فوز مشروع إحياء نهر بردى في مسابقة المشاريع البحثية لجامعة لاسبينزا أعرق الجامعات في العالم

الخبير السوري:

أن تفوز بالمركز الأول بين 42 بحثاً، في مسابقة المشاريع البحثية حول العالم الذي تقيمه جامعة لاسبينزا، وهي من أعرق الجامعات الإيطالية ومن الجامعات الأولى في العالم، يعدّ إنجازاً سورياً لجامعة دمشق وللمعهد العالي للتخطيط الإقليمي، الذي تبنّى المشروع البحثي ” إعادة إحياء نهر بردى”

لا تقف المسألة عند الفوز بالمركز الأول بين عدد الأبحاث الكلية التي وصلت في المسابقة إلى 283 مشروعاً بحثياً، كما تشير نائب عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي مدير مخبر مشروع بردى الدكتورة غادة بلال في حديثها لـ”تشرين” عن الإنجاز المتحقق، بل لا يشاركه أحد في الصدارة، من بقية المشاريع، التي تخضع للاشتراطات، وتعطى نقاطاً لتمويلها.

  • مديرة المشروع: تكريماً للبحث.. مِنح دراسية لطلابنا ومخبر مماثل في لاسبينزا

وترى الدكتورة بلال أن المشروع رائد، لأنه لأول مرة يقدم مشروعاً وطنياً للتنفيذ، كانت بدايته في الأساس مشروعاً بحثياً في جامعة دمشق، فتحول إلى مشروع تنفيذي على المستوى الوطني.

ما لفت أنظار الخبراء الإيطاليين والهنديين، لهذا النوع من العمل البحثي المنجز، في ظل ظروف الحرب التي مرت على سورية، ولم تتوقف عن العمل في الشأن البيئي الحيوي، وتقوم بتنفيذه، كدولة حضارية ومتابعة للأمور العلمية ومواكبة لها.

مخبر مماثل لبردى في لاسبينزا

وتكريماً لهذا النجاح كما تشير الدكتورة بلال ستقام ورشة عمل في جامعة لاسبينزا للتعريف بالمشروع، وإطلاق مشروع مخبر بحثي مماثل هناك، كمخبر بردى البحثي في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي، لتدريب وتأهيل الطلاب الباحثين في مشروع إحياء بردى، لطلاب الماجستير والدكتوراه.

  • المشروع رائد لأنه تحول من بحثي إلى تنفيذي

وتتولى الدكتورة بلال بصفتها مديرة للمشروع، إلى جانب الأساتذة في قسم التخطيط العمراني والحضري في جامعة لاسبينزا، الإشراف المشترك على هؤلاء الطلاب، بعد أن جرى تبادل المعلومات والبيانات لتحقيق ذلك، بغية تأهيل وتدريب الباحثين الدوليين الطلاب والمختصين بالمشروع.

منح مدفوعة الثمن لطلابنا

تضيف مديرة المشروع الدكتورة بلال: كان من نتائج الاتفاقيات العلمية التي عقدت مع جامعات بيسكارا وكامبانيا ولاسبينزا حصولنا على منح دراسية مدفوعة الثمن، مخصصة لطلاب الدراسات العليا، وأيضاً طلاب السنوات الدراسية الأولى بالمشاركة من جامعة لاسبينزا.

مراحل الفوز بالجائزة

وتشرح الدكتورة بلال مراحل الفوز بالمركز الأول، كيف بدأت حين فاز المشروع البحثي بداية من قبل الهيئة العليا للبحث العلمي في وزارة التعليم العالي، وحصل على التمويل من قبلها، لتوفير البنية البحثية اللازمة لدعم المشروع وتأمين التجهيزات البحثية، ولدعم طلاب الماجستير والدكتوراه، وكان عددهم 12 طالباً، فتم إنشاء محطة معالجة تجريبية في كلية الزراعة بجامعة دمشق، كما أجرينا عدة اتفاقيات مع عدة جهات منها كلية الزراعة في جامعة دمشق ومنظمة أكساد، وعدد من الجامعات الإيطالية، منها لاسبينزا وبيسكارا وكامبانيا، ومع المحمية الطبيعية لمايلا التي يرأسها أستاذ جامعي في جامعة بيسكارا، ومع جامعة دمشق للتشاركية في هذا المشروع البحثي والحيوي لدمشق، وأيضاً مع محافظة دمشق التي بدأت مباشرة بتحويله لمشروع تنفيذي لإحياء النهر.

