مكلفة وتنطوي على أخطار صحية وبيئية.. خبير يقترح بدائل طبيعية للمنظفات في سورية

الخبير السوري:

منذ مرور جائحة كورونا ازداد هوس ربات البيوت بالنظافة، وبالتالي ازدياد استخدام مواد التنظيف، لكن.. لكل شيء في الحياة ضريبة، وماذا لو كانت تلك الضريبة قنبلة تداعب عشاقها حين غرة؟، نعم.. إنها مخلّفات مواد التنظيف وما يترتب من مخاطر جمة إثر استخدامها، ورغم ذلك يتجاهلها البعض منا، وتكمن تلك المخاطر في سائل تنظيف الأطباق والكلور وملطفات الجو، ومنظفات الملابس وغيرها، ناهيك بالهدر المادي في سبيل الحصول عليها.

إحدى الحالات التي التقتها ” تشرين” فاطمة عابدين، وهي أم لـ ٤ أطفال، أكدت أنها تحتاج كل شهر ميزانية خاصة، لشراء المنظفات المنزلية، أي من (٢٠٠٠٠٠-٣٠٠٠٠٠ ) من صابون للحمام والمغاسل ومسحوق غسيل وفلاش، وكلور وسائل للجلي ومعطر للجو وشامبو وبلسم  للشعر وسامبو الجسم، وتقول: صدقاً  تلك المنتجات هي من الدرجة الرابعة إن لم نقل أدنى، لكن لا يمكن الاستغناء عنها.

  • 300 ألف ليرة بالحد الأدنى قيمة احتياجات الأسرة الشهرية من المنظفات

أما بثينة فقد أوضحت أنها عند استخدام المنظفات تقوم بارتداء قفاز مطاطي تحاشياً لملامسة مواد التنظيف، وتؤكد أنها رغم ذلك فهي تخاف تأثيرها على صحتها.

من جهته أوضح المهندس ياسر محمد أبو خضور ..  أن نحو ١٢ بالمئة من حالات التسمم ببعض البلدان كالمملكة المتحدة، تحدث عن طريق المخلفات المنزلية، لذلك تعدّ من أكثر ما يهدد صحة الإنسان وسلامته، لما تحتويه من عناصر كيميائية خطرة، وفقاً لدراسة مختصي التكنولوجيا الصناعية الكيماوية، ومن تلك المركبات الخطرة والتي تدخل في تصنيع المنظفات، “الأنزيمات العضوية-النفتالين -الفينول -كبريات الصوديوم -النشادر-الهيبوكلورات -الفسفور وغيرها”.

الأضرار

استخدام المنظفات يعرّض صحة الإنسان للخطر وفق رأي الخبير، كما أنها من أهم العناصر المساعدة في تفاقم التلوث البيئي، كيف لا، وهي  ذات تأثير وتماس مباشر على صحة الإنسان بالشكل السلبي.

تعود نسبة الضرر الذي يخلفه استخدام مواد التنظيف حسب رأي أبو خضور، لكيفية تعامل الشخص معها ومدى استجابته للتعرض لأضرارها، لكن.. و بشكل إجمالي تترك المنظفات المنزلية عدة آثار على الجلد، وعلى الوظائف الحيوية في الجسم، كالطحال والبنكرياس ووظائف الكبد والكلى، وتؤثر في عمل الجهاز العصبي المركزي وتتسبب بسرطانات، وقد تؤدي بشكل مباشر في بعض الأحيان للوفاة، لكونها تحتوي على مواد كيميائية عديدة وسامة نتيجة خلطها مع بعضها مثل” الكلور والفلاش”.

آثار على المدى القريب والبعيد

وأشار أبو خضور إلى أن بعض الدراسات أكدت أن تأثير مواد التنظيف الكميائية لا تظهر بشكل فوري، أو على المدى القريب نسبياً في حال التعرض لها، والتي قد يمتد مدى تأثيرها البعيد إلى ٢٠ عاماً أحياناً، ويرتبط ذلك بطريقة استخدامها، ولكن الأكثر تضرراً هم فئة ( الأطفال والمسنين)، والسبب وفق رأيه يعود لضعف وظائف الكلى لديهم، وتراجع قدراتها على إصلاح التالف وغسل الجسم من المواد الضارة.

