بعد أبو شحود .. هل يستطيع المصرف الزراعي تجسيد شعاره كمصرف ريفي تنموي شامل .؟؟

 

كتب مرشد ملوك :

في اجتماع الهيئة العامة السنوي لمؤسسة ضمان مخاطر القروض والمكون من كافة المصارف العامة وبعض المصارف الخاصة ، كمؤسسات مصرفية مساهمة في مؤسسة الضمان هذه، “مؤسسة ضمان المخاطر” التي شقت طريقها الى العمل المصرفي السوري كضامن وكفيل لقروض النشاطات الزراعية والصناعية والتجارية والخدمية وصولا الى الطاقات المتجددة .

في مؤسسة الضمان

في الاجتماع المذكور جلس مدراء المصارف العامة الحاضرين .. مدير عام مصرف التوفير رغد معصب ومدير عام المصرف الصناعي وجيه بيطار الى جانب مدير عام المصرف الزراعي الجديد الدكتور احمد الزهري ، وبطبيعة الحال أدار الجلسة مدير عام المصرف التجاري السوري الدكتور على يوسف ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ضمان مخاطر القروض.

إدارة جديدة

في هذا الوقت أعلنت رئاسة مجلس الوزراء، ومن ثم  تداولت وسائل الاعلام عبر صفحاتها على “الفيس بوك” خبر تعيين الدكتور أحمد الزهري مديرا عاما للمصرف الزراعي، وهو من كان يشغل معاون مدير عام المصرف الزراعي في وقت وجود المدير العام السابق المرحوم  إبراهيم زيدان المشهور “أبو شحود” ، ولكفاية المعلومة فقد شغل مدير عام المصرف الجديد ” الدكتور الزهري” مديرا للرقابة الداخلية في الإدارة العامة للمصرف الزراعي لفترة طويلة .

عتبة جديدة

وفق كل المعايير الإدارية والمصرفية من الضرورة القول أن المصرف الزراعي على عتبة عمل جديدة من الضرورة أن تبدأ بمشروع عمل يتم الإعلان عنه اليوم، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمرعلى البلاد ، في وقت اصبح القوت اليومي والأمن الغذائي من أصعب مكونات سلة المستهلك السوري ، ولن يكون الحل الا بعودة التوازن والنمو الى الإنتاج الزراعي ، الذي أفقدته الحرب ميزاته وهنا فالتمويل الزراعي وضخ المال في مكانه الصحيح بالزراعة من العوامل الحاسمة في نمو هذا القطاع .

الشمولية المصرفية

لنعود سوية الى فترة ما قبل الحرب وبالتحديد الى العام 2006 عندما دخلت المصارف العامة بتوجه ما يسمى الشمولية المصرفية وبناء عليه عدلت كل المصارف العامة مراسيم احداثها بمتابعة مباشرة من وزير المالية الأسبق الدكتور محمد الحسين ، في هذه الاثناء تحول المصرف الزراعي الى مايسمى “المصرف الريفي الشامل ” أي المصرف الذي يقدم كل الخدمات المصرفية التي يحتاجها أبناء الريف سواء ماله علاقة بتمويل مستلزمات الإنتاج الزراعي ، أو تمويل الآليات الزراعية ، وتمويل كل ماله علاقة بالنشاط  والتنمية الريفية بالمطلق حتى ولو كان بناء مدرسة خاصة .

أبو شحود

في الفترة مابين العام 2006 ولغاية العام 2010 أدار المصرف الزراعي بعقلية محاسبية دقيقة مدير عام المصرف الأسبق فيصل قاسم ، وبعد انتهاء خدمة هذا الرجل استلم “سدة الإدارة” في المصرف الزراعي المرحوم إبراهيم زيدان المشهور والمعروف في الوسطين الزراعي والمصرفي وحتى في وسط صناعة واستيراد الأسمدة ” أبو شحود” وأوردت هذا اللقب لأن اسم المصرف الزراعي بكل وزنه وتوسعه وامبرطوريته ارتبط باسم “أبو شحود” رحمه الله ، وهو القادم من إدارة فرع حماة والذي فيه تم تطبيق “تيست” نظرية “المصرف الزراعي الريفي التنموي الشامل”

