حلم المواطن (سعيد) ..؟؟

الخبير السوري- د. عامر خربوطلي

يتابع المواطن (سعيد) شريط ذكرياته التي بدأها في حديث الأربعاء رقم /93/ ليتوقف عند محطة شديدة التعقيد ومصيرية بآن واحد وهي اختبار الفرع الجامعي بعد فحص البكالوريا وكيف كان التسجيل مباشراً بالاختصاص الذي يتناسب مع مجموع الثانوية العامة والمعدلات مقبولة.

وكان منذ ذلك التاريخ أي مطلع الثمانينات يفكر مواطننا سعيد ويحلل ولا يصل إلى نتيجة لأنه عندما سأل أستاذ الرياضيات في المرحلة الثانوية عن أهمية علم الرياضيات في دخول اختصاصات جامعية لا تحتاج للرياضيات بصورة مباشرة وفعله (كالطب) مثلاً رغم حاجة هذا الاختصاص لدرجات شبه كاملة في الثانوية عندها إجابة أستاذ الرياضيات (رحمه الله) اليوم أن الرياضيات هي (علم التفكير الصحيح) وتحتاجها جميع الاختصاصات والفروع فهي (علم المنطق) والتحليل العلمي عندها أدرك المواطن (سعيد) أهمية العلم بشكل عام ولكن هذا الجواب لم يشفِ غليله في سؤال لم يستطع حتى الآن احد الإجابة عليه وهو لماذا لا يتم اختبار ميول ورغبات الطالب وتثقيل هذه الميول بطريقة علمية في الاختصاصات الذي سيختارها وستكون محور عمله وحياته أنه معيار تم اعتماده في العديد من الدول المتقدمة ولم يصل إلى بلدنا بعد. وهذا ما يفسر وجود مهندس أو اختصاص جامعي عاطل عن العمل أو يعمل في مجالات بعيدة تماماً عن اختصاصه لمجرد أنه دخل هذا الفرع بدون رغبة بل بسبب معدل الدرجات الجامعية وعلى هذا يمكن قياس مقدار الهدر الكبير في الموارد البشرية. مرّت السنون الطويلة ولم يتغير شيء هذا ما ردده (المواطن سعيد) في داخله. ألم يحن أن نبدأ بأسس جديدة لفحص البكالوريا أقل اعتماداً على الحفظ وأكثر اعتماداً على التفكير والتحليل والمناقشة وألم يحن الوقت في توائمة الميول مع الرغبات وألم يحن الوقت لمواكبة مخرجات التعليم مع سوق العمل. فعلاً قالها (المواطن سعيد) الذي قنع واندمج في اختصاصه ووصل إلى حده الأقصى عملياً وعلمياً ويعتقد أنه كان محظوظاً ولكن هذا لا يكفي. ويقترح (المواطن سعيد) أن نبدأ بتجربة اختبار الميول والرغبات والتحليل والمناقشة لتكون عنوان المرحلة الجديدة من تطوير نظام التعليم وربطه أكثر بسوق العمل. .

كتبه: د. عامر خربوطلي العيادة الاقتصادية السورية

فيسبوك Syrian Economic Clinic

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]