التكية تشهد جولة ميدانية لممثلي وسائل الإعلام أثناء ترميمها ..

محافظ دمشق يكشف أنه يتم ترميم سوق السروجية التراثي وعدد من البيوت التراثية في دمشق القديمة

الخبير السوري

لسنوات طويلة، كانت التكية السليمانية وسط دمشق، تشيخ على مهل، والدهر يترك علاماته على جدران هذا المعلَم التراثي المحاذي لمجرى نهر بردى، وحجارته، ومع انخفاض مستوى المياه الجوفية بسبب شح مصادر المياه، بدأت الأرض التي احتضنت التكية السليمانية لعمر طويل بالتعرض لانجراف في تربتها أدت إلى هبوطات كبيرة، ظهرت آثارها على شكل تشققات وتصدعات في كثير من أسقف وقبب التكية وأعمدتها وجدرانها.
وخلال جولة ميدانية نظمتها محافظة دمشق لاطلاع ممثلي وسائل الإعلام على الحالة الفنية لـ التكية والتي استدعت تدخلاً عاجلاً ومدروساً لوقف حالة تدهور البناء وحماية وصون التكية. استعرض فريق من الفنيين والخبراء في مجال العمارة والترميم التراثي، أهم العوامل التي ساهمت في وصول الحالة الفنية للتكية السليمانية إلى مستوى خطير من الضعف، والتهالُك والذي قد يتسبب بسقوط وانهيار أجزاء كثيرة من التكية. وذلك “نتيجة لتراكم سنوات طويلة، قبل الحرب وخلالها” وفق الدكتورة عبير عرقاوي التي رافقت الصحفيين خلال الجولة الميدانية، وشرحت للصحفيين عوامل الخطورة التي تمَّ رصدها في الموقع عبر الدراسات الأكاديمية.
وبحسب الخبراء المعنيين فإن مشروع ترميم التكية يقوم على إيجاد الحلول الأضرار التي ظهرت في أجزاء التكية استناداً إلى هويتها وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي، وسيحافظ على وظيفتها كمعلم تاريخي وتراثي وثقافي، مع إضافة بصمة هذا العصر والزمان الذي نعيش فيه اليوم. الخبراء أكدوا أن “إشغال المحال في التكية الصغرى لمدة طويلة جداً دون انقطاع، أعاق إجراء أية عملية كشف أو إصلاح أو ترميم ما أدى إلى تفاقم العيوب والمشاكل التي أوصلت التكية إلى وضعها الراهن.
محافظ دمشق طارق كريشاتي قال في تصريح صحفي أن ترميم التكية السليمانية يحتاج لدراسات فنية دقيقة جداً ولخبرات عالية في مجال الترميم التراثي، ولذلك استعانت محافظة دمشق بالمديرية العامة للآثار والمتاحف وكوادرها الخبيرة، إضافة للمؤسسات الوطنية المتخصصة في صون وحماية الأماكن التراثية وفي مقدمتها الأمانة السورية للتنمية التي تستطيع أن تقدم خبرتها المتراكمة على مدى سنوات طويلة في مجال صون وحماية التراث المادي واللامادي وكشف أن محافظة دمشق أيضاً تقوم بترميم سوق السروجية التراثي، وتقوم بالشراكة مع مؤسسة الآغا خان الثقافية بترميم عدد من البيوت التراثية في دمشق القديمة.
جال الصحفيون أيضاً في التكية الكبرى التي شكلت المرحلة الأولى من مشروع الترميم كونها كانت خالية تماماً من أي إشغال وتحتوي على أكبر المباني وأكثرها أهمية، وبعد بلوغ الترميم فيها “مرحلة متقدمة، صار الوقت مناسباً لإطلاق العمل ضمن التكية الصغرى بما يتيح دمج وتوصيل الخدمات والأنظمة لكلا القسمين وإنجاز المشروع بنجاح” وفق الإيجاز الصحفي الذي وزعته محافظة دمشق على المراسلين الصحفيين.

المصدر: وكالة الآن الإعلامية

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]