضح المواطن علي أنه بسبب قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة جداً تصل أحياناً إلى 9 ساعات، قرر بالاتفاق مع جيرانه تركيب ألواح طاقة شمسية للحصول على كهرباء دائمة في المنزل والحصول على إنارة وتشغيل المروحة على الأقل.
ويطمح محمد (26 عاماً)، في الاعتماد على منظومة الطاقة الشمسية لتشغيل محرّكات المراوح والثلاجات التي تتوقف عن العمل مع انقطاع التيار الكهربائي وسط درجات حرارة تجاوزت عتبة الأربعين درجة مئوية أكثر من مرة.
أسعار حسب الأمبير
يؤكّد أحد الباعة أن هناك نوعين منها، حيث تتوافر بطاريات “الليثيوم أيون” وبطاريات “فوسفات الحديد الليثيوم”.
وبيّن أحد التجار وفقاً لصحيفة تشرين ” بشرى سمير”، أن بطاريات “فوسفات الحديد الليثيوم” هي من البطاريات التي تدوم لفترة طويلة، ولا تحتاج إلى الشحن بشكل متكرر، وخاصة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، منوهاً بأن أسعارها تتفاوت حسب الأمبير، مثلاً بطاريات الطاقة الشمسية، يتراوح سعر البطارية الأنبوبية صناعة هندية 100 أمبير، بين مليونين إلى 7 ملايين ليرة، وسعر بطارية أنبوبية صناعة هندية 200 أمبير، يفوق 10 ملايين ليرة.
خبير كهرباء: إذا شحنت بواسطة الكهرباء ستكون مكلفة جداً
أما بالنسبة لبطاريات “الليثيوم أيون”، فإن كثافتها عالية الطاقة تجعلها غير مستقرة، وبالتالي فإن لديها عدداً أقل من دورات الحياة التي تبلغ عدداً أو رقماً يتراوح بين 500 إلى 1000 دورة حياة.
وبالنسبة لأسعار”بطارية الليثيوم”، فيمكن أن يتجاوز سعرها 50 مليون ليرة، حيث وصل سعر بطارية الليثيوم الأنبوبية 200 أمبير نظام 24 فولط (LPBF ) إلى 17 مليون ليرة والبطارية 200 أمبير نظام 48 فولط (LPBF ) وصل سعرها إلى 28 مليون ليرة، وبطارية 300 أمبير نظام 48 فولط سعرها 42 مليوناً، و بطارية ليثيوم جل جافة يتجاوز سعرها 11 مليون ليرة.
لا تتوافر صيانة لها حتى الآن
وأكد المهندس مصطفى العلي وهو خبير في تركيب البطاريات أن المتوفر في الأسواق هو مستورد وأسعارها مرتفعة جداً، وأشار إلى أنه لا تتوافر صيانة لها حتى الآن، ورغم ذلك تعد الأفضل مقارنة ببطاريات “الجل” والسائلة الموجودة في الأسواق.
ولفت إلى أن المواطنين يبحثون عن بطاريات الطاقة الشمسية في سورية ذات القدرة على تخزين الكهرباء، للحدّ من التكلفة المرتفعة نسبياً للألواح الشمسية، إذ يُستَعمَل لوح واحد بقدرة 185 واط وجهاز منظم شمسي للشحن لنظام “بي دبليو إم” (PWM)، الذي ينظّم استهلاك الطاقة الشمسية بكفاءة كبيرة.
يكلف حوالي 45 مليون ليرة
ولفت العلي إلى أن تركيب منظومة طاقة بديلة يكلف حوالي 45 مليون ليرة، أي ما يقارب 3000 دولار، مشيراً إلى أنه في حال تم تخفيض ضرائب الاستيراد على هذا النوع من البطاريات تنخفض أسعارها والحل الأمثل هو بصناعتها محلياً، لتكون في متناول الجميع وبأسعار مقبولة.
حيث وصل سعر لوح الطاقة “لونجي” بقدرة 580 واط إلى ملونين و300 ألف ليرة و لوح كندي بقدرة 425 واط بسعر مليون و900 ألف ليرة. وبيّن أن سعر الانفيرتر 4000 واط يصل إلى 5 ملايين و 800 ألف ليرة.
إذا شحنت بواسطة الكهرباء ستكون مكلفة جداً
وأشار المهندس العلي إلى أن بطاريات الليثيوم إذا تم شحنها بواسطة الكهرباء ستكون مكلفة جداً، وتحمّل المواطنين أعباء مالية كبيرة، لذلك نصح بوضع قاطع يفصل البطارية عن الكهرباء في حال وجود تيار كهربائي ليتم شحنها عن طريق الطاقة الشمسية.
ونوّه بأن هناك الكثير من الناس فوجئوا بارتفاع فواتير الكهرباء بشكل غير مسبوق وغير متوقع، لكونهم لا يعلمون أنه إضافة للاستهلاك المنزلي للكهرباء والأدوات الكهربائية، هناك بطاريات “الليثيوم” التي يشكل شحنها عبئاً كبيراً على الشبكة الكهربائية، فالشخص كان يظن أن البطارية طاقة مجانية، في حين هي غير ذلك، بل طاقة مترددة.
ولفت إلى وزارة الكهرباء أصدرت إرشادات حول هذا الموضوع، مع التأكيد على ضرورة إلزام من يمتلك بطارية ليثيوم بأن يتم شحنها من الطاقة الشمسية وليس الكهربائية، حيث العبء كبير على الشبكة، علاوة على ذلك، فإن الوزارة تدرك قيمة الهدر الناتج عن هذه البطاريات، حيث لا يمكن إعادة تدويرها، وستزيد من التلوث لاحقاً.