وفرة سلع وندرة نقود …السوريون أمام مهرجانات للتسلية والفرجة بحسرة

بكلّ ما أوتيت من عجز أمام الدخل والأسعار، تدعو الحكومة الوزارات المعنية للتنسيق مع الفعاليات الاقتصادية والتجارية والأهلية، لإطلاق عدد من الأسواق الخيرية في المحافظات بأسعار مخفضة، وتقديم المساعدات للعائلات الأكثر احتياجاً، وتوفير مختلف السلع خلال شهر رمضان المبارك، مسلّمة هذه المرة، على ما يبدو، بواقع الأسعار الخارجة عن سيطرتها، إذ لم تأتِ حتى بتوجيه للتشديد على الأسواق، مستبدلة ذلك بتوجّهها إلى الأسواق الخيرية، فيما لا يوفر معظم التّجار أية فرصة لرفع أسعارهم تحت مسميات عديدة، تبدأ بواقع عمل رديء، وصولاً إلى استثمار الفوضى ما أمكن في زيادة الأرباح ومراكمة الثروات!.

وإلى جانب الأسعار، تتجه الأنظار أيضاً إلى المخازين المتوفرة لتأمين متطلبات المواطنين خلال شهر رمضان، وذلك في ظل مخاوف تطلقها جهات عامة وخاصة من تأثرنا بأزمة البحر الأحمر بالنسبة لسرعة وصول المواد وارتفاع أسعارها، ليؤكد عضو غرفة تجارة دمشق ياسر اكريم أن الضرر الأساسي جاء على الأسعار وتكاليف الشحن والتأمين، أما المواد فهي متوفرة ولم يسجل فقدان أية مادة.

وأشار اكريم إلى اتفاقات تتمّ مع محافظة دمشق لإقامة سوق خيري في مدينة الجلاء الرياضية، طيلة شهر رمضان المبارك، للبيع بسعر التكلفة، وتوزيع سلل غذائية عن طريق المحافظة تستهدف الأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً، وسيضمّ السوق سلعاً غذائية حتى منتصف الشهر، ليضاف إليها في النصف الثاني الألبسة ومستلزمات عيد الفطر، إضافة لمهرجان تسوق آخر بمجمع الأمويين، سيكون بأسعار مخفضة لمختلف السلع والمنتجات، وسيتضمن فعاليات منوعة تتعلق بالشهر الفضيل.

وأكد اكريم أن المواد كلها متوفرة والمخازين جيدة، حتى بما يتعلّق بالمحروقات ومتطلبات التشغيل، فهناك توفر جيد لها دون اختناقات، لكن تبقى مشكلة الأسعار المرتفعة نتيجة الانغلاق بالاقتصاد، وخاصة بقضايا التوريد والدفع، وارتفاع سعر الطاقة المتكرّر، وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية المعمول بها، فراتب الموظف لا يكفي احتياجاته الأساسية، وهو لا يعادل أكثر من 10-20% من مصروفه، إذ يحتاج هذا الأمر حلاً جذرياً من الحكومة، وإلا فالمشكلة دائمة وستتسبّب بمشكلات أخرى اجتماعية، ولا جدوى من توفر المواد كلها، معتبراً أنه طالما الرواتب ضعيفة لا يمكن توقع حركة جيدة كما كانت العادة، وهي وجهة النظر ذاتها التي يبديها الكثير من المواطنين تجاه محاولات الطمأنة لتوفر المواد، فالمشكلة – برأيهم – لم تعد أزمة وفرة بقدر ما هي أزمة وصول لهذه المواد، أو استفادة من المهرجانات التي باتت بكل تخفيضاتها للفرجة فقط، أمام واقع اضطرهم للشراء بالقطعة أو بالحبة، و”تمشاية” كل يوم بيومه!!.

بدوره، عضو غرفة تجارة ريف دمشق، مهند زيد، أشار إلى التعاون مع غرفة تجارة دمشق وغرفة صناعة دمشق وريفها لإقامة مهرجان تسوق في مجمع الأمويين، ستتحمّل فيه الغرف أعباء التكاليف والتشغيل ومنافذ البيع، بحيث تبيع الشركات بسعر التكلفة أو بهوامش ربح صغيرة، إضافة لمهرجان آخر في دوما بين غرفتي تجارة وصناعة ريف دمشق، سيمتد من 1-20 رمضان، متضمناً مواد غذائية وألبسة ومنظفات ومختلف السلع.

كما أكد زيد أيضاً أن مخازين المواد الغذائية جيدة، وهناك عرض لمختلف السلع في الأسواق بلا أي نقص لأية سلعة، موضحاً أن الأسعار المرتفعة تعود لارتفاع التكاليف، وليس لزيادة أرباح التجار، فتكاليف الاستيراد أصبحت متعبة جداً، فضلاً عن الضرائب والرسوم المكلفين بها.

ريم ربيع

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]