اخيرا تولد سورية الجديدة من رحم المعاناة
المخاض كان عسيرا ولكن المولود الجديد كان أكبر من جميع الآلام .
سوريا أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء ليس اقتصادها فقط بل إعادة دورها العربي والإقليمي و حتى العالمي …
لم يعد هناك حواجز أو قيود أو مخاوف لانسياب رؤوس الأموال من جميع بلدان العالم للمشاركة في مشاريع إعادة الاعمار و بناء اقتصاد سوري جديد يختلف عن أي مرحلة مر بها في تاريخه الحديث …
فرص الاستثمار أكثر من واعدة لأن اقتصادها ظل في موت سريري لأكثر من عقد من الزمن تراجعت فيه حميع المؤشرات والقيم و تضاءل ناتجه المحلي الإجمالي لأرقام هذيلة لا تتناسب ابدا مع الامكانيات المادية والبشرية السورية التي تنضح بها بلدنا الغالية. وأصبح الفارق التنموي والخدماتي مخجلا مع باقي دول العالم المشابهة لنا …
جميع الآثار المباشرة و غير المباشرة التي كانت تضغط على قطاعات الاقتصاد السوري الإنتاجية والخدمية يفترض أن تتلاشى مع رفع العقوبات ليحل محلها اثارا إيجابية مباشرة و غير مباشرة و فرص واعدة و قيم مضافة جديدة …
الاقتصاد السوري اليوم الثلاثاء ١٣ أيار ٢٠٢٥ ليس كما قبله و ساعات آلاف المستثمرين والشركات اعادة ضبطها على التوقيت السوري ..
البوصلة العالمية لم تعد تتوجه للشمال الجغرافي بل إلى سورية الجديدة المتجددة ..
السوري جدير أن يحيا حياة كريمة و معيشة لائقة و مستقبل واعد…
أمامنا فرصة تاريخية لترتيب أولويات البيت الاقتصادي السوري من ملفات وافكار ورؤى و مشاريع كبرى عظيمة . ..
إعادة البناء أصعب من البناء نفسه ولامكان اليوم لأي أخطاء أو توجهات ضعيفة او مترددة
طريق النهوض الاقتصادي واضح و معبد ولن يوجد بعد الآن طرق جانبية التفافية و مسارات احتكارية واجراءات معيقة و تشريعات هزيلة او معقدة.
المطلوب اليوم أمور عديدة و هامة و جديدة بالدراسة والتعمق..
– اعادة الاعتبار للزراعة السورية خزان الأمن الغذائي بعيدا عن قوانين ماسمي بالاصلاح الزراعي في حقبة الستينات الذي شتت الملكيات واضاع اقتصاديات الحجم الكبير وابعد الاستثمار الزراعي الكفؤ
– إعادة الاعتبار للصناعة السورية المعتمدة على أركان الكفاءة والتنافسية والميزات النسبية لتعود سورية كما كانت منذ فجر الاستقلال يابان الشرق ..
– إعادة الاعتبار للتجارة السورية استيرادا و تصديرا وتجارة عبور و مناطق حرة تضاعف القيم المضافة و تحقق التوازن المطلوب لميزاني التجارة والمدفوعات
– إعادة الاعتبار للخدمات السورية من معارض و مؤتمرات و تسويق وابتكار وتقانة و برمجيات لتعلن ريادة الفرد السوري
– إعادة الاعتبار لدخل المواطن السوري الذي تراجع في مرحلة سوداء لقيم هذيلة غير مسبوقة
– إعادة الاعتبار للحرف والمواهب والأفكار الملهمة ….
– إعادة الاعتبار لكل ماهو أصيل و متجدد و جميل في بلدي….
سوريا تستحق وأكثر ..
واقتصادها قادر و أكثر ..
وشعبها يستحق الأفضل وأكثر…