حوار في دمشق على مستوى إقليم متكامل..في حضرة الرئيس الإيراني.. رجال أعمال سورية وإيران يكسرون حاجز التردد

الخبير السوري:
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الشعب الإيراني والمسؤولين الإيرانيين يقفون دائماً إلى جانب الشعب السوري.
وقال رئيسي خلال منتدى رجال الأعمال بدمشق اليوم: “خلال الاجتماع الأخير مع الرئيس بشار الأسد تم اتخاذ جملة من القرارات، حيث تم توقيع 15 وثيقة بين طهران ودمشق، والاجتماعات المشتركة بين سورية وإيران مفيدة لتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، ومن المناسب تشكيل غرفة مشتركة بينهما”.
وتابع رئيسي: “إن إيران حولت الحظر المفروض عليها إلى فرص، وأرى أن الإمكانية في سورية متاحة أيضاً لتحويل العقوبات إلى فرص”.
وأضاف رئيسي: هذه الزيارة ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين، وسترون تأثير هذه الزيارة على العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمنطقة ككل.

ارتقاء العلاقات
وكان العنوان الأبرز في اللقاء الذي جمع رجال الأعمال في سورية ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له ضرورة ارتقاء العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية.
وبين وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل الذي أدار المنتدى، أن هذا اللقاء بين البلدين ليس الأول، لكنه بمثابة تتويج لكل اللقاءات السابقة، وخاصة مع حضور رئيس جمهورية إيران.
حضرت المشاكل التي يرغب بحلها رجال الأعمال في كلا البلدين، وذلك  للنهوض بالعلاقات الاقتصادية المشتركة، وفي نهاية استعراض تلك المعوقات التي طرحت والتي سنذكر في هذه التغطية  أهمها ..

زيادة التبادل
طرح  رجال الأعمال من الجانب السوري بعض القضايا التي رأوا أنها تساهم في تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث عبر رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري عن أمله بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لمختلف المواد الكيميائية والهندسية والنسيجية، وأن يتم العمل على التعاون في مجال إقامة مشاريع صناعية متطورة مشتركة، يكون لها صدى على صعيد المنطقة والعالم.
ودعا المصري إلى الاستفادة من الخبرات التكنولوجية المتطورة في إيران، ومن تجارب تطوير الإنتاج ، وكذلك أن يكون هنالك دور للشركات الإيرانية في إعادة الإعمار.

لا تعكس العلاقات
في حين أشار رئيس اتحاد غرف التجارة السورية أبو الهدى اللحام إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا تعكس حجم العلاقات السياسية، ولفت إلى أن هنالك مشاريع كبيرة قيد البحث تساهم فيها شركات إيرانية في كل المجالات.
وأضاف اللحام إن هنالك تسهيلات مثل حركة انتقال رجال الأعمال بين البلدين وكذلك رؤوس الأموال، وهذا يساهم في جعل حركة التبادل التجاري في ازدياد مستمر.

الزراعة أيضاً
وكان للحديث عن القطاع الزراعي حصته أيضاً، إذ لفت رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو إلى أن التنوع المناخي في سورية يعطي فرصاً للاستثمار في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
وبين أن القطاع الزراعي من أصلب القطاعات في سورية، وأن موارد الصناعات الزراعية متوافرة أيضاً وهو ما يجعل هذا النوع من الصناعات  يتمتع بمزايا تنافسية كثيرة.
وأشار كشتو إلى أن فرص التعاون بين البلدين كبيرة سواء في الشق الحيواني أو النباتي أو المكننة الزراعية وليس انتهاء بالبحوث العلمية.

من إيران
رجال الأعمال الإيرانيون المشاركون في المنتدى طرحوا أيضاً بعض النقاط التي رأوا أن حلها سيحسن من النشاط الاقتصادي.
حيث ذكر الجانب الإيراني أن التوصل إلى تنمية شاملة يحتاج إلى بنى تحتية قوية، منها زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين، وإزالة المشاكل المتعلقة بالنقل البحري وتنظيم حركة السفن في الموانئ البحرية، وأن هذا سيسهل عليهم إيفاء التزاماتهم  تجاه سورية، وبينوا أن التأخير الذي يحصل يزيد من أسعار البضائع بسبب الغرامات التي تفرض.
وأن هذه المخاطر غير موجودة في النقل البري، وأملوا بزيادة الدعم لخط الشحن بين سورية وإيران عبر العراق لأن هذا يخفض التكاليف حسب قولهم.
وطالب الجانب الإيراني الحكومة الإيرانية بحضور الرئيس الإيراني الاهتمام بموضوع التأمين على السلع التجارية للحيلولة دون مخاطر انعدام الأمن، وكذلك زيادة مخصصات صندوق ضمان التصدير.
مطالب بالجملة
ومن المطالب التي قد تكون أسعدت رجال الأعمال في سورية، مطالبة نظرائهم الإيرانيين بتخصيص ميزانية  لزيارة رجال الأعمال السوريين إلى إيران ليطلعوا عن كثب على الفرص الموجودة في إيران.
ومن مطالب الجانب الإيراني أيضاَ أن يتم إعطاء الأولوية للشركات الإيرانية في إعادة الإعمار، ومنح تراخيص شركات صيرفة، وإحداث مصرف مشترك بين البلدين يساهم  بتسهيل التحويلات المالية ونقل الأموال.
وكذلك فتح الباب أمام الشركات الإيرانية للدخول في المناقصات التي يتم الإعلان عنها في سورية.