  • دراسات تؤكد أن 12% من حالات التسمم سببها المخلفات المنزلية

تأثير على البيئة والزراعة والأطعمة

وأكد الخبير أن بعض الدراسات البيئة نوهت بأن رمي مخلفات مواد التنظيف، بالقرب من التجمعات السكنية أو في الحقول الزراعية، يؤدي لتلوث التربة، وبالتالي تلوث الفواكه أو الخضراوات، كما يؤدي التخلص منها بطريقة غير صحيحة، كرميها في مسارات الصرف الصحي، يؤدي لتلوث محطات التنقية أي تلوث مياه الشرب نفسها.

بدائل

شدد الخبير أنه لكل داء دواء، وهناك دائماً حلول بين أيدينا، فربة المنزل يمكنها التخلي أو استبدال مواد  التنظيف الكيميائية، (بمواد طبيعية) لا تتسبب في تلوث البيئة، ولا تشكل خطراً على صحتها، ومن تلك البدائل “منظفات الأثاث” التي تتسبب بضيق التنفس وحساسية في الصدر و ضرر بالجهاز التنفسي بالكامل، بسبب دخول العنصر الكيميائي “الفينول” في تركيبها، والتي يمكن استبدالها ببديل طبيعي، من (خليط  زيت الزيتون على أن يكون النسبة الأكبر منه، مع نسبة قليلة من عصير الليمون)، أما ” منظفات الأسطح الزجاجية”،  والتي تؤدي لإحمرار الجلد وحساسيته ويرافقه ضيق في التنفس والتهاب في العين، وذلك بسبب احتوائها على مادة “الأمونيا الكيميائي”، فيمكن استبدالها ببديل طبيعي، من (الخل الأبيض المخفف بالماء).

وأما ” المنظفات الخاصة بالأرضيات والباركيه والسيراميك”، والتي تحتوي على مواد حارقة من الصودا الكاوية وغيرها، ونسبة من الغازات، والتي قد تتسبب بغيبوبة للأشخاص الذين يستخدمونها في المناطق المغلقة من دون مراعاة ضرورة التهوية، والتي تتسبب بخلل كبير بجهاز التنفس، واضطرابه وإحداث حساسية وحروقاً بالجلد والتهاب فيه، والبديل الطبيعي لها هو قليل من الرمل الناعم مع مسحوق  البيكنج بودر العادي، وخلطهما بالماء حتى يأخذ شكل أشبه بالعجين، ثم تنظف الأرضيات به بطريقة “الدعك”، و أما المبيدات الحشرية والتي تعدّ من أخطر المواد الضارة على الجسم وأكبر المهددات لسلامته، لاحتوائها على عنصر”السيانيد” الذي يسبب التهابَ العين وتهيج الجلد وأضراراً عدة بجهاز التنفس، يمكننا استبدالها بمواد ذات عناصر أيضاً من خيرات الطبيعة، وذلك (بوضع قليل من مسحوق الغسيل في بخاخ بلاستك، وإضافة الماء له و”رجه” حتى يصبح لدينا سائل من مسحوق الغسيل، ونقوم برش الحشرات الطائرة به ليكون بديل المبيد الحشري)، أما الزواحف من الحشرات مثل الصراصير والنمل، فنستعيض عن السم التقليدي والمبيدات الحشرية، بصنع عجينة من البطاطا المهروسة، مع قليل من السكر ومسحوق البيكنج بودر العادي، وتوضع العجينة في الممرات والمناطق التي توجد فيها الصراصير وغيرها، أما “منظفات الأفران” والتي تسبب التهاب الانف والجهاز التنفسي، يكون بديلها  الطبيعي (القليل من مسحوق البيكنج بودر مع بعض الماء)، و”يدعك” بها سطح الفرن أو المنطقة المراد تنظيفها.

وختم أبو خضور: إن المنظفات بجميع اشكالها على الرغم مما تتركه من راحة نفسية لمحبي النظافة، إلا أنها في الحقيقة قنبلة موقوته تركن في زوايا منازلنا، كما أنها تضر بالبيئة والإنسان والنبات وعلينا التخلص منها بشكل آمن وسليم، ويجب أن يتم التعاون بين الأهالي والجهات المعنية، بالحفاظ على البيئة، وكله يصب  في بوتقه واحدة ألا وهي درهم وقاية خير من قنطار علاج.

تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]