٩ مشروعات استثمار نفطي جديدة…وزير النفط يبشّر.. ومعاون وزير الكهرباء يلفت إلى فرص الاستثمار في الطاقات المتجددة

الخبير السوري:

كشف وزير النفط والثروة المعدنية  الدكتور فراس قدور في عن وجود أن هناك ٩ فرص استثمارية مطروحة حتى في مكتب الاستثمار في مجال البازلت والإسفلت والرمل الكوارتزي وكلها تقع ضمن نطاق القوانين السورية للاستثمار.

وأكد قدور وفقاً لصحيفة تشرين، على هامش ورشة عمل تخصصية أقامتها المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بالتعاون مع الجمعية الجيولوجية السورية للتعريف بالخامات الصناعية، أن هناك توافق مع العديد من الدول العربية والصديقة بهدف التعاون ولا تزال كل الفرص قيد البحث.

وخلال الورشة استهل الحديث مدير عام المؤسسة العامة للجيولوجيا ورئيس مجلس إدارة الجمعية الجيولوجية السورية سمير الأسد بالتعريف عن بعض خامات الصناعة والثروات الباطنية التي تمتلكها سورية والتي تؤهلها بقوة للبناء والإنشاء والصناعة متنوعة بمكانها الجغرافي وخصائصها الفيزيائية والكيميائية مما يعطيها أهمية اقتصادية متفاوتة.

وأوضح الأسد أن وجود أكثر من ٢١ خام هو رقم مهم على صعيد الاقتصاد الوطني وكل خام موجود يعني عشرات الاستخدامات وألوف من المستخدمين وملايين من المستفيدين وإليه يعود الفضل في كل الحضارة والبناء العمراني والاقتصادي الذي نشهده.

ولعل وفرة هذه الخامات جعل قيمتها أقل مما يجب أن تكون عليه، كما يؤكد الأسد، على عكس بعض الدول المجاورة لنا مثل الكويت والبحرين والتي تضطر لاستيراد المواد الأساسية للبناء والإنشاء.

وكشف الأسد عن وجود ما يقارب ٥٠٠٠ جيولوجي من حملة الشهادات العليا يعملون في مختلف القطاعات الانشائية والتعليمية ويقع على عاتقهم تمثيل مهام جمة مثل التنقيب عن مصادر الطاقة كالنفط والغاز واستخراجها للاستهلاك المحلي والتصدير اضافة إلى استكشاف الخامات المعدنية واللامعدنية وخامات الصناعة ومواد البناء واستغلالها والتحري عن مصادر الثروة المائية واستثمارها للشرب والري والصناعة يضاف إليها تمكين التحريات الجيوهندسية لخدمة القطاعات الانشائية وإجراء المسوح والدراسات الجيولوجية لرصد حالات تلوث المياه والتربة وتمثيل أعمال الرصد الزلزالي والبحوث الزلزالية لوضع خرائط تطويق نطاقات الزلازل المحتملة في سورية.

وأما في المرحلة الجديدة من إعادة الإعمار فيشير الأسد إلى ان الأمر يتطلب حشد كافة الموارد والمواد الأولية وتحديث الدراسات التي وضعت في السنوات الماضية وقد وضع قسم منها في الاستثمار والقسم الآخر ينتظر استثماره ليحقق ديمومة واستمراية في رفد الاقتصاد الوطني للتماشي مع ابوضع الحالي من حيث القيمة والنوعية والتفكير الجدي برفد السوق المحلية بهذه المواد. وقد قامت المؤسسة بدراسات لاستثمار العديد من الثروات والعديد لم يستثمر بعد و كثير من الخامات ضاعت قيمتها بتصديرها خاماً غير مصنعة فسورية تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في تصدير الفوسفات ووصلت الخامات السورية إلى عديد من دول العالم وأقيمت على أساسها العديد من الصناعات والأهم هو الكنز الكبير من القامات الجيولوجية الهامة.

استراتيجية وطنية

وبدوره بين وزير النفط أنه في إطار برنامج تطوير الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الثروة المعدنية والذي يهدف إلى التطبيق والاستثمار الأمثل للثروات المعدنية وزيادة مساهمة قطاع الثروة المعدنية في الناتج المحلي وتعزيز ايرادات الحكومة اضافة إلى احلال صناعات جديدة تعتمد على وجود الخامات المناسبة لها وتخفيض فاتورة الاستيراد نتيجة وجود خامات ومواد مصنعة من خامات وطنية اضافة إلى تعزيز تصدير الخامات المصنعة.

كما يهدف هذا البرنامج إلى جعل قطاع الثروة المعدنية اكثر جذباً للاستثمارات المحلية والتنموية وخلق فرص عمل وتنمية الموارد البشرية في المناطق التي تملك هذه الخامات والاهم في هذا البرنامج هو تعديل للتشريعات التي تسمح باستثمار الخامات والمواد ذات القيمة الاقتصادية وجعلها أولوية وطنية.

وتابع قدور موضحاً أن سورية تمتلك ثروات معدنية تنافس فيها أفضل الدول العالمية، كما يملك قطاع لثروة المعدنية مزايا نسبية تشمل البنية التحتية والعمالة المدربة وشركات المقاولات المتخصصة وشركات الطرق ولذلك يجب المتابعة بالسيناريوهات المرسومة بمتابعة الدراسات والأبحاث للوصول إلى الاستثمار الامثل للثروات الوطنية الباطنية.

