شموع الفقراء..بقلم:معد عيسى


لاقى طرح تنويع مصادر الطاقة بين فيول وغاز وفحم حجري اعتراضا لدى البعض تارة لدواعي بيئية واخرى للجدوى الاقتصادية ولكن خلف كل اعتراض هناك اسئلة مشروعة يمكن طرحها.

عندما يعترض اصحاب الطرح البيئي فالاعتراض بالمبدأ طرح قانوني ومنطقي ولكن لماذا يجب على الدول الفقيرة ان تدفع ضريبة الدول الغنية ولماذا نكون ملكيين اكثر من الملك؟ الولايات المتحدة حاملة لواء البيئة تولد 49 % من الكهرباء من الفحم الحجري وروسيا المُصدّر العملاق للغاز كان يعتمد على الفحم الحجري بتوليد الكهرباء بنسبة 52 % قبل الازمة المالية العالمية وبعدها رفع النسبة الى اكثر من 65 % والغاز يستخدم للتحكم في فترات ذروة الطلب، وهكذا شأن معظم دول أوربا، ايضا عام 1973 كانت نسبة مساهمة الفحم الحجري في توليد الكهرباء 38.3 % على مستوى العالم ولكنها ارتفعت الى 40.6% عام 2012 فلماذا نجلد أنفسنا؟

أيضاً في الشق البيئي من قال إن تلوث الفيول اقل فالاخطار الناتجة عن حرق الفيول تماثل تلك الناتجة عن حرق الفحم الحجري وخصوصاً غازات الكربون والكبريت المحررة للعناصر الثقيلة.

اما فيما يخص الجدوى الاقتصادية، فحرق طن فيول يولد كهرباء تعادل حرق 2 طن فحم حجري ولكن سعر طن الفيول اليوم 350 دولاراً وطن الفحم الحجري 120 دولاراً أي انه يمكن ان نوفر 110 دولارات عن كل طن فيول اي قيمة طن فحم حجري فيما لو استخدمنا الفحم الحجري، ثم ان اهمية استخدام الفحم تتجلى في كثير من القضايا، فهو أرخص، سهولة استيراده، تخفيف الضغط على المشتقات الاخرى خاصة أن المصافي تركز انتاجها للمشتقات البيضاء مثل البنزين والمازوت على حساب الفيول.

في أوروبا الجهات التي تنتج الكهرباء النظيفة تتقاضى تعويضات من المنظمات البيئة فما الذي نتقاضاه نحن؟ ولماذا علينا ان ندفع ضريبة للشموع التي نشعلها؟ للبيئين عندنا نقول ايضا معدلات التلوث عندنا اعلى من أوروبا من دون فحم فهل حددتم الاسباب وأوجدتم الحلول؟

بالمحصلة نحن في حرب قاسية خياراتنا محدودة علينا ان نبحث عن حلول فلا احد يدفع ثمن الحرب وحصار دعاة البيئة سوى السوريين.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]