من لبنان
شارك في المنتدى الكثير من الفعاليات الاقتصادية السورية، إضافة لحضور  فعاليات لبنانية، حيث استغل أحد المشاركين من لبنان حضوره وطالب بتفعيل الشحن البحري بين إيران ولبنان عبر سورية(ترانزيت) وذلك لتخفيض تكاليف الشحن، وكذلك إنشاء غرفة تجارة إيرانية لبنانية مشتركة لتطوير العلاقات التجارية.

يعول عليه
مما جاء في حديث وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية سامر خليل أن ملتقى رجال الأعمال السوري الإيراني بحضور الرئيس  الإيراني يعول عليه الكثير لجهة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية .
وأضاف خليل أن اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها من قبل الرئيسين السوري والعراقي ستشكل نقلة نوعية في تقوية وتنمية العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون الاستثماري.
وذكر الوزير أن المباحثات العامة التي توصلنا إليها على المستوى الاقتصادي الاستثماري  ستلزم رجال الأعمال في كلا البلدين، وخاصة بعد حل المشكلات التي كانت تعيق ذلك.

النصر الاقتصادي
أما رئيس غرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة فهد درويش فأشار إلى أن اجتماع اليوم يعلوه الأمل لتحقيق النصر في الميدان الاقتصادي المعيشي  كما تحقق الانتصار في الميدان العسكري والسياسي.
لافتا إلى أنه لا يخفى على أحد عمق العلاقات الاقتصادية  بين سورية وإيران والتي شهدت تطورا ملحوظا في ظل التقارب السياسي بين البلدين موضحا أن العلاقات الاقتصادية بين طهران وسورية بلغت ذروتها بين عامي  2000 إلى 2010.
وأنها كانت نموذجا متقدما ومتميزا في العلاقات بين الدول، حيث زادت متانة وصلابة كلما زادت الصعوبات  والتحديات.  ولفت إلى أنه مع بدء الأزمة السورية تطور التعاون الاقتصادي بين البلدين ليأخذ أشكالاً جديدة كتقديم إيران الدعم المستمر لسورية.
وأنه لا تزال هذه العلاقات تأخذ مسارا تصاعديا  تمثل في ابرام العديد من الاتفاقيات الأساسية والتجارية خلال السنوات الأخيرة موضحا أنه تم تقديم بعض المقترحات التي من شأنها تطوير العمل الاقتصادي بين البلدين إلى اللجنة السورية الإيرانية المشتركة. مبينا أن العلاقات الاقتصادية تبلغ أوجها بزيارة الرئيس الإيراني.

بصراحة
ومن التصريحات التي أدلى بها بعض الحضور اقترح ياسر اكريم عبر تشرين أن تكون السياحة التي ستنشط في سورية تجارية وتسويقية وذلك في معرض الحديث  عن قدوم 50 ألف سائح من إيران إلى سورية، وكذلك إدخال البضائع السورية إلى إيران، والإيرانية إلى سورية معفية من الرسوم الجمركية لتنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين.

الخط الائتماني
رئيسة لجنة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة أمل شاكر أكدت لتشرين أن زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق غاية في الأهمية، ونأمل أن تكون هذه الزيارة نقلة نوعية  على مستوى العلاقات الاقتصادية وخاصة أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك تخفيض للرسوم الجمركية والضرائب من 4 إلى صفر%، مؤكدة أن هذه الخطوة مهمة للبلدين إضافة إلى ذلك تمت مناقشة موضوع  الخط الائتماني الإيراني المتعلق بتبادل السلع بالعملات المحلية بين البلدين الأمر   الذي يؤكد أن هناك انفراجاً اقتصادياً متكاملاً كما تم الاتفاق على زيادة خطوط النقل البرية والجوية وغيرها من المباحاث.

بدورها صفاء آغا  عضو بغرفة التجارة السورية الإيرانية المشتركة بينت أن هذه  الزيارة سوف تساهم في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات ولا سيما ما يخص إعادة الإعمار.
وأضافت إن انتصار محور المقاومة هو الهدف الأسمى لقيادة البلدين ونحن متفائلون بأن تكون هذه الزيارة هي اللبنة الاقتصادية للنهوض بالواقع الاقتصادي الذي سينعكس إيجاباً على سورية وشعبها.
سمير كوسان من غرفة تجارة حلب أوضح أن زيارة الرئيس الإيراني إن دلت على شيء فهي تدل على مدى العلاقات القوية بين البلدين مؤكدا أن توقيع هذه الاتفاقيات يعتبر خارطة لرجال الأعمال في البلدين   وسوف ينعكس  بشكل إيجابي على الاقتصاد السوري ووجودنا اليوم في هذا الملتقى لإتمام رغبة القيادتين للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بهمة  رجال الأعمال من تجار وصناعيين من سورية وإيران   والأهم أن ذلك سوف يفتح آفاقاً جديدة وتسهيلات متبادلة.
نصوح السيروان مستثمر في المنطقة الحرة بدمشق أمل أن تفتح هذه الزيارة آفاقاً كبيرة في المجالات كافة ونحن متفائلون بهذه الخطوات التاريخية.
رجل الأعمال نوري حميشو لفت إلى ضرورة أن يكون هذا الملتقى بوابة لنواة اقتصاد سوري جديد، وأن يكون هذا الملتقى تتويجاً للنصر  من خلال التسهيلات التي تقدم لرجال الأعمال لدعم العملية الإنتاجية.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]