وأوضح قدور أن التشريعات التي وضعتها الحكومة تعطي الكثير من التسهيلات والحوافز وتم طرح عدة فرص استثمارية في مجال الثروة المعدنية لدى هيئة الاستثمار السورية. كما قدمت كل الدعم والتسهيلات للقيام بالمشروعات الصناعية انطلاقاً من الخامات الباطنية الوطنية المتوفرة وتشغيلها من برامج احلال المستوردات او بالقوانين الخاصة. اضافة إلى الانفتاح على التعاون المثمر مع القطاع الخاص المتمثل بغرف الصناعة و التجارة المحلية بهدف تطوير عملية الاقتصاد الوطنية.

اضافة الى التعاون مع وزارة الصناعة والعمل المشترك في خلق صناعات وطنية كنا بالأمس القريب نستورد منتجاتها وندفعها بالقطع الأجنبي والعمل على خلق المزيد من الفرص للعديد من الصناعات المعتمدة على الخامات المحلية.

السجيل الزيتي

وبين معاون وزير الكهرباء لتنظيم القطاع الدكتور سنجار طعمة أن الأهمية تكمن في توليد الطاقة الكهربائية من خامات متوفرة وأهمها السجيل الزيتي وهو متوفر حالياً بمناطق عدة وكميات واعدة . ويمكن الاستفادة من هذه الخامات إما بالحرق المباشر او بالاستفادة من الحرارة الناتجة في توليد الطاقة وتحويلها إلى كهرباء ولكن هذه التقنية لا تزال مكلفة مقارنة بغيرها من التقنيات. وهناك تنسيق دائم مع وزارة النفط والثروة المعدنية من أجل اعدادات دراسات لتصبح هذه التقنية مجدية اقتصادياً ومنها إلى الاستثمار.

وتابع طعمة: في ظل هذا الانفتاح الكبير من المؤكد أنه سيكون هناك شركات مهتمة كون هذه الخامات تحتاج إلى معالجة خاصة قبل أن تصبح قابلة للاستثمار. وهناك تجارب محدودة بالعالم في هذه التجربة ومنها التجربة الأردنية ومن الممكن التواصل والتنسيق للحصول على التكنولوجيا المناسبة لاستثمارها.

وفي سؤاله عن العوائق التي تمنع الاستثمار النفطي في مجال الطاقة الكهربائية أجاب طعمة بأن العقوبات من شأنها أن تؤثر على التعاون العلمي والمعرفي ونقل التكنولوجيا وبالطبع فإن أي تكنولوجيا ضمن نطاق الجانب الغربي فإن الغرب سيمنع وصولها لسورية، وبالرغم من ذلك مازلنا مستمرين بالعمل مع وزارة النفط في مجال تطوير أي مصدر للطاقة من الممكن استثماره.

وأوضح طعمة أن العالم الآن يجنح باتجاه مختلف أي نحو استخدام الطاقات المتجددة وسورية تملك مصادر هامة للطاقة المتجددة من ريحية وشمسية والكتلة الحيوية وإمكانية انتاج الهيدروجين الاخضر وهو الآن الخطوة الأهم للتوجه الحكومي وبالامكان التعاون مع الشركات المتخصصة ستصبح سورية رائدة في انتاج الطاقة لتغطية النقص الطاقي الموجود لدينا وبالإمكان تصديره ايضا كون الكُمون موجود ولكننا كنا بحاجة فقط للانفتاح الاقتصادي وتعاون لاستكمال المشاريع وبالطبع الوضع الكهربائي سيصبح افضل مع التعاون الاقليمي والتشبيك الكهربائي والطاقي.

من جانبه بين الباحث المستشار والاستاذ الجامعي الدكتور مصطفى عتقي أيضاً وفقاً لصحيفة تشرين أن العصر الحالي يتجه نحو البازلت وتعد سورية من اغنى الدول بالبازلت والسجيل الزيتي والرمل الكوارتزي والصخور الكربوناتية ولكنها لم تكن مستخدمة في الصناعة بالرغم من ان هناك طفرة عالمية هائلة وتوجه لتصنيع هذه المواد وفي مقدمتها البازلت الذي يعتبر المادة الأولية للعديد من الصناعات الحالية واهم الصناعات الحديثة للبازلت تتضمن في صهره وتحويله إلى خيوط تشبه الخيوط الحريرية وتضفيرها لتصنع منها أنابيب نقل النفط او الماء او قضبان حديد للبيتون او حتى أنسجة ضد الحرارة.

وحتى الآن نحن لم نتطرق في سورية لهذه الصناعات بالرغم من كميات البازلت الهائلة في سورية وتواجد الكادر الفني المؤهل وبحسب عتقي فإن السبب يعود إلى كونها لازالت صناعات حديثة و تحتاج لمستثمرين أقوياء.

ويشير عتقي إلى أنه أمامنا الآن فرصة لإعادة البناء وتظهر الكثير من الدول توجهاً نحو سورية لإعادة الإعمار لذلك من الواجب علينا القيام بهذه المبادرة وتطوير الدراسات ونطرحها للعمل ويمكن الجزم بأن الدراسات المتوفرة عن سورية في مجال البازلت جيدة جداً وبالتالي الامر يتعلق فقط بطرحها على المستثمرين لإقامة هذه الصناعات في بلدنا والجميل أن الكادر الفني وطني وشاب ويحتاج فقط إلى خبرة صناعية تأتي من التعاون بدراسات مشتركة وعمل مشترك وكذلك بيئة مشتركة كون المشاريع ضخمة وتحتاج إلى خبرة عالمية وتمويل كبير.

 

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]