ثلاثة ملفات أساسية تتصدر أولويات استئناف العلاقات بين دمشق وأنقرة التي انقطعت منذ عام 2012.
الملف الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث يحتاج البلدان إلى تحديد مفهوم الإرهاب وتوحيد منظورهما فيما يتعلق بهذا الأمر، ما قد يتطلب مفاوضات دقيقة وحساسة.
فما يعتبره دمشق تهديداً إرهابياً قد لا يراه أنقرة بنفس الطريقة، نظراً لسياساتها المتبعة في الأزمة السورية.
من جهتها، تعتبر أنقرة التدخلات السورية عبر الحدود تهديداً كبيراً لأمنها، وتسعى دمشق لمعالجة هذا الأمر بإطار سياسي.
الملف الثاني يركز على إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية، مع الحاجة إلى مباحثات فنية وتقنية لوضع استراتيجية جديدة.
معطيات العام 2011 لم تعد مناسبة للواقع الحالي نظراً للتغيرات الاقتصادية والسياسية في البلدين والمنطقة. يتوقع أن يكون الاقتصاد بوابة لتحقيق التطبيع بين البلدين، خاصة بعد فتح معبر أبو الزندين وإعادة تأهيل معبر نصيبين.
الأولوية الثالثة ترتبط بضرورة التعامل مع إعادة الإعمار في سوريا، والتي تمثل فرصة استثمارية كبرى لتركيا في ظل اقتصادها المتعثر. إنجاز هذه الأولويات يتوقف على تطورات مستقبلية مثل موقف الإدارة الذاتية الكردية وموقف الولايات المتحدة وتوافق دولي على حل الأزمة السورية.
بشكل عام، هذه الأولويات تعكس الحاجة الملحة لدمشق وأنقرة لاستعادة التوازن الاقتصادي والأمني، وتعزيز التعاون الثنائي بينهما بشكل يخدم مصالح كل منهما ويعزز استقرار المنطقة بأسرها.