تكنولوجيا غادرة.. و ألف مغزى ومعنى في حكاية واقعية

جنى طحطح – الخبير السوري:

لعلّها قسوة التكنولوجيا..أم قدتها النفاذة على تعرية ما يدور في حنايا النفس البشرية من تشوهات تخفيها عادة الابتسامة والوسامة، أو ربطة عنق ومحيا جميل أو لسان لا ينطق إلا بالكلام المعسول.

في يوميات الشباب وخصوصاً ما يستحق أن ننقله إلى دائرة الضوء، لإنقاذ ملامحٌ تمسح وجوهها براءة القلوب …تغدو مكبلة بقوة تغفر لها طيبة الأرواح…..فأن تهفو ضحية للحياة القاسية هذا يعني أنك محور الإرادة والقدرة …..بكل أسف ٍ وحزنٍ نقدم اليوم أنفسنا ضحية للنفوس القذرة والحامل هو التكنولوجيا الغادرة….وبكل صمت نقف واعدين بالقوة والحل. وفي حكاية سارة الطالبة الجامعية ألف معنى ومغزى، إذ كان أكبر أحلامها الطموح بواقعٍ أفضل بتغير جذري يحول العالم ونفوس البشرية لإنسانية مختلقة عندما تكون غائبة في قلب العالم الفارغ …لكنها باتت في الأمس صرخة صامتة بعدما خانتها اختيارات الأيام….وأصبحت ضحية ابتزاز من قبل نفوسٍ جرداء من نفحة الإنسانية المفترضة غارقة في دوامات بالجهل ….ليمسي الألم العميق السحيق في أن تكون ضحية ألم ٌ تعزّي به روحك البريئة من شر العالم الوهمي الذي يحيطك أن تصحو مغدوراً دون أن تدرك ماهية ما حولك، هذا يعني أنك غير مدرك لخفايا القلوب السوداء ….

سارة هي بداية لكل فتاة وقدوة لها ……نعيش اليوم في عالم إلكتروني يستغله ضعفاء النفوس لإشباع حاجاتهم الشخصية …تنشأ المشكلة عندما تفقد نفوسهم الاستقرار ويبدأ الانحراف السلوكي ….خلل تربوي يكمن في وحشية النفوس وضمير ٌ مكبل بدناءة وقسوة ……نأسف عندما تستفيق نفوس الفتيات وتعي على جرائم هكذا ..على ألم ٍ يقسو بالنفس و لا يستحق أن يعاش حتى يخلق إرادة أضعافه…..أن تكون الضحية سارة هي مثال للوعي البيئي الذي نشأت منه…لعائلة تعلمها وتقويها على أنها النقاوة بذاتها، تزرع في داخلها الصبر لتتخطى وتخلق القوة من العدم لتواجه المصائب… سارة اليوم عنوان للمنشأ الصحيح ….

ولطالما كانت بدايتها سليمة فختامها قدوة عظيمة لكل فتاة تتعرض للابتزاز وتتوه بسبل الحل وإن لامستنا حساسية الموضوع فلا بد أن نبوح بالأمر لمن نثق به ك معلّمنا الأول باب الثقة والحب وإن غلبنا الخوف لابد أن نخبر معلمينا العظماء من نقتدي بهم لننشر الأمل والوعي بالعلم لنجتاز المحن بوعي يوصلنا إلى حقوقنا ….نأمل جميعنا بالحلول ليصل صوت سارة لجميع الجهات المعنية وإعطاء هذه المشكلة قدر كبير من الاهتمام لأننا لا ندري، يمكن لأي فتاة أن تكون في يوم من الأيام سارة….لنوعي أكبر قدر من الناس على حقائق الأمور وأننا ضحايا قبل أن نكون مضحين للأسف…

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]