فطوال الأيام الماضية تم التركيز على دعوة الناس للتسجيل على مازوت التدفئة , وقالت الجهات المعنية أنّ بداية التوزيع ستكون من المناطق الباردة .. ” توزيع 50 لتر مدعوم لتدفئة أسرة في منطقة باردة ” ..
في الحقيقية لانعرف كيف يبنون تبريراتهم وطريقة خطابهم للناس , وهم في حقيقية الأمر لديهم هدف واحد “المبالغ التي سيتم توفيرها من جراء رفع أسعار المواد المدعومة ” التي تعاني البلاد من نقص واضح فيها في حالة المازوت ” لنكتشف أن كثرة التصريحات في الايام الأخيرة عن فتح باب التسجيل على المازوت اعتبارا من شهر تشرين الحالي ليست إلا مقدمة لرفع اسعار مازوت التدفئة ” مع التأكيد على أنّ أحداً لا يعلم متى سيتم توزيع المادة ” ..
المهم تم رفع سعر المازوت وحققت الخزينة وفراً يُقدر ب 600 مليار ليرة دفعة واحدة
بالأمس لاحظنا تكثيف لنشر اعلامي منفصل لمن يستحقون الدعم دون ربطه بقرار رفع سعر مازوت التدفئة 150 % .. وهناك صفحات نشرت واجهة الكترونية للدعم النقدي وكيفية التسجيل عليه , ونحن كلنا لانعرف أيُّ دعم نقدي سيكفي للأيام الباردة التي تنتظر السوريين ..ولانعرف اذا كانت الحكومة غيرت مسار الدعم النقدي من الخبز لتكون البداية من المازوت ..
وضوحا فإنّ كل الاسئلة التي تحتاج الى جواب لاتُطرح وغير قابلة للتداول ..
ما تم تقديمه للرأي العام حول موجبات قرار رفع سعر مازوت دفء الناس هو : أن القرار جاء كتعبير مباشر للحديث الذي أطلقته الحكومة حول استثمار الموارد بالشكل الامثل . ولاندري اذا كان رفع سعر المازوت بمقدار 150 % هو الواقعية التي ستعمل عليها الحكومة ..
يُقول الكتاب الذي حمل توصية رفع سعر المازوت ” أنه وفي إطار متابعة الواقع الاقتصادي وبهدف الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة، وحسن إدارتها بكفاءة وفاعلية، وفي ظل محدوديتها ولاسيما المشتقات النفطية ولضمان توفيرها للمواطنين، قام مجلس الوزراء بالموافقة في جلسته الأخيرة وفي ضوء مبررات وزير النفط ومداولات الوزراء على هذا التعديل “
يظهر مما ورد في الكتاب أنّ هذا القرار ليس حديثا وبدأ النقاش والاعداد له من الحكومة الماضية التي ارتأت أن تتركه للحكومة الجديدة لتنطلق به ..
الآن الأسئلة التي تستوجب إجابات
– هل هناك سيطرة على وفرة المادة بالشكل الذي يكفي توزيعها على الناس مدعومة ب 5000 ليرة او بالسعر الحر على اعتبار ان 50 لتر لاتكفي لمنخفض واحد بمعنى هل هناك وفرة كافية بالمادة ؟
– هل رفع سعر المازوت يأتي في سياق التحول للبدل النقدي .. وهل البدل النقدي نفسه هل سيكون قادراً على شراء مازوت حر
– هل هناك تقدير من الجهات المعنية لحجم معاناة الناس مع مازوت دفء أولادهم وكم يكلف البلاد عملية البحث عن البديل خاصة في غابات واشجار البلاد
– هل تم إجراء المقاربات بالشكل الذي تبدو فيه إدارة الملف في سياق حالة شمولية لوضع الناس ” المعترين ” أم أن من معه المال هو الذي سيحصل على الدفء فقط
– يأتي كل هذا مع أزمة نقل حادة تعاني منها البلاد نتيجة نقص في المازوت وإخضاع وسائل النقل العمومية لحالة من التقنين جعلت الحصول على لتر المازوت من السوق الاسوداء يحتاج الى 30 الف ليرة
هامش : وفقاً للتعديل الجديد فقد أصحبت مخصصات العائلة من مازوت التدفئة المدعوم المقدرة بـ50 ليتر سنوياً، تكلفها 250 ألف ليرة سورية بعد أن كانت 100 ألف ليرة، في حين تدفع العائلة المستبعدة من الدعم ثمن مخصصاتها 535750 ليرة، ليصبح الدعم المقدر للبطاقة بعد رفع السعر نحو 285750 ليرة للعائلة.
هامش 2 : وفقاً لأخر نشرة صادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المحددة لسعر ليتر المازوت بـ 10715 ليرة، فإن الدعم المقدر كان يصل إلى حوالي 1743 مليار ليرة، وبعد الرفع وفقاً لسعر النشرة يصبح الدعم المقدر لمادة مازوت التدفئة سنوياً نحو 1.143 مليار ليرة .
أخيراً : هذه أيام حرب .. من الأفضل صياغة قرارتكم بناء عليها ؟