قبل أن يضيع صدى نداءات سورية وسط هدير محركات طائرات الهجرة إلى المجهول

جنى طحطح – الخبير السوري:

أن ترى الواقع من زاوية منظورك ذي الاستقامة الفائقة فأنت تُهمش تماماً خلفيّته ، لا بد لك أن تكون ناظراً كشاقول الميزان لابد أن توازن بين كفتيه وترجح بالحلول المناسبة لكلا وجهتي النظر..فمن الحكمة أنرى ونلتقط ملامح رأي الآخر .

ما يؤسفنا اليوم أننا بتنا نقف على عتبة اليأس بهجرةٍ أنهكت واقع شبابنا وواقع كل فرد على حدى .
على بوابات الهجرة مشاهد محزنة تضج بالناس بل بآلاف الناس بدموعٍ تصرخ بواقعنا الراهن ، بقلوب تترك مشاعرها في أرضها وتهاجر بسوداوية قاتمة تبحث عن حلول ترضي عقولها ..تاركة على هذه الأرض مثالية من عطاء الطبيعة تستحقُ أن تعاش.. وما ينزف دماً وأسفاً أن هذه الأرض أجمل طبيعة في العالم..من هنا نخرج بروح تعطي وتجاهد لتمثلنا هذه الطبيعةالسخية النبيلة نبل تاريخ هذا البلد، بظروفه المثالية ، لا بأوجاع تخترق شغاف الشغاف وبظروف اقتصادية تعود بنا سنوات للخلف لواقع مرير يخلق مآس قهرية متبوعة بقرارات من دون تفكير …

ثمة ظروف وأزمات تمر بها أيامنا اليوم تجعل منّا أناس هدفهم الوحيد الهروب بأقل الخسائر الممكنة كلنا على حدى غير مسؤول و غير قادر لوحده ،يد واحدة لا تصفق .. فكم هو مقلق أننا نتجاهل مستقبل عظيم مفترض من عظمة هذا البلد..ونسير دون أن نفكر بعاقبة ما نكون به لاحقاً في تبريرٍ لواقع ظنناه أسوأ من غدٍّ مجهول .

لماذا تتجاهلون عالم ما وراء البحار..هناك في الخارج بعيداً عن رابطة الانتماء بالوطن،  في متاهات الكون العارمة بالذل والإهانة كوننا لا ننتمي لها .

نتجاهل أعمال وأشغال كثيرة متاحة هنا ونذهب للخارج لنعمل كيفما اتفق بما تعافه أنفسنا هنا..كيف تغامر إلى المجهول ..إلى عمل لا يشبه عملك بتجسيد ٍ لموقف على مسامعي طبيبٌ يعمل في قطاف المحاصيل الزاعية وآخر اقتصادي في منصب “كاشير”  لأحد المطاعم العادية ، جميعها أعمال ولكن يجب أن تأخذ حقك في ظل مجتمعٍ يراهن بك على النجاح لتعطيه قوة ينهض بها على قدميه فأنت سانده.
اليوم تحكم بيننا قوانين تنظم سبل الحياة وتحفظ لكل شخص حقه ولكن ما نفتقده هو الامتثال لهذه القوانين.. بعكس الصورة في الخارج نمتثل ونلتزم لها و بها بكل رضا وخشوع بعيشٍ يعتمد على ما يوضع في الجيب وعلى ما يتقدم من مساعدات .
أرضنا تحتاج شبابها تحتاج التضحية.. وبالقدر ذاته نحتاج نحن للحلول وما نراه بالحل الأمثل هي المشاريع الصغيرة الداعمة لشبابنا وأفراد مجتمعنا و تقديم القروض لاستثمار فرص جديدة وواعدة بالعمل والتركيز على فئة الشباب ودعم نشاطاتها الإنتاجية فهي عماد المستقبل أن نقدم لهؤلاء حقائق واقعية وداعمة تشبثهم بواقعهم بآمال تستحق الصبر والانتظار .
خير القول بواقع يحقق التوازن بكلا الاتجاهين بمواطن يقدم ودولة تقدم فكلنا يسعى للاتزان ولنكون بميزانٍ أعدل نوقع انتصاراتنا بكفتيه.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]