نحن من سبق الألمان و ” نصّ” ؟؟!!!

 المهندس لؤي عيد – الخبير السوري:

{فاذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا} قالها الرسول الكريم (ص) للمؤمنين، وهي تصلح أيضا لغيرهم. فمن الطبيعي أن يتستر المرء على ارتكاب قام به من منطلق المصلحة الشخصية إضافة الى الاسباب التي قصدها نبينا المصطفى. من طبيعة الامور ان يتم تغيير وتطوير المناهج التربوية في مدارسنا لمواكبة التقدم العلمي وتطور الاساليب والوسائل وفق دراسة ومراجعة من قبل مختصين مؤهلين ذوي كفاءة ومسؤولية، لما في ذلك من أهمية بالغة في بناء ثقافة وفكر الجيل الذي يمثل مستقبل البلد. لكن واقع الحال لا يوحي بذلك. خلال العقدين الاخيرين تم في سورية تعديل المناهج أكثر ربما بعدة مرات من المانيا مثلاً – كنموذج لبلد مواكب للتطور- وفي كل الصفوف ودون مراعاة للتناغم والتسلسل في المادة الواحدة (ابحاث مكررة وأخرى فائتة،وهذا بشهادة أهل الاختصاص). مما يشي بتخبط وضياع غير مفهوم. ماذا يفعل المطورون وما هو دورهم؟ أليس من البدهي إجراء مراجعة للمادة الواحدة في كل الصفوف ووضع خطة ممنهجة للأبحاث المقررة وفق تسلسل علمي رصين وإجراء المراجعة والتعديل والتقريظ، ثم طباعة نسخة قابلة للحياة لعقد من الزمن على الأقل؟ تطوير مناهجنا سبق في سرعته وتسارعه التطور الذي يشهده العالم في ثوراته العلمية.

يهمس البعض بأن وراء الأكمة ما وراءها، وأن الغاية من التغيير هي المبالغ المجزية التي يتقاضاها المطورون ومشغليهم. والله أعلم. هذا ما وراء الأكمة. لكن العجيب أن تصل الجرأة الى أن تتغير المناهج وتقرر ولا تطبع الكتب، او تطبع ولا توزع، ويبدأ الموسم الدراسي ويمضي منه شهر حتى الآن دون كتب (كما في مادة الانكليزي لكل الصفوف والفرنسي لبعضها). في أي بلد آخر هذه فضيحة مدوية. لكن عندنا لم تحرك ساكن. وزارة التربية، استتروا. فهذه من المعاصي

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]