هدر ودوران في دوامة العصير السوري

الخبير السوري:

 انتقد الإعلامي علي عبود في مقال له بصحيفة البعث، حزمة الأحلام الواهمة التي تنتظر أن تُحلّ مشكلة كساد وفائض الحمضيات عبر معمل عصائر موعود منذ عقود..وتساءل عبود: عن أساس الفكرة التي تم تسويقها خطأ، مبيناً أن مصنع العصائر لا يحل ولا يستهلك إلا كميّة قليلة من الإنتاج، فماذا عن الباقي؟؟

يقول عبود في مقاله: حسنا .. لنفترض إن معمل العصائر بدأ الإنتاج .. فهل ستحل مشكلة تصريف موسم الحمضيات ؟ حسب المعنيين فإن طاقة المعمل لاتتجاوز 50 ألف طن سنويا أي 5 % من الإنتاج الإجمالي للحمضيات الذي يتجاوز المليون طن!! وبحسبة بسيطة سنتكتشف بأن إجمالي المسوق من موسم الحمضيات حتى الآن لايتجاوز 335 ألف طن : داخليا (300 ألف طن) وخارجيا (34351 طنا) أي بحدود أربعة أضعاف ماسيستجره المعمل! ومع ذلك يبقى السؤال : ماذا سيفعل المنتجون بالكمية الفائضة التي لاتقل عن 700 ألف طن؟ كما نرى فإن معمل العصائر اليتيم الذي تتقاذفه الجهات المعنية منذ عام 2015 ليس الحل .. إلا إذا “تحمس” المستثمرون وقررزا بناء 20 معملا للعصائر!! منذ خمسة أعوام والجهات المسؤولة عن تنفيذ المعمل تناقش وتدرس وتقترح وترفع الدراسة إلى هيئة تخطيط الدولة ، وهذه الدوامة مستمرة دون كلل او ملل مع مايعنيه ذلك من هدر للزمن والإمكانيات! وهاهي مؤسسة الصناعات الغذائية تعيد الدراسة مجددا إلى هيئة التخطيط (بعد التغيرات التي تم تسجيلها على مؤشر سعر الصرف وانعكاسها ارتفاعاً على أسعار التجهيزات والمعدات والآلات التي من المقرر استيرادها لزوم الإقلاع بالمعامل)! لاندري من المسؤول عن إشاعة انطباع كاذب لدى الفلاحين بان معمل العصائر سيحل مشكلة تصريف إنتاجهم وينقذهم من “الضمّينة” ومن تجار اسواق الهال! ربما لأن هذا “الإيحاء الكاذب” يعفي الجهات المعنية العامة والخاصة من مسؤولياتها بتصريف الفائض من الحمضيات الذي لايقل عن 700 ألف طن ! وتتباهى الجهات المسؤولة بأن حمضياتنا تتمتع ـ حسب التحاليل وشهادات وتقارير الخبراء ـ بافضل نكهة وطعم على مستوى العالم .. حسنا .. أليس هذا اعتراف بالتقصير وعجز عن تصدير الحمضيات الأفضل عالميا إلى الأسواق الخارجية؟ نعرف جميعا أن العالم يتجه لاستهلاك المواد الغذائية العضوية أي الخالية من المبيدات والأسمدة الكيماوية ، أي أن حمضياتنا جاهزة للتصدير لأي بلد يشجع على استهلاك السلع العضوية .. فلماذا لم تنجح الجهات العامة والخاصة بتصدير أكثر من 34 الف طن؟ ومنذ سنوات ونحن نسمع بمشاريع لإقامة خطوط نقل بحرية بين سورية وعدد من البلدان المستهلكة للحمضيات .. ولكن بقيت هذه المشاريع حبرا على ورق لأن الجميع يجيد فقط هدر الزمن والإمكانيات طالما الخاسر دائما وأبدا الحلقة الأضعف : الفلاح! وبدلا من التعويل على معمل لن يحل المشكلة يجب التشجيع على التصدير طالما أن الدخل المحدود لايسمح لملايين السوريين باستهلاك الفواكه يوميا كالحمضيات! وتصدير الحمضيات لايمكن أن يتم بطريقة “الدوكمة” فهي تحتاج إلى مراكز للفرز والتوضيب والتشميع ، والتي لاتزال أعدادها قليلة لأنها آخر اهتمامات التجار المصدرين. وكان يمكن لاتحاد الفلاحين أن يقيم بعض هذه المراكز لدعم مزارعي الحمضيات بدلا من الإكتفاء بمطالبة الحكومة بالدعم والمساندة ! ولا يوجد سبب لعدم إقامة الإتحاد لمراكز للتوضيب والفرز والتشميع ، أي تجهيز الحمضيات للتصدير .. كما لايوجد من مبرر للإتحاد لعدم إقامة أسواق تعاونية لتسويق الحمضيات بأسعار تشجيعية .. لكنه لم يفعلها حتى الآن .. ترى لماذا؟! ..

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]