لجنة مشتركة للوصول إلى مخرجات تدريسية تستطيع الانخراط في العملية التربوية

 

دمشق – الخبير السوري

لم يعد خافياً على أحد الهوة الحاصلة بين مخرجات كلية التربية وما يتطلبه الميدان التربوي، حيث يصطدم المعلم المؤهل من كلية التربية بالواقع في المدارس خاصة في ظل إصرار كلية التربية اعتماد المنهج السلوكي الذي يتضمن الحفظ والتلقين، علماً أن معايير مناهج وزارة التربية تنصب على تنمية المهارات واكتشاف المعلومة بما يسمى المنهج البنائي مما انعكس سلباً على الطالب  وذلك حسب رأي المختصين في التربية الذين أرجعوا سبب المشكلة إلى  شخصية المدرس أحياناً مع عدم امتلاك المرشد النفسي أو التربوي الخبرات الكافية لضبط سلوك الطالب، ولاسيما أن خريجي كلية التربية على الأغلب يدخلون العمل الميداني من دون مهارات أو خبرات. ورغم كل الورشات الماضية بين كلية التربية ووزارة التربية المتعلقة في هذا الموضوع، إلا أنها لم تفلح في ردم الفجوة واستمرار الخلل في بعض الكوادر التربوية ما دفع وزارة التربية من جديد بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتشكيل لجنة مشتركة كشف وزير التربية الدكتور هزوان الوز مهامها  بأنها تعمل على تحقيق التكامل والتنسيق بين منهاج كلية التربية اختصاص معلم صف مع مناهج وزارة التربية، منوهاً بالتعاون الملحوظ من قبل وزارة التعليم العالي للوصول إلى مخرجات تستطيع الانخراط في العملية التربوية بمشاركة اختصاصين من الوزارتين لوضع الضوابط والمعايير اللازمة.

ولفت وزير التربية إلى أن تطوير المناهج التربوية يجب أن يترافق بالتوازي مع العمل على ” تدريب وتطوير المدرسين الذين يمثلون حلقة الوصل مع الطلاب ”، علماً أن الدورات بهذا الشأن ستكون مدتها طويلة وتنطلق بداية الشهر الخامس، مؤكداً أهمية بناء مناهج وطنية متطوّرة تنسجم والمتغيرات العالمية في المجال التربوي، وتحقق أهداف التربية في تحسين حياة الناس وتلبية متطلباتهم، وتساعد المتعلمين على دخول سوق العمل؛ من خلال بناء القدرات وتحقيق أسس المواطنة التي تحقق بناء المواطن الصالح.

وأشار  وزير التربية إلى أنه روعي أثناء وضع المعايير الكفايات الوطنية التي تسعى المناهج التربوية إلى بلوغها، ومتطلبات المجتمع المحلي، والمتطلبات العالمية التي تحقق وصول المتعلم إلى مستويات معرفية ومهارية تنعكس مخرجاتها على تحسين الواقع المحلي من جهة وتحقّق متطلّبات المواطنة من جهة ثانية، موضحاً أنه تم اعتماد مبدأ التربية وفق مدخل المعايير من أجل استخدام تقييم موحد يهدف إلى تطوير تقويم التحصيل الدراسي وفقاً لمجموعة من معايير التعلم الخاصة بكل منهاج تربوي تعليمي، حيث أعدت معايير ومبدأ التكامل بين المواد الدراسية بدءاً من مرحلة رياض الأطفال حتى  نهاية التعليم ما قبل الجامعي.

وحول مستجدات عمل اللجنة  التي عقدت اجتماعها الأول حسب أفاد مدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الدكتور دارم طباع أن هناك ورشات عمل مع كل الاختصاصين من الكلية ووزارة التربية. إلا أننا استغربنا عندما اتصلنا برئيس قسم المناهج في كلية التربية الدكتور آصف يوسف الذي أكد أنه ليس لديه أي علم باللجنة ، مستهجناً عدم دعوته وخاصة أنه رئيس القسم المعني إضافة إلى أنه عمل سابقاً لأكثر من سبع سنوات في تطوير المناهج والمعايير مع وزارة التربية. لتوافقه الرأي  الاختصاصية في كلية التربية الدكتورة أسمهان جعفر  والتي أكدت  عدم علمها باللجنة، علماً أنها عملت في وزارة التربية سابقاً لسنوات على موضوع المناهج وطرائق التدريس، إلا أنها اعتبرت الخطوة إيجابية في حال الاستمرارية والمتابعة مع التطبيق الصحيح، موضحة أن المسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتنتهي في الجامعة. مطالبة بنشر ثقافة الوعي وإعادة بناء الإنسان من جديد مع تفعيل وجدية الدورات التدريبية للمختصين، وأن الحضور للاستفادة لا لمجرد إثبات وجود خوفاً من العقوبة.

علي حسون

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]