مكب وتشوه بصري

وترجع مديرة المشروع لخمس سنوات منصرمة، حين اعتمد المعهد مشروع إحياء بردى كمشروع بحثي، يعتمد على محاور عدة تتكامل مع بعضها، وكانت الأحاديث تدور عن رفع الصرف الصحي، ما يعني شبكات الصرف الصحي ومصبات الصرف الصحي، التي لوثت مياه بردى السطحية وحتى الجوف المائي، فكانت الدراسات تستحق ذلك، على مستوى الصرف الصحي ومياه الشرب، وموضوع الزراعات والتنوع الحيوي والذي ضاع بشكل كلي، عدا عن التعديات العمرانية الدائمة على حرم النهر من المنبع حتى المصب، والنفايات الصلبة، ورمي القمامة، وكثير من النفايات، فأصبح النهر مكباً لها بكل أنواعها، إضافة إلى التشوه البصري، وآخرها تبليط المجرى، فتحول إلى قناة بيتونية مكشوفة، ولا نرى أي معلم من معالم الطبيعة للنهر، سواء الأكتاف البيتونية المبلطة، أو غيرها.

  • تحوّل إلى مكب للنفايات الصلبة ورمي القمامة عدا التشوه البصري بتبليط المجرى

كان الهدف هو إدارة متكاملة لهذا المورد المائي، لأنه شريط الحياة في مدينة دمشق، الذي وصل إلى مرحلة لا يحسد عليها.

إضافة إلى التلوث بالروائح والانبعاثات بسبب الصرف الصحي، وتشويه مناطق مهمة وجميلة في مدينة دمشق وانتشار القوارض.

مجمل تلك الأسباب كانت دافعاً لنا كباحثين باختصاصنا الهندسة البيئية للعمل على هذا المحور، لإنجاز مشروع متكامل لإحياء النهر، خاصة أنه عنصر حيوي ومورد طبيعي، وأحد عناصر التراث الثقافي اللامادي، ومعلم تراثي وتاريخي مهم لمدينة دمشق، منذ بدء الحياة فيها.

تنفيذ محافظة دمشق

تقوم محافظة دمشق كما تشير إلى ذلك الدكتورة بلال بالتنفيذ بعد وضع دفتر الشروط، الذي قدمت فيه الدراسة للمرحلة الأولى، وتبدأ من الحدود الإدارية لمدينة دمشق، بعد استدراك تنفيذ محطة الهامة وجمرايا، لكي تدخل المياه لنهر بردى معافاة ونظيفة من الصرف الصحي، واستخدام نظام المعالجة المتكاملة بكل المحاور، من الربوة إلى محطة الهامة مروراً بجسر الوزان، وأطلقنا عليها المرحلة الأولى للمباشرة من قبل المحافظة بالتنفيذ، ريثما نسلم كامل المشروع الذي هو الحدود الإدارية عند المتحلق الجنوبي لمدينة دمشق بتغطية كل الدراسات لكامل فروع النهر.

المحافظة تسعى بشكل دؤوب إلى البدء بعملية تعافي النهر والتنفيذ للمشروع، الذي يعدّ من الأولويات، بسبب الحاجة الملحة للشأن الصحي والبيئي، خاصة مع انتشار الأمراض، والروائح والقوارض والواقع العمراني السيئ المحيط والمخالف بالنهر، وتلوث المنبع والمياه الجوفية والآبار وتدهور واقع الغوطة الشرقية، وبحيرة العتيبة التي تلاشت تماماً..تشرين

أيمن فلحوط

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]