من حماة الى دمشق

كما اسلفت اليكم وبناء على معيار جبهات العمل الكبيرة والمتنوعة للعمل الزراعي بحماة استلم “أبو شحود” إدارة المصرف الزارعي والذي بقي في ادارته أكثر من عشر سنوات،  من العام 2010 حتى احالته الى التقاعد قبل عدة اشهر من الآن – رحمه الله-  ، وللأمانة والتاريخ التقيت بالمرحوم مصادفة  – آخر لقاء –  في مكتب رئيس اتحاد غرف الزراعة المهندس محمد كشتو،  قال وقتها بأنه لا يتذكر نفسه الا في مهام الإدارة من حماة الى دمشق .
أيها السادة ربما لا تكفي هذه المقاربة الإعلامية أن أدخل بتفاصيل التمويل الزراعي الذي سبق وان تناولته وتناوله الاعلام بأكثر من مناسبة وعن  حالات الخلل والتمويل .. !!

تحديات كبيرة

لكن الفرصة والهدف اليوم ان المصرف الزراعي– بعد تعيين المدير العام الجديد – الدكتور احمد الزهري هو أمام تحديات كبيرة على المستوى الداخلي تتمثل بالحوافز المالية للعاملين وتحديات الاتمتة وتطوير الأنظمة المصرفية المعمول بها بالمصرف لتلبية الحاجات المتزايدة للتمويل الزراعي ، وتحديات داخلية كبيرة يعرفها كل من يعمل بالمصرف  .

تحدي التمويل

على المستوى الثاني فالادارة الجديدة للمصرف الزراعي أمام تحديات التمويل الزراعي الحقيقي وفي كافة المناطق السورية للزراعة بشقيها الزراعي والحيواني ، وأمام تحديات تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وأهمها السماد الذي لو اردنا الدخول في تفاصيله لاحتجنا الى قصص ألف ليلة وليلة ، وكذلك مستلزمات الإنتاج الزراعي كاملة مثل الأدوية الزراعية وغيرها الكثير .

وهو المصرف السوري الوحيد الذي يملك مديرية تجارية مسموح لها التعامل المباشر بالمستلزمات وتقديمها كقروض ، وقد أعطى المشرع المصرف تاريخيا هذه الميزة من خصوصية دعم القطاع الزراعي .

دخول منافسين

وللعلم فان المعلومات تؤكد على مصرف سوري  يستعد للدخول الى التمويل الزراعي بشقيه الزراعي والحيواني ، وهذا من شانه أن يحرج المصرف الزراعي التعاوني .
وعلى ذكر القوانين والتشريع فأن اكثر مصرف سوري حظي بالدعم بتأجيل القروض والاعفاء من الفوائد العقدية وغرامات التأخير وجدولة الديون هو المصرف الزراعي .. وهذ توجه حكومي سوري عالي المسؤولية و يحتاج الى أبحاث كبيرة  للاحاطة به .  من الضرورة الإشارة الى المصرف الزراعي هو ذراع حكومية واسعة الانتشار في كل بلدة سورية ، لذلك تقع على كاهله سنويا تسليم قيم محصول القمح للفلاحين ، ويتحمل عبىء دفع هذه المستحقات على الرغم من ديون الفلاحين للمصرف .

يخدم .. ويحتاج الجميع

في الخلاصة ودون الدخول بالتناقضات فان المصرف الزراعي يحتاج الى دعم كل سوري .. ويحتاج الى الدعم والمؤازرة من أول سلم الإدارة الحكومية بدء من المحافظين ومن وزارة المالية التابعة المصارف إداريا اليها ومن المصرف المركزي ، ومن وزارة الزراعة،  ومن إدارة السلطة التنفيذية في رئاسة مجلس الوزراء ..
اذا كنا بالفعل جادين في دعم القطاع الزراعي .. هنا نتحدث عن دعم مالي لهذا القطاع المنهار عبر قروض حقيقية تلبي حاجات الزراعة السورية ، والحديث عن دعم قطاع الزيتون اليوم كمثال يكفي للدلالة على القطاع الزراعي برمته . وال فأن ادبيات هذا الدعم والمحفزات مجرد شعارات لا اكثر .

الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]