مرض تبدأ اضطراباته في مرحلة الطفولة المبكرة … وتتسم بمسار ثابت

طفل واحد من بين كل ١٦٠ طفل حول العالم يصاب به

الخبير السوري

كشفت مسؤولة برنامج الصحة النفسية في وزارة الصحة أمل شكو عن تسجيل 978 حالة توحد وإعاقة ذهنية خلال أول شهرين من العام الحالي في المؤسسات التابعة لوزارة الصحة. وبينت مسؤولة البرنامج النفسي أن عدد الحالات المسجلة سنوياً بازدياد مستمر خلال السنوات الماضية، حيث كان العدد في عام 2018 هو 1130 حالة تطور في عام 2019 إلى 3803 حالات، وزاد في عام 2021 إلى 4603 حالات، ثم ارتفع في العام الماضي إلى 5167 حالة.
وأوضحت شكو أن الاضطرابات النمائية هي مصطلح شامل يغطي اضطرابات مثل الإعاقة الذهنية واضطرابات طيف التوحد، وعادة ما تبدأ هذه الاضطرابات في مرحلة الطفولة، وتكون ناجمة عن اختلال أو تأخر في وظائف متعلقة بنضوج الجهاز العصبي المركزي، وتتسم بمسار ثابت.
ويشيع اضطراب الطيف التوحدي لدى الذكور تقريباً (٤ – ٥) أضعاف الفتيات، ويصيب حوالي (٣ – ٥) أطفال من كل 800 طفل، ويبدأ المرض تدريجياً منذ الولادة، ويصبح واضحاً في الطفولة المبكرة، ولا يوجد مرحلة من التطور السوي غالباً، ويلاحظ على الطفل فقدان التواصل الاجتماعي والانفعالي مع الآخرين، حيث يتجنب الطفل التحديق المباشر بالعين، ويفضل العلاقة مع الأشياء بدلاً من الأشخاص، ما يدفعه للانطوائية عن الأفراد، ويكون استخدامه ضعيفاً أو خاطئاً للتقاليد والأعراف الاجتماعية، مع فقدان التلقائية والمباشرة وشغل أوقات الفراغ.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض بينت شكو أنها يمكن أن تكون بسبب العوامل الوراثية، أو الأذيات الدماغية خلال الحمل والولادة، أو اضطراب النواقل الكيميائية العصبية في الدماغ، أو سوء التكامل الحسي أي زيادة عتبة استجابة الطفل للمنبهات الحسية، أو تأخر تفاعله معها مما يجعله بعيداً عن التلازم البيني والاجتماعي.
وعن الأعراض التي يتبدى فيها المرض ذكرت مسؤولة البرنامج النفسي في وزارة الصحة أنها تتمثل في عجز ثابت في التواصل والتفاعل الاجتماعي في مواقف متعددة ومنها عجز عن التعامل العاطفي، والعجز في سلوكيات التواصل غير اللفظية المستخدمة في التفاعل الاجتماعي، والعجز في تطوير العلاقات والمحافظة عليها وفهمها.
وكذلك في أنماط متكررة محددة من السلوك والاهتمامات أو الأنشطة، مثل حركات نمطية متكررة أو استخدام الأشياء أو الكلام، والإصرار على عدم التغيير والالتزام بالروتين، أو أنماط طقوسية للسلوك اللفظي أو غير اللفظي، واهتمامات محددة بشدة وشاذة في الشدة أو التركيز، وفرط أو تدني التفاعل مع المنبهات الحسية أو الاهتمام غير العادي بها، ويترافق عدد من الحالات مع إعاقات ذهنية (انخفاض في القدرات الذكائية).
وأشارت شكو إلى أن التوحد طيف واسع، وصورته قد تختلف بين طفل وآخر.
وعن إمكانية المعالجة أوضحت أن المعالجة تهدف إلى زيادة التلازم الاجتماعي، وتحسين السلوك الاجتماعي، وانخفاض الاضطرابات السلوكية الشاذة، وتحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي.
وذكرت أن المعالجات النفسية تتم من خلال برامج تأهيلية خاصة بمرضى التوحد، وبرامج العلاجات السلوكية، وبرامج علاجية نفسية للأهل، والعلاج بالموسيقا والحركات الهادفة.
أما المعالجة الدوائية فهي معالجة مساعدة، وتفيد في حالات،الهياج، وإيذاء الذات، والعدوانية، وفرط النشاط، ونوبات الغضب الشديدة.
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة حددت يوماً عالمياً للتوحد في الثاني من نيسان من كل عام بهدف زيادة الوعي حول طيف التوحد وأعراضه، وتعزيز دور المصابين بالتوحد في المجتمع وزيادة قبولهم له، وتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة وتحسين نوعية حياة المصابين، ودعم المصابين بالتوحد وعائلاتهم.
وتشير التقديرات المستمدة من الاستعراضات المتاحة إلى أن طفلاً واحداً من بين كل 160 طفلاً يصاب باضطرابات طيف التوحد في العالم. وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتتباين معدلات انتشارها تبايناً كبيراً بحسب الدراسات، وبعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك.
كما أن مستوى الأداء الذهني لدى المصابين باضطرابات طيف التوحد متغيّر جداً، وهو يتراوح بين قصور شديد وآخر طاغٍ في مهارات المريض المعرفية غير اللفظية. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 50 بالمئة من المصابين بالاضطرابات المذكورة يعانون أيضاً من إعاقات ذهنية.
ويكون بعض الأفراد المصابين باضطرابات طيف التوحد قادرين على التمتع بحياة مستقلة ومنتجة غير أن بعضهم الآخر يعانون من إعاقات وخيمة ويحتاجون إلى الرعاية والدعم طيلة العمر.

المصدر: الوطن

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]