تراجع أسعار الأعلاف وانحسار الطلب..ذرائع ارتفاع أسعار البيض والفروج تسقط نظرياً

الخبير السوري:
لا تزال مادتا الفروج والبيض صعبتي المنال وعلى لائحة المحذوفات من موائد الأسرّ محدودة الدخل بعد أن حلق سعرهما إلى حدود لا يمكن احتمالها، والكل يعلم أن الشراء وإن حدث تحت دافع رغبة الأطفال بتناولهما فهو يتم بالقطعة والحبة، والأمل معقود على حدوث دعم فعال لقطاع الدواجن يسهم بزيادة إنتاجه وخفض أسعاره على المستهلك.
الجميع في هذا المنحى يتساءل متفائلاً: بعد أن انتهى شهر رمضان وتراجع الطلب وخاصة على الفروج إلى النصف أو أكثر.. هل يتراجع السعر؟ معززين تفاؤلهم ببدء انخفاض سعر أعلاف الدواجن بنسب جيدة منذ حوالي الأسبوعين، ولا شك أن التفاؤل مبرر لأن انخفاض سعر العلف يقلل من تكاليف الإنتاج ويشجع على التوسع بالتربية وزيادة العرض، مع العلم أن هناك متابعين يرجحون مزيداً من انخفاض سعر العلف وخاصة بعد التوجيهات الحكومية بتمويل استيراد كميات منها دعماً لتربية الدواجن وانخفاض أسعار منتجاتها.

عدد من المربين أشاروا إلى أن سعر الأعلاف ارتفع بشكل كبير قبيل شهر رمضان لأن الطلب زاد عليها، حيث إن الكثيرين توسعوا بالتربية لمعرفتهم أن الطلب على الفروج يزداد خلال شهر رمضان المبارك، لكن برأيهم أن تراجع الطلب على تلك الأعلاف لأن التربية عادت لمستويات الإنتاج التي تتلاءم والأشهر العادية (غير شهر رمضان) أدى إلى انخفاض سعر تلك الأعلاف، وهذا قد يخفف من كلف الإنتاج لكن ليس بنسب كبيرة، وقد لا يكون هناك انخفاض كبير ملموس على أسعار الفروج والبيض بالنسبة للمستهلك، لأن الأمر مرتبط أيضاً بمعادلة العرض والطلب.

وذكر المربون أن الصعوبات بشكل عام لا تزال موجودة، وتتمثل بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج على اختلافها من أعلاف وأدوية ومحروقات وعمالة ونقل وغيرها، لافتين إلى ضرورة التمويل بقروض ميسرة لأن الإنتاج في قطاع الدواجن يحتاج إلى رأس مال كبير ولا قدرة للكثيرين على احتماله، وهو عامل أساسي في خروج الكثيرين من حيز الإنتاج، كما أملوا تخصيص مقنن علفي بالكميات الكافية والأسعار المدعومة للتحفيز على التوسع بالتربية وخفض كلف الإنتاج التي تنعكس لا شك بالمحصلة على المستهلك.

الانخفاض في أسعار الأعلاف أشار له المهندس فراس الشرع مدير فرع الأعلاف في درعا مبينا أنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة انخفاض كبير في سعر المواد العلفية، ولا سيما لكسبة الصويا من ٩٠٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد إلى ٧٠٠٠ ليرة، وللذرة المستوردة من ٤٢٠٠ ليرة إلى ٣٠٠٠ ليرة، والشعير المستورد من ٣٢٠٠ ليرة إلى ٢٧٠٠ ليرة، وذلك اتضح من خلال رصد الأسواق الذي يقوم الفرع به بشكل شبه يومي.
وأشار الشرع إلى أنه تم خلال العام الماضي فتح عدة دورات تم خلالها توزيع المقنن العلفي للدواجن، ومن المحتمل خلال العام الجاري فتح دورات لاحقة بعد أن تتوافر المواد العلفية في المؤسسة العامة للأعلاف، وخاصةً بعد موافقة اللجنة الاقتصادية على تمويل استيراد كميات منها دعماً لقطاع الدواجن وإسهاما بخفض أسعار منتجاته للمستهلك.

المهندس محمد الشحادات عضو لجنة الدواجن بدرعا ورئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زراعة درعا، أشار إلى أن صناعة الدواجن رائجة في محافظة درعا منذ عقود، والمستثمرون يجيدون إتقانها ويلتزمون بالتقنيات الفنية الزراعية للوصول لأعلى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، وهذه الصناعة تعد مصدر دخل جيد للكثير من القائمين عليها والعاملين فيها، لكن المشكلة تتمثل بوجود صعوبات جمة وتحديات كبيرة ترغم العديد من المربين على الخروج من العملية الإنتاجية على أمل تكاتف الجهود لحلحلة تلك الصعوبات والتحديات والتخفيف من حدتها.
وبيّن الشحادات أن عدد مزارع تربية الفروج المرخصة على مستوى المحافظة يبلغ ٨٨٥ مزرعة، بينها ٧٥٢ للفروج والعامل منها ١٩٠ مزرعة بطاقة ١٨٣٤ ألف طير بالدورة، فيما البياض والأمات ١٢٢ مزرعة مرخصة والعامل منها ٥٧ مزرعة بطاقة قدرها ٦٣٣ ألف طير، ولجهة عدد المزارع غير المرخصة فتبلغ ٢٩٤ مزرعة، لافتاً إلى أن المزارع المتضررة كلياّ أو جزئياً خلال الحرب وتلك المتوقفة لأسباب مختلفة فتبلغ ٥١١ مزرعة.

وبالنسبة للمواد العلفية، ذكر الشحادات أن لها تأثيراً كبيراً في عملية التربية، حيث إن كمية العلف التي يستهلكها طير الفروج خلال الدورة (شهرين) تبلغ 4 كغ والتي يستهلكها طير البياض للفترة نفسها 7 كغ علف، وعن منعكسات انخفاض سعر تلك المواد مؤخراً، بين أنه يسهم بتوسع التربية لكن أسعار المنتج للمستهلك مرتبطة بالعرض والطلب.
بالمحصلة؛ فإن مطالب المربين تتركز على ضرورة إعادة فتح دورات لتوزيع المقنن العلفي للدواجن وزيادة كمياته، كذلك زيادة عدد معامل الأعلاف في المحافظة لتوفير الاعلاف بالكميات الكافية والتخفيف من أعباء أجور النقل الباهظة من محافظات أخرى، وبيع المداجن كميات كافية من الفحم بناء على الكشوف الحسية وكذلك الحال بالنسبة للمازوت…تشرين

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]