من موسكو إلى أبو ظبي …السجادة الدبلوماسية الدمشقية تزداد حضوراً في العالم

إعادة تفعيل العمل العربي المشترك على الأرض إحدى الغايات الدمشقية

الخبير السوري

هي السجادة الدبلوماسية الدمشقية تزداد حضوراً في عواصم العالم والمنطقة لترسخ اللقاءات الثنائية والقمم ما كان يوماً للسوريين من صمود وصبر وانتصار في ذمم الوقت والتاريخ والمستقبل.. من موسكو إلى دمشق وضيوفها من ثم إلى أبو ظبي كانت زيارات السيد الرئيس بشار الأسد الرسمية ولقاءاته تلفت أنظار العالم إلى توقيت دبلوماسي سوري وساعة سياسة دمشقية تعيد ضبط المشهد على إيقاع إرادتها وسيادتها ووحدة أراضيها التي كانت عنواناً لكل حضور لها.
الكل يترقب حال المنطقة بعد هذه الجولات واللقاءات الثنائية بين دمشق وحلفائها وأصدقائها ولكنها أي سورية بهدوء سياستها لم تخبئ مفاجآت أو تغير سياسات بل مضت على ميزان كلماتها وثباتها وأبقت المفاجآت في جعبة سلوك خصومها وبعض من شارك في نزف جراحها.. وما انتظره أردوغان من أخبار قادمة من الكرملن لم يأته سوى بما سمعه سابقاً من قلب العاصمة السورية.
بعد الزيارة الرسمية للسيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو ترقب البعض أن تكون تطورات المصالحة بين دمشق وأنقرة لافتة ولكن الشروط السورية بدت أكثر وضوحاً في مطالبة أردوغان الخروج باحتلاله من الشمال السوري قبل أي خطوة دبلوماسية بين البلدين.. والكل يخمن أيضاً أن سورية ستعود قريباً إلى الجامعة العربية لكن رؤيتها أي سورية هي من تتحقق اليوم بعودة العلاقات الثنائية بين دمشق والعواصم العربية كمقدمة لأي خطوة على صعيد الجامعة.. فالغاية الدمشقية هي إعادة تفعيل العمل العربي المشترك على الأرض وليس بالخطابات والمصالحات بين الدول العربية لتوحيد الكلمة والرؤية لذلك نراها تركز على تمتين العلاقات الثنائية بين الإمارات وعمان والجزائر والعراق والكثير من الدول العربية وتسعى بإيجابية لتسهيل الطريق أمام الدول العربية الأخرى بعد أن حاولت واشنطن وإسرائيل سد كل السبل إلى قلب العروبة النابض.. دمشق.
سر ما يحصل دبلوماسياً وتغير الرياح السياسة في المنطقة والعالم بدأ بثبات السوريين أمام عواصف الإرهاب الغربية وحروب واشنطن واحتلالها ومؤامرات عبر السنوات الطويلة التي مرت بالشراكة مع إسرائيل ويكتمل هذا السر اليوم بتراجع الهيمنة الأميركية واحتضارها أمام مناخ التعددية القطبية الذي بدأنا نتلمسه بتعاظم دور الصين السياسي والاقتصادي والدور الروسي العسكري في مواجهة الناتو على الأرض الأوكرانية.
فما تفعله بكين من وسيط للسلام بين السعودية وإيران يبشر بسقوط قناع راعي السلام الأميركي الذي كان يحضر إلى المنطقة كل مرة بثوب حمامة سلام ويرمي الفتن ليحرف الميزان باتجاه الباطل الإسرائيلي ويفتعل الأزمات ويجمدها لصالح مصالح الكيان الصهيوني والمصالح الأميركية فمفعول (التفويض الإلهي) لواشنطن بات منتهياً وانكشفت كذبة الديمقراطية بأبشع صورة لواشنطن في أفغانستان والعراق والمنطقة بل الأكثر من ذلك أن الجيل الأميركي القديم من السياسيين بدأ ينعي حضرتها الأحادية ليقول كيسنجر في تعليقه على المصالحة السعودية الإيرانية إن ظهور بكين كصانع سلام “سيغير شروط المرجعية الدبلوماسية الدولية”، فلم تعد الولايات المتحدة القوة التي لا يستغني عنها أحد بالمنطقة، أي الدولة القوية أو المرنة بدرجة لكي ترعى اتفاقيات السلام.. ما قاله كيسنجر ربما جزء من الحقيقة التي بات العالم يلمسها فما عادت أميركا وحدها تتحكم بالعالم بل هناك نظام دولي قادم بدأ خطواته وقد يكملها إذا ما تخلص من هيمنة الاقتصاد الأميركي ودولاره.. قالتها دمشق سابقاً وتقولها اليوم ودول العالم تستمع لكلماتها وترحب بخطواتها لأن ما يجري أثبت أن لسورية بصراً سياسياً ثاقباً وصائباً.

المصدر: الثورة

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]