في “كواليس النار”..حقائق لم يبح بها أحد..؟!!

 

ليس من الحكمة الجنوح دوماً نحو التقليل من حجم الكوارث والمشكلات التي تهتري قطاع أو إقليم ما، ففي إخفاء الحقائق تضليل للذات وللجهات المعنية بالوصاية وإقرار الحلول وتذليل المشكلات.

في مثل هذا السياق لا بد لمن يقرأ الأرقام التي يقدمها المعنيون عن حجم ومساحة الحرائق التي طالت غاباتنا الحراجية جيداً أن يشعر على الفور بعدم صحتها ودقتها فكل يعطي الرقم الذي يناسبه أو يشعر بأنه يحصنه من المسؤولية أو اللوم .

فعندما يخطىء الإنسان في التقديرات فهذا أمر ممكن ووارد في المجمل لأنه يعتمد على الجانب الإنساني  لكن عندما يتعمد ألا يقدم الحقيقة فهذا كذب متعمد وهذه الأمثلة والنادلة :

في الحريق الذي طال قبل أسبوعين غابات حراج مصياف قال مدير المنطقة العقيد ماهر هنانو: بأن المساحات التي طالها الحريق تتعدى عن الخمسمائة دونم مبدئياً، في حين قال رئيس مركز حراج ربعو مدين العلي بأنها لا تتعدى الـ 300 دونم، إلا أن مدير الموارد الطبيعية في زراعة حماة المهندس عبد المعين صطيف قال: بأن مساحتها تقدر بـ 400 دونم من حراج موقع حير عباس القريب من طريق عام مصياف – وادي العيون الشيخ بدر المطل على مدينة مصياف من الجهة الجنوبية الغربية ثم يعود مدير موارد حماة الطبيعية، وفي حديث آخر يقول بأنها طالت 700 دونم.. وهكذا الكل يتهرب ويحاول الإقلال من حجم الضرر والخسائر متلطياً للحفاظ على كرسيه كونه هو المعني عن حماية الغابات .

إذن لماذا محاولة رئيس مركز إطفاء ربعو ومعه مدير موارد طبيعة زراعة حماة الهروب من الحقيقة وإخفاءها والتصغير من الأثر البيئي الكارثي الاقتصادي الذي تلحقه الحرائق بغاباتنا الحراجية والمتاجرة باحتطابها ولابد لنا من الإشارة إلى أننا شاهدنا قبل أيام سيارة محملة بحطب السنديان والبلوط في مدخل مدينة حماة الغربي في عز الظهر.

اللافت في هذه الأرقام بأنها تظهر على حقيقتها بل تفوق ذلك عندما يراد إعادة تشجير هذه المساحات باعتبار الحوافز مجزية ومحرزة .

محمد فرحة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]