رؤية تكامل مشتركة سورية- لبنانية- عراقية- أردنية تتبلور في دمشق

الخبير السوري:

برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس انطلق اليوم الاجتماع الرابع لوزراء الزراعة في كل من سورية والعراق ولبنان والأردن في فندق الداما روز بدمشق، تحت شعار «نحو تحقيق التكامل الاقتصادي الزراعي على المستوى الإقليمي».

ويأتي الاجتماع استكمالاً للاجتماعات الرباعية بين وزراء الزراعة العرب التي عقدت في العام الماضي في كل من العراق ولبنان والأردن.

وأجمع الوزراء العرب على أهمية الاجتماع، موجهين الشكر والتقدير لسورية على احتضانها في هذا الوقت المهم، ولدورها في جمع الأشقاء العرب في عاصمة الياسمين دمشق.

  • وزير الزراعة السوري: لنتكاتف لتشكيل قوة اقتصادية عربية للوصول إلى الطموح الذي نتمناه لشعوبنا

وزير الزراعة المهندس حسان قطنا  قال:  إننا  نجتمع هذا الاجتماع الذي  جرى التحضير له  منذ  شهر شباط العام 2022 في بغداد،  فنحن  كبلدان عربية لدينا  إنتاج زراعي، ولدينا مقومات إنتاج من أراض ومياه  وفلاح ولدينا بيئة ملائمة نجتمع من خلالها، ونتكاتف لنشكل قوة اقتصادية عربية وأن نصل إلى الطموح الذي نتمناه لشعوبنا، وعندما  نتبادل هذه المنتجات نحقق ما يجب تحقيقه من اكتفاء غذائي ذاتي، كما أننا نشهد تغيرات مناخية بما فيها تحديات تراجع الخصوبة وارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع الإنتاجية وإذا لم يكن لدينا الإرادة للعمل سوية  لنقوم بتنفيذ كل ما هو مطلوب منا فلن نستطيع أن نصمد على المدى المتوسط والبعيد.

قطنا أكد خلال كلمته أن الفرصة ماتزال متاحة بالإضافة إلى توفر المؤهلات والموارد التي يمكن أن نديرها لتحقيق التكامل، ولكن بعد مرور زمن قصير لن تنفع الندامة، لذلك يجب أن نعمل من الآن، وقد بدأنا ونأمل أن تكون مذكرة التفاهم التي سيتم التوقيع عليها غداً  نواة  لوحدة عربية زراعية واقتصادية، مع الأمل بأن ينضم إليها العديد من الدول العربية الأخرى، التي  ترغب في تشكيل هذه القوة الاقتصادية الزراعية.

كما أوضح وزير الزراعة أن العالم لم يعد ينتظر من يتخلف عن الركب العالمي  فالتحول الرقمي والابتكار والمفاهيم الحديثة للتنمية، أصبحت من ملامح التحول السريع واجتماعنا اليوم استجابة لهذه التحديات، وخاصة الأمن الغذائي في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها  العالم فما شهدتها سورية من حرب إرهابية على مدى 12 عاماً، وما تبعها من  مرور جائحة كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية وقانون  قيصر، والحصار على الشعب السوري، جميعها أثرت سلباً على ارتفاع  نسبة السكان غير الآمنين غذائياّ، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة ومستلزمات الإنتاج، وإن استمرار نشوء الأزمات يدفعنا إلى اتباع سياسات دفاعية،  وقد آن الأوان لوقفة مع الذات، ومراجعة ما يمكن  مراجعته واتخاذ إجراءات سريعة لتعزيز التجارة البينية  فيما بين دولنا الأربع.

  • وزير الزراعة الأردني: علينا  زيادة مناعة دولنا في مواجهة الأزمات

من جهته، أكد وزير الزراعة الأردني، خالد الحنيفات، أن العلاقة بين الأشقاء في سورية والعراق ولبنان والأردن علاقات اجتماعية ثقافية وتجارية وسياسية وزراعية راسخة عابرة للأزمنة والحدود، وبالتالي يجب علينا العمل والتنسيق بين بلادنا، لتمكين القطاع الخاص من الاستثمار في القطاع الزراعي، وإنشاء الصناعات المكملة والمتممة، وبما ينعكس إيجاباً على زيادة مناعة دولنا في مواجهة الأزمات، وسيتم خلال الاجتماعات  القادمة بحث القضايا العالقة، وخاصة فرص الاستثمار في القطاع الزراعي وتبادل الخبرات الفنية بين الدول الأربع.

  • وزير الزراعة العراقي: التكامل الزراعي بين بلداننا ضرورة لا مناص منها مع التحديات المتفاقمة

إلى ذلك، قال وزير الزراعة العراقي عباس العلياوي، خلال كلمة له إن التكامل الزراعي بين بلداننا ضرورة لا مناص منها مع التحديات المتفاقمة للتغيرات المناخية والأزمات المتتالية، والتي أثرت على إمدادات الحبوب وأسعار المواد الغذائية، فنحن مقبلون على تعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسياب السلع الزراعية ووضع أطر وتفاهمات من أجل تبادل الكفاءات وتطوير التعاون الفني في القطاعات الزراعية والحيوانية.

  • وزير الزراعة اللبناني: ذاهبون لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك

وأكد وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، أن الأمن الغذائي أولوية على كل ماعداه من ملفات، ونحن نؤمن أننا أمة قادرة على صناعة المستقبل فنحن هنا لنضع كل الإمكانيات في سبيل إنجاح هذا الجهد العربي المشترك.

