لقمة فاسدة!!!

كتب المحامي معن عيد:

صحيح ان منظومة الدعم الحكومي تكلف خزينة الدولة مبالغ هائلة ولكن الفساد هو الذي افرغ تلك المنظومة من محتواها وجعلها تترهل وتصبح عبء يرهق خزينة الدولة .
فقد عشنا في بلد بنى منظومته الاقتصادية وتعامل مع مواطنيه على اساس توجهات اشتراكية وبعيداً عن الآراء الشخصية التي تتعدد في ذلك فقد تعلمنا وعشنا بمفهوم ان الدولة امنا وابانا واسسنا بمباركتها وقوانينها على هذا الاساس في اعمالنا وخياراتنا في الحياةإلى ان دخلت الخصخصة على البلد فامتدت وتوسعت على حساب القطاع العام الذي ترهل وتداعى امام ذلك الخاص وبات هياكل عملاقة جوفاء امسى وجودها عبء كبير على الدولة واصبح الموت الرحيم لها هو الحل بنظر اصحاب القرار
انظروا القطاع الصحي العملاق وكذلك التربوي والجامعي والمؤسسات الإنتاجية الهائلة كالإسكان وسواه من الشركات مع مافيها من جيش كوادر كلها كانت تصول وتجول وبعضها امتد لخارج البلد وكانت كلها تنافس وتبني وتنتج ونحن نغني لها ، تصوروا ان كل تلك الصروح اصبحت اليوم خاسرة وعبء واشباح هزيلة امام القزم الخاص البراق الذي اخترق الجسد الاقتصادي للبلد بمباركة رسمية فنخره وجعله اليوم آيلاً للسقوط
كلنا نعلم بان الفساد هو آفة الآفات وان معالجته وضبطه هو اولوية واجدى من كل ذلك التهريج الذي تتحدث عنه اللجنة الاقتصادية لأن الفساد هو الذي يحجب الموارد عن الخزينة ويستنزف الاقتصاد وليس الدعم هو السبب.
وبضبط منظومات الفساد ستستعيد الدولة مايكفي لسد عجزها عن تمويل الدعم ومايكفي لزيادة الرواتب وتامين العيش الكريم للشعب السوري الكريم الذي عاش عزيزاً ومعززاً من دولته في ظروف اقتصادية وسياسية اقسى وأصعب على ايام القائد الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه .
ومن غير المعقول لدرجة الغدر بمواطنيها ان تنقلب الحكومة وتنعطف كل تلك الانعطافة الحادة في توجهاتها وبرامجها وبزمن قصير وخاطف بشكل يربك كل خيارات اصحاب المهن التي تاسست وفق معطيات وقوانين كانت واليوم تتنصل منها الحكومة بكل اعتباطية وقسوة بناء على معطيات ومشورات مستوردة وغالباً هي مفخخات لاتراعِ العناوين الام التي بني عليها البلد وكانت ثوابت تؤخذ بعين الاعتبار وخط نار ساخن لايجرؤ احد على المساس به
وختاماً ربما يصح في حكومتنا ولجنتها الاقتصادية القول : بان اللي مافيه عالجمل بينط عالبردعة والله يسعد مساكم ويفرجها على هالبلد .

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]