خلل في عجلة الإيفاد الخارجي “يلفظ” الطلاب بعيداً عن مستقبلهم..

دمشق – الخبير السوري

يشكل الإيفاد الدراسي إلى الخارج عموداً فقرياً للتنمية الوطنية في مختلف المجالات ويجب عدم تفويت الفرص العلمية المتاحة لطلابنا من خلال المنح المقدمة من مختلف الجامعات الأجنبية سواء كانت الشرقية منها أم الغربية إلا أن تأخر الإعلان عن المنح والبعثات العلمية يحرم الطالب من التقدم للمنحة فلماذا هذا التأخير في الإعلان؟ وما آلية تعميم الإعلانات عن المنح المقدمة من الجامعات الأجنبية..؟‏رئيس لجنة الدراسات العليا في كلية العلوم السياسية أشرف فاضل قال: إن عدم قدرة الجامعات السورية على استيعاب كافة الطلاب الحاصلين على الشهادات الثانوية أو الجامعية لمتابعة دراستهم سواء الدنيا أم العليا حسب الحالة يدفع بالطلاب للبحث عن جامعات خارج القطر لمتابعة مسيرتهم العلمية والكل يعلم أن هذه الجامعات تحتاج إلى مبالغ لا حول ولا قوة للطالب بها فيسعى لتأمين منحة أو مقعد في التبادل الثقافي بفارغ الصبر ليأتي الإعلان عن هذه المنحة أو التبادل الثقافي قبل يومين أو ثلاثة أيام من تاريخ انتهاء تقديم الطلبات في أحسن الأحوال عدا عن إذا ما أتى بعد انتهاء المدة المحددة لتقديم الطلبات.‏

 

والمتابع لهذه الأمور يلحظ أن وزارة التعليم العالي اعتادت أن ترسل هذه الإعلانات إلى الكليات المعنية أو إلى لوحات الإعلانات في اللحظات الأخيرة الأمر الذي يدفعنا للتساؤل؟‏

 

هل هذا الأمر عائد للروتين والبيروقراطية أم أن الأمر مقصود كما يقول بعض الطلبة، حيث يتم تأخير وصول هذه الإعلانات لمرأى أعين الطلاب بعد أن يكون قد استفاد منها آخرون مجموع درجاتهم أقل من الأشخاص الذين وصلت لأيديهم ليتم قبولهم.‏

 

وللاستيضاح عن الموضوع ذهبنا إلى مديرة العلاقات الدولية بجامعة دمشق الدكتور هبة العواد التي قالت أولاً نحن كمديرية للعلاقات الدولية بجامعة دمشق لا نبادر أبداً باتجاه الجامعات الغربية إنما نقبل المبادرات من طرفهم. فالمنح تأتي إلينا ولا نطلبها، وبالرغم من التوجه شرقاً للتعاون مع الجامعات في أوروبا الشرقية ودول آسيا؛ فقد ارتفع عدد المنح الدراسية من الجامعات الغربية منذ سنة ونصف تقريباً حيث أصبح التعامل مع 3 جامعات ألمانية و3 إسبانية و3 إيطالية، ومع ذلك فإن هذه الأعداد متواضعة وليست كما هو مطلوب.‏

 

آلية تعميم المنح‏

 

وعن آلية تعميم المنح تحدثت الدكتور العواد عن أن آلية التعميم للمنح تختلف بحسب الجامعات غربية أو شرقية فمثلاً منح أوروبا الشرقية تأتينا من دولة إلى دولة عبر وزارتي التعليم العالي في البلدين ومن ثم توزع على كل الجامعات الحكومية السورية ونحن بجامعة دمشق نوزعها على كل الكليات عبر وسيلتي اتصال أولاً الفاكس لأن وقت التقديم غالباً ما يكون ضيقاً جداً بالإضافة إلى الوسيلة الأخرى التي هي البريد ويستحيل أن تكون هذه الوسائل لا تصل إلى الكليات فهناك منح تأتينا ردود عليها أي أنها تصل إلى الكلية، فضلاً عن الصفحة الالكترونية للمديرية (صفحة فيسبوك) وهي للمعيدين فقط، لأننا مسؤولون عنهم بشكل مباشر ويوجد عليها كل الإعلانات عن المنح والبعثات والإيفاد الخارجي، ولهذا من الطبيعي ألا يعلم الطالب بهذه المنح إذا لم يراجع المديرية أو الكلية أو الصفحة الالكترونية قد يكون هناك هامش من الخطأ باستقبال الفاكس ولكن البريد مضمون والموقع أيضاً.‏

 

عدم معرفة الطالب بالمراسلات المطلوبة‏

 