وأشار الحاج حسن  إلى أن التغير المناخي والاحتباس الحراري همّ يؤرق العالم أجمع، والدول الأربع جزء مركزي من هذا الكوكب، وعليها القيام بدورهم في هذا المجال، فتعزيز التبادل التجاري وتسهيل انسيابية المنتجات والسلع الزراعية والعمل على تحقيق التكامل، هو أولوية كما أن تسهيل وصول المعلومات وتبادلها والخبرات المشتركة هي طموح نصبو إليه.

من جهته، بين مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، الدكتور نصر الدين العبيد، أن المركز يقوم بالمساهمة الجادة والفاعلة في تطوير الزراعة العربية وينفذ مشاريع تنموية رائدة في معظم الدول العربية.

ممثل الفاو يشرح الواقع الزراعي

ممثل منظمة الفاو مايف أكد في مداخلته خلال الجلسة التي سبقت الاحتفال الرسمي لبدء الاجتماعات أن سورية عانت من العقوبات أكثر مما عانته من الزلزال إذا ما تمت المقارنة، مضيفاً، نحن نعلم ذلك جيداً، ونحاول أن إيصال الصوت للمجتمع الدولي، ونركز على الوضع في سورية، ونشرح لهم دائماً صعوبة الوضع، وخاصة في القطاع الزراعي والتحديات الكبيرة التي يواجهها الفلاحون السوريون، على مدى سنوات، من حيث ضعف الاستثمار في الزراعة، والتحديات في التغيرات المناخية، والتي أفقدت الفلاح السوري المرونة، وكما نقول في الإنكليزية بما معناه، هذه الرياح تؤثر على الجميع بشكل سلبي، وليس فقط على سورية، يعني الجميع متأثر في هذه العقوبات، وهناك مسألة حرية الحركة بالنسبة للفلاحين والتجار، وكل ما يتعلق بالإنتاج الزراعي، وأعتقد أن هذا الاجتماع مهم جداً لأن هناك كوكبة رائعة من الوزراء العرب، هم عازمون على تغيير هذا الأمر، ومناقشة هذه التحديات، من حيث التبادل التجاري الزراعي، وتبادل المنتجات الزراعية وتحديات المناخ، وكذلك التحديات التي تواجه الدعم الحكومي للفلاحين في هذه الدول.

عملنا دائماً مع المدير الإقليمي لمنظمة الفاو نتحدث معهم باستمرار حول هذا الوضع، ونتعاون مع المنظمات الشريكة الأخرى مثل برنامج الغذاء العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المستوى القطري، لدعم الفلاحين السوريين، وأنا واثق أن ذلك يتم بالمثل في هذه الدول العربية لدعم الفلاحين.

وتعقيباً على ما طرحه ممثل الفاو أوضح وزير الزراعة محمد حسان قطنا أن ما طرحه موضوع مهم للغاية، وسيكون هناك نقاش ما بين ممثلي الوزراء ومديري المنظمات، في النقاط التي أشار لها مايف، وإذا ما أردنا مواجهة التحديات نأمل أن يتحول هذا الطرح إلى مشروع تنموي، يضم الدول الأربع، ويوفر له التمويل اللازم، لنستطيع من خلاله أن نكون شركاء حقيقيين، ونستفيد من الكوكبة الموجودة حاليا في هذه الجلسات، من المنظمات ومراكز الأبحاث والاتحادات والنقابات لنكون شركاء في الدول الأربع في أي مشروع تنموي يستطيع أن ينهض في هذه المنطقة نحو التنمية المستدامة ومواجهة تغيرات المناخ وتخفيف العبء عن الفلاح.

وفيما يتعلق بالجلسات المغلقة التي جرت كانت لتبادل الأفكار ولمناقشة الأوضاع الزراعية في تلك البلدان، وكيف يمكن للمنظمات الدولية أن تساهم في مشروع إقليمي على مستوى تلك الدول يتم تمويله ويحقق تنمية مستدامة، خاصة في ضوء ضعف التبادل التجاري بين تلك الدول، في مجال الإنتاج الزراعي، مع أننا دول متجاورة، ومنتجاتنا الزراعية في هذه الدول الأربعة قادرة للوصول إلى دول الخليج ودول العالم.

التكامل العربي

وزير الزراعة اللبناني رداً على تساؤل تشرين حول استدراك الفجوات القائمة بين الدول الرباعية في المجال الزراعي في المرحلة المقبلة، بين أن الاتفاقية قد لاحظت ذلك، وأمل أن تكون هذه الخطوة إيجابية فنحن ذاهبون لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك يبدأ رباعياً، ولا ينتهي ليشمل كل الدول العربية.

هناك عاصفة ايجابية جداً في المنطقة، في دول الاقليم، في المنطقة العربية، هذه العاصفة الإيجابية كنا قد بدأناها باللقاء الرباعي الجامع ونتمنى أن يلتحق بنا كافة الدول العربية، والتي أعتقد أنها أيضاً تحمل نفس الهم الذي نعيشه كلبنانيين وسوريين وأردنيين وعراقيين.

وحول إمكانية المقايضة بين السلع، وتالياً التخفيف عن خزائن الدول تجاه القطع الأجنبي، بين الوزير اللبناني إمكانية تحقيق ذلك، داعياً القطاعين العام والخاص في كل هذه الدول، لتكون هناك شراكة حقيقية في العمل، ولأنني أؤمن أن القطاع الخاص، هو عصب الاقتصاد الوطني، سواء كان لبنانياً أم سورياً أم أردنيا وعراقياً، مع بعض الفوارق في الهوامش القانونية، وأي جانب من الطرق يسهل العمل، سواء المقايضة أم غيرها، ندفع باتجاهها وبما يخدم مصلحتنا كلبنانيين وسوريين وأردنيين وعراقيين.

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]