وزير سابق: التحول للطاقة الشمسية يحتاج إلى 120 مليار دولار و الى20 سنة!

الخبير السوري:

كتب وزير الاقتصاد والتقانة الأسبق الدكتور عمرو سالم..على صفحته الشخصية على الفيسبوك رؤيته حول التحول للطاقة الشمسية فقال:

إنّ آخر ما يحتاجه تأمين الكهرباء في سوريٓة ومضاعفة الانتاج والاستثمار هو رمي (لحش) الحلول بعد قراءة خبر أو موضوع على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الآلة الحاسبة لمدة ربع ساعة …

عندما يتمّ الحديث عن بلدٍ بأكمله، لا بدّ لنا من ان نعلم أنّه ما من مشكلةٍ كهربائيّةٍ أو اقتصاديّةٍ أو ماليّة نقع فيها، إلّا قد وقعت فيها بلدانٌ كثيرةٌ واستخدم في حلّها حلولٌ بعضها نجح وبعضها فشل وبعضها تم تعديله …

ولا بدّ من دراسة وضعنا الاجتماعي والأمني والموارد ووضع تلك الدّول لكي نطرح حلّاً من هذه الحلول النّاجحة …

فلا يوجد شخصٌ فنّي أو غير فنّي إلّا ويقول وبكلّ ثقة، أن الطاقة البديلة هي الحلّ …

وعندما نتحدّث عن بلدنا الّذي يولّد حاليّاً أقل من ٢٥٠٠ ميغاوات وهو يحتاج إلى أكثر من ١٠ آلاف ميغاوات، علينا أن نعلم أن كلفة ٧٥٠٠ ميغاوات باستخدام الطاقة الشمسيّة فقط يكلّف ما لا يقلّ عن ١٢٠ مليار دولار …

فالإمارات العربيّة المتّحدة المعروفة بالإنجاز بدأت قبل أعوام ببناء حديقة للكهرباء بالطّاقة الشمسيّة ولم تصل بعد إلى ٢٥٠ ميغاوات أي ضعفي طاقة المشروع الّذي أطلق بعدها الصناعيّة والذي ستبقى طاقته ١١٠ ميغاوات …

ومشروع الإمارات سيصل إلى ٨٥٠ ميغاوات عام ٢٠٣٠ وبكلفةٍ مقدارها ١٣.٦ مليار دولار وباستخدام ملايين الألواح الطاقة!

وبالتّالي، فإنّ التحوّل إلى الطّاقة الكهربائيّة الشمسيّة في بلدنا سيحتاج إلى ١٢٠ مليار دولار وسيستغرق عشرين عاماً على الاقلّ …

(ملاحظة مضافة: لاحظت أنّ الكثير من المعلومات التي تقدّم حتّى في التعليقات تقدّم بسرعة. كلفة توليد ١ ميغا وات لبلد ليست مليون دولار كما يعتقد الكثيرون. وكلفة توليد ٧٥٠٠ ميغاولت ليست مليون ضرب ٧٥٠٠.

التقنيات لبلد مختلفة تماماُ. وتوليد ما نحتاجه لكامل البلد يتطلب ١٢٠ مليار دولار. ولهذا قال السيّد الرئيس في خطاب القسم: بدأنا بالمدن الصناعيّة وقد نتحوّل إلى السكني لاحقاً) …

ولنعد إلى خطاب القسم لسيادة الرئيس، لنجد أنّ سيادته قال أننا بدأنا بالطّاقة الشمسيّة للمناطق الصّناعيّة، ويمكن (يمكن) أن ننتقل إلى الطاقة المنزليّة لاحقاً …

هذا كلام من يعرف الأمور ومن يمتلك المعرفة والمعلومات …

يضاف إلى ذلك أننا عندما نتكلّم عن توليد كهرباء بالطّاقة الشمسيّة بعشرات أو مئات الميغاوات، فاستخدام البطّاريّآت مستحيل لهذا الحجم، فكلفتها لا يمكن تغطيتها …

لذلك نجد في العالم أنّ كهرباء الطّاقة الشمسيّة تعمل في ضوء النّهار وترتبط بشبكة الكهرباء العموميّة التي تأخذ فائضها في النّهار وتعطيها في الليل …

ولهذا يمكنها أن تنجح في المناطق الصّناعيّة …

أمّا استخدام الطّاقة الشمسيّة للبيوت، فيمكن أن يؤمّن جزءاً من احتياج البيت، لكنّ أمامه عقبتين كبيرتين، وهما عدم توفّر المساحة الكافية لكلّ سكّأن البناء. وبالتّالي لا ينجح يجدوى كبيرة إلّا في الفيلّآت أو البيوت الزراعيّة. والأهم من ذلك هو كلفته الهائلة التي تجعله مستحيلاً على الطبقة المتوسّطة والفقيرة …

وهناك بكلّ ثقةٍ حلول وإجراءات آنيّة لتحسين الوضع وبلا شكّ …

أمّا عن دفع الاقتصاد وجذب الاستثمارات، فهو لا يتمّ بتقديم الابتسامة والوعود وحفلات الاستقبال. كما لا يتمّ بتنفيذ ما يطلبه المستثمرون في كلّ قطاعٍ وكأنّ شغل الحكومة هو تنفيذ قائمة الطلبات …

فإذا سألتَ الصّناعي، يريد منع الاستيراد والإعفاءات الجمركيّة، وذلك يقتل التّجارة ويحدث احتكاراً يرفع الأسعار ويخفّض الجودة ويشجّع التهريب بسبب الاحتكار …

وإذا سألت التجّار، فهم يريدون فتح الاستيراد على مصراعيه غير آبهٍ بالميزان التّجاري وسعر العملة الوطنيّة …

والجميع لا يريد أن يدفع ضرائب …

ونحن في الحقيقة لدينا صناعيّون عريقون محترمون إشراف وتجّار محترمين أشراف وهيئة الضرائب لا تميّز بين شريفٍ ومتهرّب. والشريف إذا قدّم أرقامه الحقيقيّة سوف يتّهم بالكذب ويكلّلّف بضرائب خياليّة ويساوى بالمتهرّب غير الشريف …

وكما ذكرت في موضوع الكهرباء، فجذب المزيد من الاستثمارات، للقواعد عالميّة مجرّبةٌ ومثبتتةٌ، ذكرتها سابقاُ ولا حاجة لإعادتها هنا ويجب تطبيقها …

إنّ من يقول انّ السيّد الرئيس قال بأنّه لا يوجد حلول هو كاذبٌ يقلب خطاب السيّد الرئيس رأساً على عقب وهو يخدم أعداءنا …

ومن يقول انّ السيّد الرئيس قدّم رؤيةً غير قابلةٍ للتطبيق، فهو جاهلٌ أو كاذبٌ يخدم العدوٌ …

وضّح السيّد الرئيس الرؤية الواقعيّة وقال لا يوجد مستحيل …

وعلينا تطبيق رؤيته في مختلف المجالات وأعلى المعايير وبلا كللٍ أو تراخٍ أو تردّد ….

وبذلك يكون الغد جميلاً وعظيماً …

التعليقات مغلقة.

[ جديد الخبير ]