خبراء يتحدثون عن عودة العلاقات السورية العربية.. علوش: اللحظة التاريخية جاهزة للخروج – ولو جزئياً- من سيطرة الإرادات الغربية

الخبير السوري:

كيف يقرأ الخبراء الأحداث السياسية التي تجري، من عودة العلاقات السورية العربية، عموماً والسعودية خصوصاً، وما الذي يحول دون العمل على المصالح العربية التي تمكن شعوب هذه المنطقة من العيش في بلدانها من دون البحث عن بلدان بديلة؟

ثرواتها كارثة

الدبلوماسي السابق الدكتور أيمن علوش يقول لـ”تشرين” إنّ كارثة الأمّة العربيّة في ثرواتها الطبيعيّة، وبالأخص نفطها وغازها، ولولا هذه الثروات لما تعرّضت منذ مطلع القرن الماضي إلى هذا الكمّ من الاستهداف ( احتلال – تقسيم- انتداب – وصاية – حروب – مصادرة القرار السيادي- فتن – نهب خيرات- منع أي تعاون إقليمي)

أقوى مع الغرب

أضاف الدبلوماسي إنّ المنطقة العربيّة خضعت خلال هذه المرحلة لسياسات الغرب في” فرّق واحكم” و “الخطر والحماية” ما مكّن هذا الغرب من التدخل في شؤون كثير من الدول العربية والسيطرة على مقّدراتها وتعطيل أي تعاون بينها، فكانت علاقة كلّ دولة عربيّة على حدة مع الغرب أقوى من علاقتها من الدول المجاورة لها.

وقال علوش إنّ نجاة الدول العربية تكمن في امتلاك هذه الدول قرارها السيادي بشكل أساسي، بما يسمح لها باتخاذ قراراتها وفق مصالحها ومصالح شعوبها، وهذا بالتأكيد سيفرض تقوية كل أنواع التعاون مع الدول المحيطة بها، بما يحقّق تكاملاً مجدياً بينها على كل المستويات.

خطورة التنسيق

أدرك الغرب مبكّراً خطورة التعاون الإقليمي العربي على مصالحه، فكانت أول مطالبه من المعارضات العربيّة التي كان ينسّق معها في لندن أو واشنطن أو باريس هو عدم إقامة علاقات جيدة مع الدول الجارة إذا ما وصلوا إلى صناعة القرار في دولهم، وكانت سياساته دائماً بخلق نقاط نزاع ( حدودية – طائفية – عشائرية – شخصيّة – إيديولوجية) بما يجعل فتيل الفتنة بين هذه الدول جاهزاً عندما تقتضي الضرورة، والأمثلة كثيرة حسب قوله.

تعطيل التعاون

معظم الحروب والأزمات والصراعات والتوترات والخلافات التي شهدتها المنطقة كانت قائمة على إدراك الغرب أهمية تعطيل التعاون الإقليمي، لتحقيق غاياته بنهب ثروات الدول العربية وإغراقها بالسلاح ودعم ديكتاتوريات لتكون جاهزة لاتخاذ قرار الحرب في أي لحظة.

ولو جزئياً

قد تكون اللحظة التاريخية جاهزة اليوم أكثر من أيّ وقت آخر للخروج، ولو جزئياً، من سيطرة الإرادات الغربية على إراداتنا العربية والانطلاق نحو من يحصّن مصالحنا من تفاهمات وتعاون مشترك، خاصة أنّ الدول العربية تمتلك كل عناصر التكامل من تاريخ وجغرافيا وثروات وطاقات بشرية ومادية، ولا ينقصها سوى الإرادة الحرّة.

المكان المناسب

وأشار علوش إلى أن العالم اليوم في حالة مخاض نتيجة تداعيات الحرب الروسيّة- الأوكرانية، فهناك تحالفات واصطفافات سياسية واقتصادية جديدة، وواقعنا العربي يفرض على الدول العربية أن تختار لشعوبها المكان المناسب، وخاصة أنها تمتلك كل المقومات لذلك، وكلّ ما ينقصها هو امتلاك الإرادة الحرّة والجرأة على ذلك.

إنّ تصفية الخلافات العربية والتعاون الإقليمي بين الدول هو بداية الانطلاق نحو المستقبل، وإذا كانت الدول الأوروبية قد بنت تعاونها انطلاقاً من اتفاقية الحديد الصلب فما الذي يمنع الدول العربية من تحقيق ذلك وهي التي تشترك في كلّ شيء، إلّا الـ “أنا” القاتلة التي حكمت على شعوبها بالتفرقة والخيانة والتخوين والاقتتال.

أهم القضايا

في حين بيّن الخبير الاقتصادي حسين القاضي أنّ من أهم القضايا التي تثيرها وسائل الإعلام العربية والدولية حالياً هو ما تشهده العلاقات بين السعودية والحكومة السورية من تحسن.

وأضاف القاضي: إنّ منطقة الشرق الأوسط شهدت الصراع الطائفي الذي شهده العالم في أوروبا قبله أيضاً، ولم يكد ينتهي ذاك الصراع حتى نشب صراع آخر منذ نهاية العقد السابع من القرن الماضي مع نشأة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليتحول الصراع الطائفي المسيحي إلى الصراع الإسلامي.

في بكين

وتساءل القاضي لماذا نستغرب تحسن العلاقات بين سورية والسعودية؟

وأشار إلى أن هذ التحسن هو إحدى ثمار الاتفاقية السعودية الإيرانية التي تمت في بكين، وهي خطوة على طريق التخفيف من التوتر بين الشعبين، ووصفها بالخطوة على طريق الحل.

وختم القاضي حديثه بالتأكيد على أهمية أن تدرك القيادات أن الحروب لا مبرر لها وستضحي بالفوائض النفطية التي تتراكم، وخاصة أننا في أواخر عهد النفط الأحفوري، التي يجب أن توظف عائداتها لتطوير المنطقة، وخلق علاقات إنسانية ومواطنة بين السكان، إذ لا توجد صراعات تستحق أن تموت الناس من أجلها، وتتسبب بإفراغ المنطقة من الموارد البشرية التي تهرب من الحروب، نتيجة عدم تمكنها من الاستقرار.

يسرى ديب – تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]