الإمكانات الراهنة للسكك الحديدية السورية عاجزة عن حمل طموحات تطوير القطاع..اعترافات محبطة

 

الخبير السوري:

ليس لدى المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في سوريا تصور واضح حول الجدول الزمني لعمليات ترميم الشبكة وصولاً إلى مرحلة التشغيل، ويبدو أن الاجتماعات مع مسؤولي السكك في تركيا لاتزال في طور المباحثات والدراسات الميدانية للاطلاع على واقع الشبكة ووضع تصورات مبدئية لوضع خطط الإنعاش..و قال مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية  أسامة حداد “إنّ المؤسسة لا تمتلك حالياً جدولاً زمنياً معتمداً لهذه المشاريع لعدم إقرار الدراسة المبدئية بعد، ويمكن القول إنه عند اعتماد تنفيذ خطوط الربط الشمالية بطول 225 كم، ستستغرق المراحل الإنشائية والتشغيلية التي تشمل إنشاء وصيانة البنى التحتية والأنفاق والجسور والعبّارات نحو عامين تقريباً”.

وتابع ” التركيز خلال المرحلة الراهنة ينصبُّ على إعادة تفعيل الخطوط القائمة أو التي سبق دراستها، والمتضررة بشكل كبير لما لها من جدوى اقتصادية وتعزيز لربط سوريا مع دول الجوار، وفي المدى المتوسط سيتم طرح ودراسة مشاريع تطويرية تشمل إصلاح السكة وزيادة طولها لتعزيز التنافسية والروابط الإقليمية”.

ويرى حداد أنّ المشروع ذو أهمية إستراتيجية في ظل التوجه نحو إعادة تنشيط الحركة التجارية والسياحية، ليس فقط بين سوريا وتركيا، بل أيضاً مع دول الجوار، في وقت تعاني فيه المنطقة تحديات اقتصادية معقدة، ويعوّل الجانبان على إعادة تشغيل هذا الخط كمحور لتعزيز التبادل والتواصل، واستعادة أواصر الصلة التي كانت تربط الشعبين لعقود طويلة قبل أن تنقطع مع بداية الثورة السورية عام 2011.

تتوزّع في مناطق الشمال السوري شبكة السكك الحديدة في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا، ففي اخترين بريف حلب تبدو المحطة الواقعة على الأطراف الجنوبية الغربية من المدينة في حالة يرثى لها، والبناء المتبقي يحتاج إلى عمليات ترميم وإعادة تأهيل، أما سكة الحديد التي تخترق أحياء المدينة فلا وجود لها إطلاقاً، والحال ذاته في مدينة تل رفعت التي يقطعها خط سكة الحديد القادم من حلب نحو الشمال، أيضاً لا وجود للسكة، لا قضبان حديدية ولا عوارض بيتونية، ما هو متبقٍ بالفعل آثار للسكة.

وكان النقل بالقطارات يشكل النسبة الأكبر من عمليات النقل والشحن في المنطقة الحرة بحلب، والتي تقع على مقربة من قرية الأحداث وسجن حلب المركزي شمال حلب، المنطقة الحرة اليوم شبه مدمرة، ومحطة قطار الشحن الملاصقة للمنطقة طالها قصف جوي سابق لقوات النظام البائد، الذي حوّلها إلى كومة ركام، وتحتاج إلى عمليات ترميم كلية، أما سكة الحديد فقد تعرضت للسرقة بشكل كامل، ولا وجود إلّا لبقايا قاطرات شحن محطمة.

أما خطوط سكة الحديد الخارجة من حلب نحو الساحل، ومن حلب نحو دمشق مروراً بمحطة سنجار شرق إدلب، فحالها كحال خطوط السكة في الشمال، ففي الفترة بين العامين 2016 و2017 تعرضت أجزاء واسعة لسكة الحديد حلب- دمشق للسرقة والتخريب على يد ميليشيات النظام البائد، ، والخط الخارج من حلب باتجاه الساحل خرجت أجزاء واسعة منه عن الخدمة بعدما سرقت السكة، وبيعت (طوناج) لمعامل صهر الحديد، أو استخدمت في عمليات التحصين.

[ جديد الخبير ]