مع اضطراب طيف التوحد لا يشكّل الدواء دائماً حلّاً ناجحاً ..

بمناسبة اليوم العالمي للتوحد حضرت اضرابات التوحد موضوعاً عاماً في هذه الفعالية..

الخبير السوري

“اضطرابات التوحد” كموضوع هام وموضع تساؤل للكثير من الأسر التي يعاني بعض أطفالها من التوحد، كان حاضراً ضمن فعاليات الأسبوع التوعوي الأسري الذي أطلقته كلية التربية في جامعة دمشق من أجل توعية الأسرة والمجتمع بعدد من الأمور والمواضيع الهامة، والذي تزامن مع اليوم العالمي للتوحد.

الدكتورة سمر ابراهيم الأستاذة في كلية التربية “اختصاص توحد”، شرحت في محاضرتها التي جاءت تحت عنوان (اضطراب طيف التوحد) كل التفاصيل المتعلقة بهذا الاضطراب، حيث استهلتها بتعريفه على أنه نوع من الاضطرابات النمائية التي تتميز بوجود صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي والتي تكون دون الحد الطبيعي للنمو، وظهور الأنماط السلوكية كالتكرار والاهتمامات المحددة، مضيفة أن أعراضه تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتؤثر على الجوانب الاجتماعية والوظيفة ومهارات الحياة اليومية، وهذه الاضطرابات لاتظهر على شكل اضطرابات ذهنية أو تأخر نمائي شامل، وغالباً ماتترافق الإعاقة الذهنية مع اضطراب التوحد.
– اختلاف وتنوع في أسبابه..
وعن أسبابه الرئيسية، بينت إبراهيم أن أسباب التوحد تعد من القضايا الخلافية بين الباحثين والمتخصصين في هذا المجال، فقد ظهرت العديد من الدراسات والأبحاث التي حاولت أن تجد تفسيراً لاضطراب التوحد منذ اكتشافه وحتى الآن، فمنها من أرجع التوحد إلى العوامل النفسية، ومنها من فسره بالعوامل البيولوجية، وبعضها الآخر ركَّز على الأسباب الجينية، في حين ذهب البعض باتجاه الأسباب المتعلقة بالعمليات المعرفية وغيرها من الأسباب، ويبقى كل ماتمَّ التوصل إليه هو عبارة عن افتراضات تحاول أن تجد تفسيراً لاضطراب التوحد، ولكن المثبت علمياً في الوقت الحالي أن احتمالية العوامل الجينية والعوامل البيئية لها النسبة الأكبر.
وفيما يتعلق بأعراضه، أوضحت أن أهم أعراض التوحد تتمثل في القصور في التفاعل الاجتماعي، والتي تتضمن وجود صعوبة في تطوير المهارات والعلاقات الاجتماعية مثل التواصل البصري مع الأخرين، وفهم تعبيرات وجوههم، ووجود صعوبة في الاندماج في اللعب الجماعي، ومشاركة الآخرين نشاطاتهم، بالإضافة إلى وجود قصور في إدراك أحاسيس الآخرين ومبادلتهم المشاعر المناسبة.
وعن محدودية الاهتمامات والأنشطة النمطية والمتكررة، قالت إن الأطفال التوحديين يظهرون سلوكيات نمطية ومتكررة تتمثل في أشكال عديدة ومختلفة منها مايرتبط بالأشياء ومنها مايتعلق بحركات الجسم ومنها مايرتبط بالحواس، كما ويلاحظ على الغالبية منهم الاهتمام بموضوعات وأنشطة محدودة.
– عدم التواصل مع الآخرين أحد أسبابه..
ونوهت ابراهيم ان العديد من الدراسات تشير إلى أن القصور في التواصل يمثل العرض الأكثر خطورة من بين مجموعة الأعراض المميزة للأطفال المصابين باضطراب التوحد، وربما يعود السبب في ذلك إلى أن القصور في التواصل يؤثر في نمو المهارات المختلفة كالتفاعل الاجتماعي واكتساب اللغة وفي حال لم يتمكن الطفل التوحدي من اكتساب وتكوين حصيلة لغوية من البيئة المحيطة به قبل بلوغه السادسة من العمر فإن ذلك سوف يؤثر سلباً على نمو قدراته الأخرى في المستقبل.
وأوضحت أن عملية التشخيص بجب أن تتم من قبل فريق عمل مدرب ومكون من عدة اختصاصيين مثل (طبيب أطفال، طبيب أعصاب، الطبيب النفسي، الاختصاصي النفسي، المتخصص في التربية الخاصة، اختصاصي السمعيات، اختصاصي النطق واللغة، المعالج الفيزيائي، المعالج الوظيفي، المشاركة الفاصلة من أفراد أسرة الطفل).
كما بينت إبراهيم أن التشخيص المبكر لاضطراب التوحد يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية حالياُ حيث توفر الخدمات والبرامج التربوية والعلاجية المناسبة للطفل وبشكل خاص برامج التدخل المبكر.
– علاجه…
وختمت إبراهيم حديثها بالقول: إن التوحد هو اضطراب نمائي وليس بمرض لهذا السبب لا يمكن أن يتم علاجه بدواء معين، كما أن استخدام أي دواء لايشكل حلاً ناجحاً مع جميع الأطفال التوحديين، ويتفق العديد من الباحثين والمتخصصين في هذا المجال أن العلاج الطبي الذي يترافق مع العلاج التربوي والسلوكي قد يكون هو الحل المناسبة لمساعدة معظم الأطفال التوحديين.

المصدر: الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]