غرف السياحة تطالب المحافظة بالتعامل الجدي واسعاف المنشآت!

الخبير السوري:

منذ أن بدأت أزمة المحروقات والكهرباء والمعنيون بالقطاع السياحي يدعون إلى حلّ عملي وسريع، كي لا يصل القطاع إلى ما وصل إليه بسبب الأزمة، ورحلة البحث مستمرة لتأمين احتياجات المنشآت من المحروقات والسعي للتخفيف من التقنين القاسي للكهرباء.

مدير محروقات ريف دمشق المهندس منصور طه أوضح أن جميع المنشآت تحصل على مخصصات المازوت من شركة ps وبسبب عدم قيام الشركة بتزويدهم بمخصّصاتهم، تمّ مؤخراً إرسال كمية إسعافية مقدارها 24 ألف ليتر، في الوقت التي تسعى المديرية لمعالجة الأزمة منذ بداية شهر أيلول، في ظرف لا تكاد منطقة من دمشق وريفها تخلو من ازدحامات خجولة من الزوار، وبسبب أزمة المحروقات والكهرباء اقتصرت الزيارات بأيام الجمعة والأعياد على الاستراحات والمتنزهات والطرقات، فابتعاد الزبائن عن المنشآت والمطاعم يأتي لعدم توفر الكهرباء نظراً لموجة الحرّ التي تضرب البلاد، ويفضّلون الجلوس في الهواء الطلق مع أكلهم وشربهم، وبقيت المطاعم الكبيرة والفنادق شبه خالية من زبائنها، وهذا ما أثر على أدق التفاصيل في الحياة السياحية والعمل في الموسم.

يقول صاحب منشأة بالسيدة زينب يملك فندقاً سياحياً يستقبل مجموعات سياحية: كانت مادتا الغاز والمازوت تصلنا بانتظام وبدأت تتراجع وتنقص إلى أن انقطعت نهائياً وأصبح الملاذ الوحيد لنا السوق السوداء التي تباع فيها مادتا الغاز والمازوت بكميات كبيرة، أما الكميات التي تصلنا من شركة ps فهي قليلة ولا تحقّق المطلوب ولا تكاد تكفي أسابيع، وبعد أن نقوم بشراء الأطعمة واللحوم والمستلزمات الأخرى تتوقف البرادات والأجهزة ويفسد كل شيء ويترك الزبون الفندق، فهناك خسارات فادحة في الطعام والمواد الغذائية التي تحتاج لتبريد، وحسب قوله، فإن كل هذه الاتجاهات كانت سلبية علينا ولا نرى أي مؤشرات تبشّر بحلّ الأزمة ورحلة البحث مستمرة لتأمين مستلزمات تشغيل المنشآت، خاصة وأن أزمة المحروقات والكهرباء الحالية أثرت بشكل سلبي على الصناعة السياحية، ولاسيما السياحة الداخلية في المواقع الاصطيافية في معلولا وصيدنايا والزبداني وبلودان المواقع الأكثر تضرراً والتي تنقطع فيها الكهرباء 12 ساعة بساعة وصل فقط، فالسياحة وفق برنامج التقنين الجائر تشهد خسارات مؤلمة لأهل الكار، عدا عن التكاليف الباهظة التي يتكبّدها صاحب المنشأة في استخدام الطاقات البديلة، وتأمين مادتي الغاز والمازوت عن طريق السماسرة وتجار المواد بأسعار لا ترحم، فأكثر الفنادق والمطاعم اليوم تعتمد على الكهرباء ومحركات الديزل والمكيفات وأنظمة التبريد والمولدات، وبعض المنشآت تعمل 30% وبعضها لن يفتح هذا العام، فالوعود كثيرة والمنشآت أصبحت مهدّدة عدا عن صرف المئات من العاملين!.

و  أشار مدير سياحة ريف دمشق محمد وائل كيال إلى أن المديرية تسعى جاهدة لتأمين المواد وإمكانية الانتهاء من الأزمة، وعلى هذا الأساس شكلنا لجنة مختصة لدراسة احتياجات المنشآت من المواد، وفعلاً اللجنة بدأت أعمالها من خلال عمليات الإحصاء الميدانية لكافة المنشآت في ريف دمشق، إلا أن بعض الجهات لا تتعاون معنا لحلّ تلك المعضلة، حيث اعترف الكيال أن فقدان ونقص مادتي الغاز والمازوت والتقنين الظالم للكهرباء أدى إلى تعطل الكثير من الطموحات بتنشيط الواقع السياحي، كما تلعب الغرف السياحية دوراً مهماً في سبيل استمرار عمل الكثير من المنشآت، وباعتبار المنشآت السياحية في ريف دمشق الأكثر تضرراً والتقنين الكهربائي يمتد لساعات طويلة، لعبت غرفة سياحة ريف دمشق الدور الأكبر بالتحول من تعطل بعض المنشآت إلى الاستمرار بعملها رغم نقص مواد المحروقات، وتميّز هذا الدور بإيجاد حلول جديدة لمشكلات طارئة أو الحدّ من الإغلاقات في حال حدثت.

وحسب رئيس غرفة سياحة ريف دمشق حسام الحلبي، فإن نظرة الغرفة تظهر بوضوح معاناة كبيرة تواجه أصحاب المنشآت والفنادق، وقد تطوّرت الأزمة لتشمل القطاع بمجمله، فأكثر المنشآت باتت اليوم تعاني من نقص مواد المحروقات وتضررها من الانقطاعات الكهربائية. ويرى الحلبي أن الحلّ ليس صعباً كما يتصوره البعض، فبوجود التعاون والتنسيق يمكن أن نحلّ أكبر مشكلة لأن يداً واحدة لا تصفق، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، فالحياة السياحية يجب أن تستمر خاصة وأن محافظة ريف دمشق تمتلك أكبر المقومات السياحية وتوجد أعداد كبيرة من المنشآت، وأمل الحلبي من محافظة ريف دمشق التعامل مع الأزمة بجدية والتعاون والتنسيق السريع مع شركة ps من أجل تأمين مخصصات كافية من مادة المازوت.

البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]