حلقة إنقاذ وطني رشيقة…خبير اقتصادي يذكر بخيار حتمي تعسف به السابقون

كتب د. عامر خربوطلي- الخبير السوري:
تعتبر البرجوازية الوطنية السورية قائدة بناء سورية الحديثة بعد الاستقلال وساهمت في تشييد قاعدة صناعة مهمة آنذاك أدت لإحداث معدلات نمو اقتصادية حقيقية غير مسبوقة تجاوزت ال 7% دون أي معدلات تضخم وهي من أعلى المعدلات في تاريخ سورية الحديث.
إن قدرة البرجوازية على الفعل الإيجابي ارتبطت دوماً ببناء دولة تحترم قواعد السوق تحت مظلة الحرية الاقتصادية والسياسية وهذه الأجواء هي التي أتاحت لهذه البرجوازية أن تلعب أدواراً مهمة فيما سبق إلا أن جاءت مرحلة الستينات لتقضي عليها بالضربة القاضية.
وقد تحسنت أوضاع الاقتصاد في فترة الخمسينات وتحولت فئات من الطبقة الفقيرة إلى متوسطة مع تحديث أساليب الزراعة مما أدى لتراكم الثروة في الريف والمدينة وتحولت هذه الأموال إلى الصناعة والتجارة وتحولت الورش الصغيرة إلى مصانع وبعضها إلى شركات مساهمة معتبرة وبخاصة في المجال النسيجي والغذائي الذي تمتلك فيها سورية ميزات نسبية متفوقة.
إلى أن جاء التأميم الأول والمصادرة في الثاني وتم القضاء على أهم مرتكز للنمو الاقتصادي وهو البرجوازية الوطنية.
ورغم التشوية الذي قادته الماركسية والاشتراكية للهجوم على البرجوازية واعتبارها طبقة مستغلة غير منتجة فإن التعريف الحقيقي للبرجوازية تتمثل بالطبقة الوسطى التي تمثل الحرفيين والمهنيين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة وهي تختلف عن الطبقة الارستقراطية التي تمتلك الامتيازات التي تؤهلها للحكم والفرق بينها وبين البرجوازية كون الأخيرة تهتم برؤوس الأموال ووسائل الإنتاج بينما الأولى تهتم بالامتيازات.
سورية الجديدة المتجددة الحرّة اقتصادياً بحاجة لإعادة استحضار الطبقة البرجوازية الوطنية من جديد في جميع أنحاء الجغرافيا السورية لتقوم من جديد ببناء الورشات والمصانع والشركات التجارية والخدمية، أي أن تكون الحاضرة الأساسية لعملية النهوض الاقتصادي الجديد وإعادة الأعمار لتعود سورية أقوى مما كانت.

دمشق 29-1-2025

العيادة الاقتصادية السورية

[ جديد الخبير ]