تنازع بين الهواية وطلب الرزق.. مهنة ” ممنوعة” تعود معززة بضغط الحاجة والصعوبات المعيشية

الخبير السوري:

تنتشر تربية الطيور بقصد الهواية أو مصدر للرزق في مناطق عديدة من مدينة طرطوس، حيث تقام “الكشّة” على أسطح الأبنية السكنية، لكنها زادت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ نظراً لسوء الأحوال المعيشية، ومع أنها مرفوضة من أبناء المجتمع إلا أن ممارسيها لا يكترثون لهذا الرفض.

هواة لهم عالمهم الخاص، عالم له قوانين و أعراف لا يعلمها أحد سواهم.

“تشرين” رصدت بعض من أجواء تربية الحمام والتقت بعض المربين.

مزاج خاص وهواية

مربّي الحمام أبو محمد بيّن أن مزاجه الخاص وعشقه للحمام يدفعانه لتربيته، كما بقية الناس الذين لهم اهتمامات أخرى، لكنهم يتعرضون للازدراء والتنمر من الناس الذين يصفونهم بالبلطجة والكذب.

ولفت إلى أنه كمربّي حمام ينظر إلى طيوره بشغف كبير، فهو يقضي ساعات طويلة أمام الأقفاص أو في بيت الحمام على سطح منزله، ويعتبر أن يومه لا يكون هانئاً، إلا بمشاهدة طيوره، ويتفاخر بأغلى أنواعها.

وأضاف: “أنا أعيل أسرة كاملة من بيع طيور الحمام، فما المشكلة في ذلك؟ وهل يسبب هذا أذيةً لأحد؟ أليس أفضل من الجلوس بلا عمل؟”. “تربطني عاطفة قوية مع بعض الطيور، فأحتفظ بها طيلة عمرها ولا أبيعها، مؤكداً أن أسوأ لحظاته هي أوقات احتضار الطير وموته.

الرفض عند طلب الزواج

“الحميماتي” ياسر علي، شرح كيف “اضطر للتخلّي عن طيوره ونقلهم إلى بيت صديقه قبل تقدمه للزواج، لأن هذه المهنة كفيلة برفض طلبه من أهل الفتاة، مضيفاً : إنه أعادها لاحقاً بعد الزواج”.

ولفت إلى أن هذه المهنة كغيرها لها محاسن في الربح المجني من تربية الطيور ومساوئ من السمعة السيئة التي تلاحقهم كمربين.

وشبّه الحميماتي ياسر “مربّي الحمام  بالفلاح الذي يزرع الأرض وينتظر موسم الحصاد، وهم أيضاً ينتظرون تفقيس الفراخ، وخاصة إذا كانت بمواصفات جمالية مطلوبة من الزبائن لجني الأرباح.

مشاجرات وصفير وإزعاج للجيران

أم كمال سيدة ستينية، بيتها مقابل سطح عليه “كشّة حمام”، ذكرت ما يسببه “كشّاشو” الطيور من إزعاج للجيران من “الصفير وقذف سرب الحمام بالخضراوات لدفعه إلى الارتفاع في التحليق وإصدار عبارات لفظية سيئة وصراخ على أحد يصدر صوتاً أو صفيراً أثناء إطلاق “الكشّة” والشجارات بين كشّاشي الحمام على طير ضائع”، كل ذلك يجعلها كغيرها من الجيران تخاف من أي رد  فعل لهم، معبرة عن أنهم غير مضموني التصرف ومخيفون، وتساءلت: ألا يوجد ضوابط تمنعهم من ممارسة مثل هذا العمل المزعج؟.

أسعار تصل للملايين

“أسعد الملقب بالطير”، صاحب محل لبيع الطيور بيّن الإقبال الكبير مؤخراً من الناس على شراء الطيور للزينة والتسالي شارحاً “التعلّق بالطيور المُسالمة والعناية بها بحبّ، يثبتان رقيّ أولئك الناس ورهافة حسّهم”.

ويضيف: لطالما يُفاجأ زائر المحل بوجود الحمام الزاجل المعروف تاريخياً برجوعه إلى المكان الذي وُلد فيه، وأنواع كثيرة مثل الصقور المستخدمة في الصيد، والدجاج القزم، والضخم “القوقازي”، إلى جانب الإوز وطيور الزينة وغيرها.

وعن أسعار الطيور، أوضح أنها تتراوح بين مئة ألف وعدة ملايين ليرة، حسب نوع الطير ومواصفاته.

يمنعها القانون

من جانبه، أوضح مدير المهن والشؤون الصحية في مجلس مدينة طرطوس المهندس إياد ملحم لـ”تشرين”، أن تربية الحيوانات داخل الأبنية السكنية غير مسموحة، وعند حدوث أي مخالفة يتم تنظيم ضبط تربية حيوانات داخل المخطط التنظيمي وإنذار أصحابها بإزالة المخالفة فوراً.

أخيراً : الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت العديد من الشباب لتربية الحمام كمصدر للرزق، ولكنها تبقى مصدر إزعاج للعديد من السكان، وخاصة ضمن المدن، رغم عدم قانونية التربية ضمن الحارات، فهل يتم ضبطها؟…وداد محفوض

 

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]