شبكة الطرق السورية على مفترق مجاهيل ..وطأة التمويل “حمولة زائدة” بانتظار تخفيف العبئ..

 

دمشق – الخبير السوري:

أبدى المعنيون في وزارة النقل والمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية تخوفهم من عدم رصد الموازنة العامة لمخصصاتهم السنوية والمقدرة بنحو 9 مليار ليرة لإقامة مشاريع وتجديد وصيانة الشبكة الطرقية، وبحسب رأي أحد مديري فروع المؤسسة فإن هذا التخوف مبني على  التلميحات التي أشهرها رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس أثناء لقاءه الأسرة الزراعية الشهر الفائت، حينما قال: “إن الحكومة على استعداد لاتخاذ قرار يضم اعتمادات المؤسسة العامة المواصلات الطرقية والبالغة أكثر من 9 مليارات إلى مشاريع وزارة الزراعة من اجل دعم المنتج الزراعي  والاستفادة من التمويل في تامين الغذاء للمواطن السوري”

مقبول

وزير النقل المهندس علي حمود أوضح أن واقع  الشبكة الطرقية والبالغ طولها 8089 كم بالمقبول رغم التعديات الكبيرة الحاصلة عليها نتيجة الظروف الراهنة،  مشيراً  إلى أهمية المحافظة على الشبكة الطرقية من خلال تأمين المستلزمات الأساسية والمواد الأولية لعمليات الرصف وغيرها، كاشفا عن القيمة المالية التقديرية لكامل الشبكة والتي تصل إلى 1.6 تريليون ليرة سورية، وفق الأسعار الرائجة حاليا، موضحا أن ما يميز الشبكة الطرقية بأن لديها بنى تحتية  قوية تخدم لعشرات السنوات، مشيراً إلى أهمية صيانة الشبكة الطرقية من أجل المحافظة الدائمة على حالتها الفنية وضمان حسن أدائها وتامين سلامة وراحة مستخدمي الطرق وزيادة العمر الافتراضي لها وبالتالي الحصول على عائد اقتصادي أكثر جدوى.

الهاجس الأول

مدير عام المؤسسة المهندس محمد المحمد أوضح  أن إبقاء الشبكة في حالة تشغيلية جيدة جدا هو الهاجس الأول لوزارة النقل ممثلة بالمؤسسة، لذلك فأن ظهور أيه عيوب أو شقوق في جسم الطرق يحتم المسارعة إلى صيانته فورا، مشيرا إلى أن العمر الافتراضي للطريق وفق الكودات العالمية  يصل إلى 20 – 25 عاما، متلازما مع إجراء صيانات دورية كل 5 سنوات، وبنسبة 20 % من طول الشبكة، نتيجة تعرض الشبكة الطرقية لحالات كثيرة من التعديات تؤدي بالمحصلة إلى تدهور حالتها التشغيلية والإنشائية مع تقادم العمر الافتراضي للطريق، حيث يكون هذا التدهور بطيئا في بداية عمر الطريق ثم يزداد باطراد مع زيادة العمر الافتراضي حتى يصل إلى حالة  غير المقبول.

بدائل

وبين المحمد أن الفترة التي يكون فيها الطريق بحالة “ممتازة – جيدة” تكون بدائل الصيانة الواجب إتباعها محصورة في الصيانة الدورية لإطالة عمر الطريق، وعند الوصول إلى حالة المقبول فلابد من إجراء صيانة علاجية أو جذرية، كإضافة طبقة من الإسفلت لإعادة الطريق إلى حالته وقت الإنشاء، لاسيما بأن أي تأخير للصيانة عند هذه الحالة سيؤدي إلى تدهور حالة الطريق بشكل سريع جدا يصل إلى خمسة أضعاف في حالة التدهور قبل المقبول سنويا، أو زيادة تكاليف الصيانة بشكل باهظ يصل إلى خمسة أضعاف التكلفة فيما لو لم تتم عملية الصيانة عند حالة المقبول.

أسعار جنونية

وأشار المحمد إلى أن الحصار الاقتصادي خلال سنوات الحرب أدى إلى ارتفاع أسعار الزفت السائل بشكل جنوني من 7500 ليرة الى 150 الف ليرة بمقدار 20 ضعفا، وكذلك ارتفاع قيمة المجبول الزفتي بمقدار 15 ضعفا، فكل ذلك اثر سلبا على الاطوال المصانة من الطرق نظرا للقيم العالية التي يجب رصدها. مبينا انه لو لم تتم الصيانة العلاجية خلال السنوات الماضية لانهارت الشبكة الطرقية واحتاجت إعادة إنشائها مبالغ هائلة، وانقطعت الطرق بين المحافظات. مشيرا إلى خلاصة مفادها بضرورة متابعة ومراقبة الطرق بشكل مستمر وإجراء الصيانات الدورية اللازمة له قبل الوصول إلى حالة التدهور الكامل وخروجه من الخدمة مما يتطلب إعادة إنشاءه من جديد بقيم مالية عالية جدا.

وبين المحمد أن تكلفة صيانة 1 كم من طريق مؤلف من حارتي مرور وبانكيت مزفت بعرض حوالي 12 م يبلغ حوالي 24 مليون ليرة سورية، أما تكلفة انشاء 1 كم وبنفس المواصفات فتبلغ حوالي 250 مليون ليرة وفق الاسعار الرائجة عدا عن انقطاع الطريق وما يترتب عليه من تاثيرات اقتصادية واجتماعية. مشيرا إلى الرؤى المستقبلية للعمل في تطوير الأداء ومدى الاستفادة منها في رفع وتيرة مشاريع المؤسسة، وضرورة تشكيل لجان عمل على مستوى المحافظات أو القطاعات من أجل إعداد دراسة متكاملة لشبكة الطرق والجسور البديلة لمواجهة الصعوبات، إضافة إلى دراسة ما يتعلق بحرم الطريق بالقرب من التجمعات السكنية والانتهاء من هذه الدراسة قريبا وتشكيل فريق عمل لدراسة موضوع الانهيارات في محافظة اللاذقية ومتابعة مشاريع المؤسسة لكونها مشاريع  حيويا ومهما.

وأوضح مدير عام المؤسسة أن الاعتمادات المرصودة لخطة العام 2016 بلغت 9 مليارات ليرة وهو رقم يعتبر جيدا بالنسبة للظروف الراهنة، مشيراً إلى متابعة تنفيذ المشاريع المباشر بها ضمن كتلة الاعتمادات المرصودة والبالغة نحو 2 مليار ليرة والتي تشمل تطوير وتعريض الطرق في المحافظات، إضافة إلى المتحلق الشمالي لمدينة اللاذقية، مبينا انه تم التعاقد على تنفيذ اعمال صيانة بقيمة 4.233 مليار ليرة من بداية العام لتاريخه وتشمل صيانة 22 طريقا موزعة في محافظات دمشق- حمص- طرطوس- اللاذقية- السويداء- حماة.

محمد زكريا

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]