خيارات جديدة على لائحة استثمار الطبيعة السورية ..البيئة والشتاء ” دجاجة تبيض ذهباً”..

الخبير السوري:

بدأت تتبلور ملامح عمل تكاملي بين مختلف الوزارات للنهوض بمختلف القطاعات، دون ترك مسؤولية تطوير كل قطاع محصورة بالوزارة صاحبة الاختصاص.

وتؤكد المراسلات الرسمية بين مختلف الجهات، وكذلك اجتماعات اللجان المتخصصة التي تعمل في رئاسة مجلس الوزراء، أن بعداً تكاملياً جديداً بدأ بالظهور في التوجهات التنفيذية نحو أداء المهام وتلبية الاستحقاقات التنموية التي تبدو كبيرة وثقيلة حالياً.

من هنا تتجه وزارة الإدارة المحليّة والبيئة، نحو إحياء ملفات كانت مصنفة استثنائية أو جانبية في سياق عمل الوزارة، لا سيما الملف البيئي الذي طالما كان مهملاً في سنوات مضت، إذ يتم تناول هذا الملف اليوم بطريقة استثمارية جاذبة، وليس مجرد إجراءات ترميمية للتشوهات الحاصلة في قوام الواقع البيئي..وتحاول الوزارة إيقاظ الميزة النسبية ” النائمة” والمتمثّلة بالسياحة البيئية، وهي الملف الذي ينطوي على الكثير من الفرص، كأحد خيارات السياحة غير التقليدية، وكذلك الرخيصة وذات الآثار الصحية الإيجابية.

وتشير أحدث تقارير الوزارة إلى قطع أشواط متقدمة في هذا الملف الواعد، إذ تمّ الانتهاء من إعداد النظام الوطني للسياحة البيئية في سورية، الذي كان قد تعثّر قليلاً بعد أن تم بدء العمل به منذ عام 2015.

وتعد تقارير الوزارة أن النظام بات جاهزاً وفق رؤيا متطورة وعصرية سيتم الإعلان عنه قريباً، وهو ثمرة تعاون بين الوزارة وجميع الوزارات بدأ منذ عام 2014 تحت عنوان “إعداد دليل لمواقع السياحة البيئية”.

حالياً لدى الوزارة مديرية تعمل تحت مسمّى مديرية التنوع الحيوي والأراضي والمحميات، التي تجتهد مع مديرية البيئة بكافة إداراتها في مجال السياحة البيئية، باتجاه خلق إدارة رشيقة لجميع المصادر الطبيعية وغير الطبيعية بطريقة توفر الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والروحية، وتحمي وتدعم فرص التطوير المستقبلي، وتحافظ على الواقع الحضاري، والنمط البيئي، والتنوع الحيوي، وجميع مستلزمات الحياة وأنظمتها، بالإضافة للمزج الثقافي بين السائح البيئي والمجتمعات المحلية، وأشار إلى وجود أنظمة بيئية متباينة ومختلفة في سورية.

في السياق..يلفت المعنيون في الفرق الدارسة، إلى أن عملية تطوير وإدارة وترويج مشاريع السياحة البيئية تتطلب بناء هذه المشاريع على نهج علمي انتقائي دقيق وتخطيط علمي، وكذلك رقابة بيئية فعالة ومستمرة، وإشراك المجتمع المحلي في مشاريع السياحة البيئية، بما يضمن تحسين أوضاعها الاقتصادية.

وتؤكّد تقارير مديرية البيئة في الوزارة، أنه خلال السنوات الماضية قامت بإنجاز الاستعدادات المتكاملة للعمل السياحي البيئي، خاصة لجهة إقامة الحدائق البيئية نظراً لوجود مواقع كثيرة من غابات وحراج وبادية ومناطق قابلة لتكون حدائق بيئية ومحميات.

وذلك بجهود تكاملية تجري في أروقة القطاع الحكومي، لدعم السياحة البيئية كخيار جديد، و وضع السياسات الخاصة بها، وخلق التوازن بين الأنشطة السياحية والبيئة، ودراسة وتقييم الأثر البيئي للمشاريع السياحية، وإنشاء المحميات التراثية والطبيعية، ومعالجة المخلفات الضارة بالبيئة، والاهتمام بالمتنزهات والحدائق العامة والمناطق الخضراء.

على التوازي مع ذلك أعلنت وزارة السياحة عن منتجات سياحية جديدة، تضمن استدامة الحراك في القطاع، وعدم إبقائه كحالة موسمية، بالتالي باتت ملامح السياحة الشتوية وعناصرها جاهزة للإعلان التدريجي، وفقاً للظروف والإمكانات..وبالأمس أعلنت الوزارة عن توطين رياضة التزلج، كما تحضر لمشروعات السياحة النهرية، إلى جانب تعميم تجربة الاستثمار في التلفريك، حيث لدينا في سورية الكثير من المواقع المناسبة، وربما يكون فصل الشتاء بخصوصيته التي يفضلها الكثيرون، مناخاً مناسباً لانتعاش سياحة التلفريك…الثورة – نهى علي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]