“الملفات الراقصة” وتبديد رشد من يتصدى للمتابعة..

الخبير السوري:

نكاد نجزم أن حكوماتنا التي تعاقبت على إدارات ملفاتنا الاقتصادية في مختلف القطاعات دون استثناء، لم تتعلم وتدرك مما وقعت فيه قبلها، وهذا بحكم التبعية والمرجعية ينطبق على مختلف الوزارات؟!

إنه العامل الزمني، الذي أدرك حكماء أجدادنا أهميته في تاريخ الشعوب والأمم وقيمته في بناء وتطور الدول، ففلسفوه بتلك القاعدة الأبدية في مسلماتها وبديهياتها القائلة: “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”.

ليس من لا شيء وضعوا تلك القاعدة الفقهية، وكما هو معلوم أن الفقه قمة العلم، أما حين يخرج ذلك الفقه من فم العامة، فهذا ما يؤكد أن العامة لا تقول شيئاً إلاَّ فقهته، أي جربته وخبرته..

لا ندري كم من الزمن مر على تلك المقولة القاعدة.. الضابطة للكل، المُنظمة للأعمال قبل الأقوال، المرتبة لمتوالية أفعالنا ونشاطاتنا المختلفة من حياتية إلى خدمية واقتصادية وتجارية.. إلخ، لكن ما نعلمه هو أن حكوماتنا المتعاقبة لم تستفد منها ولم تحاول مجرد المحاولة ليكون لها أجر على الأقل، استباق السيف في كثير من الملفات المتوارثة بحكم اللامبالاة بفعل الزمن عامة، وبالمرحلي والاستراتيجي في نهضة وتطور الدولة خاصة!

يقولون إن هناك سلطات زمنية وأخرى أرضية مكانية، وما دامت الحكومة في التشريع الوضعي والوصف والتعريف تعد سلطة تنفيذية، أي إنها تجمع شيئاً من كليهما، فمن المفترض أن تكون قادرة على استثمار الزمن، عبر الأخذ بكثير من الاعتبار والحسبان التكلفة الأبعد من المادية المترتبة (التنموية..) على توظيف أو عدم توظيف الوقت بالشكل والمضمون الأمثلين، واللذين أصطلح عليهما اقتصادياً ما سمي بـ”البرنامج الزمني”.

برامج زمنية حاضرة نظرياً ورقياً، غائبة عملياً واقعياً ، يمكننا سوق العديد من الشواهد على ذلك.. حيث إن مكتبتنا الاقتصادية عامة والاستثمارية خاصة، حافلة بالمفحم من الأدلة، لكن ولعلة المتاح من وقت ومكان في هذه الزاوية، سنكتفي بـ”مُثلٍ” على ما ندعيه من هدر للوقت وضياع للزمن فيما هو هام وتحديداً زمن النكبات والمحن.

لن نفصل لكن سنعنون ونترك لكم التقليب في طوابق الصفحات لملف “حامضنا”، وآخرها موافقة المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي (ضعوا عشرة خطوط تحت اقتصادي اجتماعي)، على مشروع “إعادة تأهيل زراعة الحمضيات لمواجهة التحديات المستقبلية والتأسيس لصناعة الحمضيات السورية”!

لاحظوا.. “مشروع إعادة…” وبدورنا نعيد ونكرر ما قاله أجدادنا “كل شيء في وقته حلو”.

والسؤال: كم من الوقت سنحتاج، حتى يحلو حامضنا؟!

قسيم دحدل- البعث

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]