الطقس ” يمطر ذهباً” في جيوب ٍ مطّاطة ؟؟.

أوس عيد – الخبير السوري:

بارعون تجارنا ..بشهادة السوق  وليس من داعٍ لـ ” الحلفان”، إن ارتفع الدولار رفعوا الأسعار و إن انخفض استثمروا الفرق ولا يتراجعون…عنيدون أشداء تجارنا في مواجهة المستهلك في سوقه و على أرضه وفي عقر داره…وينتصرون عليه رغم الدعم  “المعزز به” من كل الجهات التنفيذية المعنية، التي ما زالت تشهر سيوفها الخشبية وتشتم ” ضعاف النفوس”.. وتناشد الله بأن يحرقهم في النار.

إن سقط المطر بغزارة رفعوا أسعار الخضار لأن الفلاح ” لا يستطيع جني محصوله”..وإن انحبس المطر أيضاً رفعوا الأسعار..لماذا؟؟؟ لأن الخضار الشتوية تعتمد على الأمطار في نموها..أما الأسعار التي يدفعونها للمستهلك فهي هي..أي الفلاح لم يسمع بمبرراتهم ولا علاقة له إلا بأن يحرك مكنة إنتاجه ليقطف التاجر ثمارها..من سوق الهال إلى نصف الجملة فالمفرق..رحلة مريرة من التحضير لاستغلال مستهلك يستغيث ويستغيث.

و إن صادف وحصلت موجة طقس حار ” والمعروف أنها تسرع في إنضاج الثمار”..إن ارتفعت  رفعوا الأسعار وزعموا أن الحرارة المرتفعة تتلف المحاصيل..

الحرارة والبرد والاعتدال وظروف الطبيعة ومزاجها ” الفاسد” بيئة مناسبة ودسمة للاستثمار في سوق لا تعرف الأخلاق ولا الضمير الإنساني ولا الرأفة – بالمناسبة زعم تجار أن قلّة ساعات السطوع الشمسي في أشهر الصيف الأولى هذا العام أثرت على الإنضاج بالتالي أيضاً رفعوا الأسعار – والمشكلة الأكبر أن الوصائيين على السوق يرددون ذات عبارات التبرير ..أي لقنهم التاجر  القول كما الفعل.

أحدث التصريحات ” الصميدعية” تزعم بأن موجة الحرّ أثّرت سلباً في انتاج الفروج بسبب النفوق في المداجن المفتوحة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أكثر في الكميات المعروضة، فارتفع سعر الفروج مجدداً في الأسواق.

و أن إنتاج الفروج انخفض بنسبة ٢٠% حالياً نتيجة موجة الحرّ، كما تراجعت كميات العلف التي يأكلها الفروج، لأن الفروج لا يأكل كما يجب في الحرّ إذا لم تكن المدجنة مغلقة.

أما فيما يخص البيض، الذي انخفض سعره بسبب موجة الحر رغماً عن التاجر والمحتكر، بما أن الحرارة العالية تفسد البيض، فاضطر التاجر أن يفرغ مستودعاته ويدفع بما فيها إلى السوق ” أي أطعمونا بيضاً فاسداً وقد لا حظنا ذلك”.. لكن المزاعم ” الصميدعية أيضاً” أن سبب الانخفاض من 5 آلاف ليرة إلى 4 آلاف للطبق .. فيعود إلى دخول أفواج جديدة من الفروج البياض إلى الإنتاج حالياً، ما أسهم في زيادة إنتاج البيض، وبالتالي زيادة عرض المادة في السوق، فانخفضت الأسعار، لأن الإنتاج زاد بنسبة ٨% مقارنة بالفترة السابقة.

والحقيقة أن سعر البيض انخفض أكثر مما يتحدث عنه أحد كبار التجار العاملين في هذا المجال..لأن الحرّ أفسد البيض وفضح الاحتكار، فهذا لا أحد يأتي على ذكره أبداً..

انتظروا بضعة أسابيع قليلة عندما يعتدل المناخ ستلاحظون أن سعر البيض سيعاود الارتفاع عندما يتاح تخزينه..عندها سنسأل أين أفواج الدجاج البياض الجديدة التي يتحدث عنها المربون والتجار عندما زعموا أنها سبب انخفاض الأسعار وليست الحرارة التي منعتهم من الاحتكار..

برافو تجارنا ..برافو رقابتنا التموينية..برافو مستهلك لأنك لا تعترف بثقافة المقاطعة التي هذبت أسواق الدنيا كلها إلا أسواقنا ؟؟!!

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]