وأضافت: هناك مشكلة تأتي من عدم معرفة الطالب السوري بالمراسلات المطلوبة مع الجامعات الغربية التي تعرض المنح من خلال الجامعات السورية.‏

 

وتابعت إن المنح تصل إلى الكليات إلا أن هناك تفاصيل أخرى تحول دون حصول الطالب على المنحة فمثلاً الجامعات الشرقية تطلب أوراقاً تختلف عن الجامعات الغربية، المنح الغربية يتم التقدم إليها (أون لاين) من خلال رابط التواصل في الإعلان، كما تطلب الجامعة الغربية حصول المستفيد من المنحة على قبول والقبول يتم عبر المراسلات بين الطالب وأحد الأساتذة في الجامعة المقدمة للمنحة وهناك قلة من طلابنا قادرة على إتمام هذا الموضوع فصعوبة المراسلة أهم الصعوبات في وجه الطالب للحصول على المنحة، وتردنا الكثير من الشكاوى من قبل الجامعات الغربية بأنه لا يوجد مرشحين كفاية مثلاً يطلبون 4 مرشحين ولا يتقدم سوى اثنان، ولهذا فإن التقدم إلى المنح الغربية يحتاج إلى طالب يجيد اللغات الأجنبية (فرنسية أو إنكليزية)، بالإضافة إلى إشكاليات أخرى تتعلق بالحصول على الفيزا حيث يوجد كثير من الطلاب الذين يقدمون ولا يحصلون على فيزا لاعتبارات عديدة تخص الجامعة المقدمة للمنحة.‏

 

هناك الكثير من المنح أعلن عنها ولم يتقدم أحد إليها وهناك منح يقدم الطالب فيها تقديماً خاطئاً ولا يُوافق عليه، وأيضاً هناك اعتبارات خاصة لدى الجامعات الغربية فمثلاً هناك جامعات ألمانية طلبت منح لطالبين اثنين من الجامعة وتقدم الكثير. وفيما لو قدم أحد الطلاب شهادة في اللغة الألمانية، (وهذا اعتبار مهم لديهم)، يأتي أحد الطلاب المتقدمين وهو يحمل معدلاً مرتفعاً ويقول إن مديرية العلاقات الدولية أخذت فلاناً ولم تأخذ فلاناً، وهذا الأمر يأتي نتيجة قلة معرفة المتقدم بأصول المراسلات والتقديم للمنح الغربية، نحن كمديرية للعلاقات الدولية بجامعة دمشق لا نستطيع فرض طلاب معينين على الجامعات الغربية أما الجامعات الشرقية فنزكي طلاب معيدين هم الأحق للمنح المقدمة.‏

 

الإجازة الدراسية‏

 

أيضاً هناك مشكلة نعمل على حلها وهي تقديم الإجازة الدراسية للطالب الحاصل على المنحة ولا يوجد غطاء قانوني يبرر غيابه، حيث لا يحق، بحسب قرارات المجالس العلمية، لطالب الدراسات العليا بالخروج من القطر لأكثر من 4 أشهر للكليات الأدبية، و3 أشهر فقط، للكليات التطبيقية، ونحن نبحث لإيجاد حل مع د.عصام خوري النائب العلمي لرئيس جامعة دمشق. وهي مشكلة حقيقية تواجه الطالب الموفد، أما طالب الدراسات العليا الموفد إلى الجامعات الشرقية فيحصل على قرار إيفاد يبرر غيابه.‏

 

عن الحل ..؟‏

 

هناك مكتب وطني في وزارة التعليم العالي (الإيراسموس) مهمته تعريف الطلاب بكيفية التقدم للمنح، وهو غير مفعل، و لتفعيله بشكل حقيقي يحتاج تواصل من الطرفين، (وزارة التعليم العالي السورية، والاتحاد الأوروبي) والمشكلة تكمن هنا بسبب العقوبات الظالمة أحادية الجانب المفروضة على حكومة الجمهورية العربية السورية.‏

ولكن وبالرغم من العقوبات المفروضة علينا، لا بد من إجراءات تضمن حصول الطالب على الفرصة المناسبة من المنح الأجنبية المتاحة لجامعة دمشق، ومن الممكن إيجاد بديل عن مكتب (إيراسموس) بإنشاء مكتب متابعة في مديرية العلاقات الدولية برئاسة الجامعة، يهتم بمتابعة شؤون الطلاب المتقدمين للمنح بالإضافة إلى إنشاء لوحة إعلانات في مبنى المديرية تكون مرجعاً للطالب فيما لو لم يصل الإعلان إلى الكليات والأقسام في الوقت المناسب.‏

المصدر : الثورة

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]