وزارة العمل تصطدم بجدار التسول…مبررات على حافة الإقناع والأزمة تشفع..

دمشق – الخبير السوري
لم تجدي محاولات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التدخلية نفعاً عند زوجين اتخذا من سيارة مغلقة منزلاً متنقلاً لهما في شوارع دمشق, بل حاولت العائلة التهرب من الوزيرة ريمة القادري التي قامت بجولة ميدانية لمكان ركون “المنزل” برفض المساعدة والعرض المقدم بزريعة الرضى وعدم الرغبة باللجوء لمركز إيواء.! والغريب أن التهرب من مساعدة “الشؤون ” لم يكن للمرة الأولى بل قوبلت الوزارة بردات فعل سلبية من قبل القاطنين في الحدائق المتاخمة لمبناها، في حين وافق البعض وانطوى تحت جناح المعنيين بالوضع الاجتماعي، وهذا إن دل على شيء فهو يوضح حقيقة مفادها أن معظم تلك العائلات وجدت بالتسول وطلب الحاجة باب رزق واسع مهد له تعاطف الناس لاسيما مع شريحة الأطفال وكبار السن .
اعتدنا في الإعلام أن يكون التسول ملفاً دسماً نناقشه مع المسؤول بغية الوصول لحل يرضي المجتمع ويحقق النجاح لمن يدير السفينة المحملة بأعباء اجتماعية منها قديم وآخر أفرزته الأزمة, لكن اليوم نود أن نركز على من امتهنوا سؤال الناس ومحاكاة إنسانيتهم أكثر من رغبتنا بانتقاد وزارة لم تتهرب من مسؤولياتها تجاه هذه الظاهرة بل اعترفت بالتقصير وتأخر حصاد نتاج قد تكون زرعت بذوره بوقت متأخر, إذ عزت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عدم القدرة على مكافحة التسول بشكل جيد إلى زيادة أعداد المتسولين يوماً بعد يوم لأسباب مختلفة, إلى جانب اعتباره مهنة من قبل بعض الأسر التي تقوم بمزاولة “الوظيفة” من كبيرها إلى صغيرها, حيث أكدت القادري ضبط عدة حالات من هذا النوع وذكرت على سبيل المثال لا الحصر رجل يقوم بزج بناته السبعة في الشوارع لكسب المال وبعد أن حاولت الوزيرة مع الفريق المعني مساعدة العائلة وتلقف الحالة ومعالجتها رفض الأب واتهم الوزارة بمحاولة سلب أطفاله منه كونهم تحت السن القانوني فما كان من “الشؤون ” إلا تهديد الرجل باتهامه بالإتجار بالأطفال إن لم يمتنع عن سلب طفولة بناته, في وقت قام فريق الوزارة وبتوجيه من القادري بجولة إلى الحديقة المجاورة للمبنى والذي تقطنه 13 عائلة واضعين نصب أعينهم المساعدة وتقديم البدائل الأفضل وتوفير فرص العمل لكن محاولاتهم باءت بالفشل أمام 11 عائلة مقابل أسرتين لدى واحدة منهن حالة مرضية .
جهود الوزارة لم تتوقف عند هذا الحد, فبعد تأكيد القادري رصد مئات الحالات العام الماضي مازال العمل مستمر لاحتواء الظاهرة قدر الإمكان سواء بالتشبيك مع الجهات المعنية أو بالجولات الميدانية من شارع الثورة إلى حي التجارة مروراً بكل ما يعرض على شاشة التلفاز أو يصل لـ “الشؤون”, من جانب لم تنكر القادري ضعف القدرة على إيصال رغبة “الشؤون ” بالمساعدة بطريقة صحيحة فما زال البعض يتهرب من الفريق الجوال ويعتدي عليه في كثير من الأوقات إلى جانب اتهامه بالتحريض وفتح محاضر بحق أعضائه كما حدث في مخفر الميدان, إضافة لرفض التعاون مع الوزارة ممن يدر عليه التسول مبالغ كبيرة في نهاية كل نهار, أما اتهام الوزارة بسدل ستائرها للتهرب من مشاهدة الأطفال وكبار السن المنتشرين جانب “الوزارة الزرقاء” تقول القادري: أنا لا أتهرب من المسؤولية ولم أقل أن نتاج عملنا سيظهر الآن, نحن كوزارة معنية بالشأن الاجتماعي نجاحاتنا تكون لاحقة وأثرها غير مرهون بفترة قصيرة نحتاج لجسر نبني عليه بطريقة صحيحة وجهد مشترك نحاول أخذ دور المايسترو – تتابع القادري – أنا لا أغض النظر عن المتسولين لكن لا أحبذ الغبار الموجود على زجاج النوافذ وكوني امرأة – حسب القادري – عيني ترصد الغبار .
وبيّنت الوزيرة أن “الشؤون” واجهت خلال الأزمة ملفات لم تكن مألوفة ما أدى لانحراف البوصلة عن مسارها وترتيب الأولويات بناء على ما فرضته الحرب واليوم وبعد التفرغ للشأن الاجتماعي قامت الوزارة بوضع التسول تحت المجهر محاولة بذلك احتواء الحالة وإيجاد الحلول بعد وضع الأساسيات التي لابد منها للانطلاق بالعمل, مؤكدة حرص الحكومة على بتر الظاهرة من أساسها بالتعاون مع الجهات المعنية والجمعيات الأهلية , وعولت الوزيرة على الوعي المجتمعي الذي له دور كبير في التخفيف من انتشار المتسولين قدر الإمكان.
نجوى عيدة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]