زلزال اقتصادي

كتب الدكتور عامر خربوطلي مقالاً لافتاً عن فوائد الزلزال وهي هامة رغم قلتها وغرابة الحديث عنها، رغم أنها واقعية…مقال جدير بالقراءة فعلاً..

الخبير السوري:

علمياً لا يوجد أية منافع للهزات الأرضية إلا احتمالية تفجر الينابيع في غير موقعها، وما عدا ذلك فإن الزلازل كلها كوارث وفواجع، وما حدث في سورية يمكن أن يكون له ارتدادات اقتصادية حميدة محلياً وخارجياً رغم إن الحسابات الأولية تشير إلى تكاليف عالية لمعالجة آثار هذا الزلزال.
نحن إذاً أمام زلزال اقتصادي سيفجر ينابيع عطاء غير متوقعة ومنها:
-الكسر الجزئي للحصار والتدابير أحادية الجانب والتي سوف تنهار عاجلاً أم آجلاً.
-تهافت الدول الخارجية للمساعدة سواء الإغاثية أو الإعمارية.
-الاعتراف بالوضع الإنساني غير المقبول للشعب السوري، والحاجة لدعمه ما أمكن.
-اكتشاف ينابيع محلية من الثروة تفجرت في جميع المحافظات السورية،ودعمت الأماكن المتضررة.
-تداعيات الزلزال حرَّكت المياه الاقتصادية الراكدة، وجعلت أغلب المؤسسات العامة والخاصة والأهلية تعمل بطاقة جديدة غر مسبوقة.
-استمرار تدفق القرارات الاقتصادية الانفتاحية لمواجهة الوضع الجديد بشكل عام، والتي يمكن أن تكون حاضناً كبيراً لحالة انتعاش اقتصادي قادمة.
-التحسن الواضح لحجم التحويلات الخارجية بالأسعار الحقيقية للصرف الأجنبي من السوريين خارج سورية.
-إمكانية البدء بمشاريع بنية تحتية سريعة يحتاجها الاقتصاد السوري من خلال حملات الدعم والإعانة من الدول والصناديق والهيئات المحلية والإقليمية والدولية.
-التحسن التدريجي لسعر صرف الليرة السورية والتي سيظهر آثارها خلال مدة شهر تقريباُ بعد انتهاء معالجة الحالات المستعجلة لاضرار الزلزال.
-إعادة تموضع الثروة السورية باتجاه دعم الأسر المتضررة والمعوزة سيسهم في تعزيز الطلب والاستهلاك المحلي وبالتالي دعم الناتج المحلي الإجمالي لاحقاً من خلال تسارع عمليات الإنتاج والاستثمار وتحقيق نمو اقتصادي جيد قريباً.
-تحسن صورة المنتج السوري خارجياً، والرغبة في شرائه دعماً للاقتصاد السوري.
-دخول مستلزمات الإنتاج الزراعي والصناعي بالإضافة للطاقة بوفرة سيسهم في إعادة إقلاع المشاريع المتوقفة والعاملة بطاقات إنتاجية ضعيفة وغير اقتصادية، وبالتالي تعزيز اقتصاد الوفرة وانخفاض الأسعار لاحقاً.
ويبقى القول إن تداعيات الزلزال الاقتصادية ستكون بالقدرة والقوة والمتانة الكافية لإعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس جديدة من التحمل والوفرة .