مسؤول زراعي سوري يحذّر من تسرّب الكربون  المحتبس في التربة

 

الخبير السوري:

حذّر مدير إدارة الموارد الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية لسورية الدكتور منهل الزعبي، من خطورة تدهور الأراضي نتيجة التغير المناخي وتسرب الكربون المحتجز في التربة الذي نخسره كمادة أساسية يجهلها الكثيرون بمن فيهم أهل العلم، حيث ينتقل من التربة إلى الجو بسبب ارتفاع درجات الحرارة والممارسات الزراعية الخاطئة، ما يؤدي إلى فقدان مخزون الكربون الجزائي للأرض والذي لا يعوض مخزونه لمئات السنين، مبيناً في تصريح نقلته صحيفة الحريّة ” حسام قره باش”،  متابعة العمل على هذا الموضوع الهام وإنجاز خريطة للكربون في سوريا واعتمادها من قبل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في إيطاليا بشكل عام، وعالمي ومحاولة توجيه كل الأعمال إلى حجز هذا الكربون والتمسك به وعدم انطلاقه وإغنائه.

 وأشار الزعبي إلى ممارسات زراعية خاطئة كما شاهد في أحد مناطق حلب، حيث يزرعون دورة زراعية قمح ثم ذرة ثم قمح ثم ذرة، وهذا برأيه مجهد للتربة ودون أي إضافات عضوية لإغنائها، وبالتالي يعد الأمر قاتلاً للأرض وينتج عنه فك حجز الكربون وانبعاثه للجو وخسارته.

ووفقاً للزعبي فإن حل المشكلة يكون باتباع ممارسات زراعية صحيحة وإغناء الأرض بالمخلفات العضوية كالكومبوست أو السماد العضوي وإغنائها بدورة زراعية سليمة لوقف تدهور هذا الكربون وتسربه للجو.

كما نوَّه الزعبي بأن أغلب الأبحاث نُفِذت على أرض الواقع، إنما تحتاج للتوسع فيها، حيث جرى إنتاج أصناف مقاومة للجفاف في بحوث المحاصيل وحالياً تزرع هذه الأصناف مثل صنف دوما 6 ودوما 1 في كل المحافظات وتم تسليمها لمؤسسة إكثار البذار، ورغم أنها مناسبة كثيراً للمناطق الجافة إلا أنها بحاجة إلى الري التكميلي في كل مناطق الاستقرار الثانية بسبب الجفاف الحاصل هذا العام.

وركز على تقنية التسوية بالليزر وتنفيذها حالياً على حقول الفلاحين في حلب على مساحة 200 هيكتار وفي حماه 100 هيكتار وفي الغوطة 130 هيكتاراً ويجري حالياً متابعة الخطة على تطبيق هذه التقنية على 100 هيكتار في منطقة الغاب مع وجود إقبال كبير من الفلاحين على هذه التقنية، كاشفاً عن تقنية جديدة ابتكرت من سنتين وهي “الري السطحي المطور” وتنفيذها على حقول المزارعين في حلب وتمويل تنفيذها في غوطة دمشق من قبل الفاو وحالياً ستنفذ هذه التقنية في إدلب على محصول القطن.

وفي السياق ذاته، لفت الزعبي إلى تنفيذ تقنية حصاد مياه الأمطار المنفذة مسبقاً والتي تنفذ حالياً على حقول الفلاحين في حمص وحماه على مساحة 1800 هيكتار بتمويل من الفاو، إذ إنها توفر المياه لسقاية الأشجار وخاصة الزيتون والفستق الحلبي وتؤدي لزيادة الإنتاج كثيراً وتحجز مياه الأمطار وتثبت التربة من الانجراف وخاصة في الأراضي المائلة والزراعات البعلية.

وقال مدير إدارة الموارد الطبيعية: نفذنا أيضاً تقنية الزراعة الحافظة في عدة مناطق كالسلمية وحماة واللاذقية في حقول التفاح والزيتون وكانت النتائج ممتازة وتبناها الفلاح لكونها توفر أجور الفلاحات الغالية وتزيد من إنتاجية الشجرة.

[ جديد الخبير ]